أكد الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر أصبحت واحدة من أكبر المستفيدين من الدعم الفنى للوكالة الدولية للطاقة الذرية، معرباً عن تقدير مصر العميق للدعم المستمر الذى قدمته الوكالة على مدى ستة عقود لبناء وتعزيز القدرات البشرية فى مجال الاستخدام الآمن والسلمى للتكنولوجيا النووية.
وأشار شاكر فى كلمته خلال مشاركته بالمؤتمرالدولى للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامج التعاون الفنى للوكالة خلال ستون عاماً بفيينا، إلى الدور الهام الذى تقوم به الوكالة والذى ساهم بشكل كبير فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمصر، وأيد بشكل مباشر تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح وزير الكهرباء، أن المشروعات المصرية الحالية تهدف إلى بناء القدرات البشرية وخلق المؤسسات وتوسيع دور التكنولوجيا النووية، فضلاً عن التطبيقات السلمية للتكنولوجيا النووية، موضحا أنه فى منتصف التسعينيات، اتبعت مصر سياسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى تنفيذ مشروعاتها، وعلى مدى العقود، نفذت مصر الكثير من مشروعات التعاون التقنى بدءا من العلوم النووية الأساسية إلى التكنولوجيا النووية المتقدمة.
وأضاف الوزير، أن استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة فى مصر حتى عام 2035 تعد تنويع مزيج الطاقة أولوية رئيسية وتتضمن أهدافها الرئيسية إنشاء عدد من المحطات النووية لإنتاج الكهرباء، والحد من الاعتماد على البترول، وزيادة استخدام الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتشجيع ترشيد الاستهلاك.
وأوضح شاكر، أن الوكالة ساعدت مصر على تعزيز القدرة الوطنية وبدء البرنامج النووى وأعدت مصر، بالتعاون مع الوكالة، خطة عمل متكاملة تنفذ بموجبها جميع مشروعات التعاون التقنى المتصلة بإدارة برامج الطاقة النووية، وتقييم المواقع، والسلامة، وتنمية الموارد البشرية، والاتصالات العامة.
وقال الوزير، إنه نظرا لأهمية الأغذية والزراعة بوصفها المحرك الرئيسى للتنمية الاجتماعية والاقتصادية فى مصر، سيتم توجيه مساعدات الوكالة لدعم مصر لزيادة الإنتاجية الزراعية وتحقيق درجة أعلى من الأمن الغذائى باستخدام التقنيات النووية.
وفى قطاع الصحة، أكد شاكر أن المساعدة تركز فى المقدمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على استخدام الإشعاع والنظائر للتشخيص وتطبيقات الرعاية الصحية، إلى جانب رفع مستوى إنتاج المستحضرات الصيدلانية من أجل الوفاء بمعايير الجودة الدولية.
وفى هذا الصدد، أشار شاكر إلى بعض مشاريع التعاون التقنى التى نفذت فى مصر حيث ساعدت الوكالة مصر فى مجال المعالجة الإشعاعية على إنشاء معمل لقياس الجرعات العالية الجرعة وهو أحد سبعة مختبرات مرجعية فى جميع أنحاء العالم لتنفيذ نظام لإدارة الجودة فى قطاع معالجة الإشعاع، فضلا عن تطوير نظم مراقبة الجودة.
وفى مجال الصحة، لا يركز دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية على استخدام الإشعاع والنظائر لمنع الأمراض وتشخيصها وعلاجها فحسب، بل يساعد أيضا مصر على صيانة المعدات الطبية باستخدام أحدث تكنولوجيات المعلومات والاتصالات.
وعلى مدى السنوات الماضية (1957-2017) بذلت الحكومة المصرية جهودا كبيرة لتعزيز القدرات المؤسسية من خلال المشاركة فى برنامج الوكالة لتنمية الموارد البشرية. وشارك حوالى 1128 من المواطنين المصريين فى دورات تدريبية، وشارك 916 من المواطنين المصريين فى اجتماعات نظمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعلاوة على ذلك، منحت الوكالة 1100 زمالة و 350 زيارات علمية.
وأوضح شاكر، أن مصر تؤكد أيضا على التزامها بدعم أنشطة الوكالة من خلال استضافة عدة اجتماعات إقليمية وحلقات عمل ودورات تدريبية سنويا، كما توفر مصر فرصا للتدريب والدعم التقنى للدول الإفريقية من خلال مراكز أفرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة