لم تتوانى قناة الجزيرة القطرية يوما فى العمل ضد أمن واستقرار الدول العربية عبر علاقاتها المشبوهة مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة والطائفية فى سوريا والعراق وليبيا ولبنان.
وعملت قناة الجزيرة على تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير وإعادة تقسيم الدول العربية وترسيم حدودها فيما يعرف بإعادة إنتاج "سايكس بيكو" وهو المشروع الخبيث الذى روجت له الدوحة فى المنطقة عبر مؤسساتها الإعلامية وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية التى تمثل رأس الأفعى فى الترويج للمشروعات والأجندات الغربية فى المنطقة.
وقدمت قناة الجزيرة أولى الخدمات إلى الولايات المتحدة الأمريكية عقب قصف برجى التجارة عام 2001، ومهدت لواشنطن الذريعة لشن حرب على أفغانستان والعراق عقب قصف البرجين، وبدأت القناة القطرية بالترويج لغزو العراق وأفغانستان وتوجيه سياسة القناة إلى ضرورة غزو العراق وأفغانستان لعدم تكرار أحداث 11 سبتمبر عام 2001.
وشنت قناة الجزيرة القطرية أشرس حملة إعلامية ونفسية على المواطن العراقى خلال الغزو الأمريكى للبلاد عام 2003، وبثت القناة عدد كبير وضخم من الشائعات حول طبيعة العمليات العسكرية ومحاولتها إضعاف الروح المعنوية لجنود الجيش العراقى، حتى أعلنت القناة القطرية سقوط العاصمة العراقية بغداد فى 20 مارس 2003 وهى الشائعة التى أدت لارتباك عدد كبير من قادة الجيش العراقى، وروجت الجزيرة للخبر بشكل كبير عقب اختفاء صدام حسين ومحمد سعيد الصحاف وتواريهم عن الأنظار.
ويؤدى مذيعوا قناة الجزيرة أدوارهم التى ترسخ خلف الكاميرات باقتدار عبر عقلية توجه بالسياسة التحريرية للقناة فى عدد من القضايا والتى تتسم بسياسة مخالفة ومعارضة لفكرة الدولة الوطنية القائمة على المؤسسات.
وارتبطت التنظيمات والكتائب المسلحة الموازية لمؤسسات الدول ارتباطا وثيقا بقناة الجزيرة القطرية التى عكفت خلال السنوات الأخيرة على إبراز دور تلك الميليشيات ومقارنتها بدور مؤسسات الدول الوطنية المتمثلة فى الجيش والشرطة، بدأ التقارب بين مخابرات الدوحة وأذرعها الإعلامية عبر دعم قناة الجزيرة لحزب الله اللبنانى فى حربها مع دولة الاحتلال الإسرائيلى عام 2006، وعكفت القناة القطرية على الترويج للمشروع الإيرانى فى المنطقة ودعمه وتوفير له الغطاء الإعلامى وهو ما دفع طهران لمحاولة بسط نفوذها فى المنطقة على حساب مصالح الدول الخليجية، إضافة لعملها على العبث بأمن واستقرار الإمارات والبحرين ومحاولاتها المستمرة لزعزعة الاستقرار فى المملكة العربية السعودية.
وتفوقت قناة الجزيرة القطرية خلال الفترة من 2005:2011 على قنوات الممانعة الداعمة لحزب الله وعلى رأسها تليفزيون المنار وقناة الميادين، وروجت القناة لخطابات حسن نصر الله وخلعت القناة الزى العربى وارتدت العمامة الإيرانية بذريعة نقل الرأى والرأى الآخر، لتقوم بممارسة دورا هو الأخطر تمثل فى دعم إيران ومشروعها فى الإقليم على حساب دول مجلس التعاون الخليجى.
ومارست قناة الجزيرة أبشع أدوار الخيانة والعمالة وتمكنت من اختراق جميع المنازل العربية، بدأ مدير مكتب قناة الجزيرة فى بيروت غسان بن جدو خلال فترة صعود حزب دورا بارز فى فتح خطوط اتصالات مباشرة بين القناة القطرية وحسن نصر الله، ولعب بن جدو دورا محوريا فى توجيه دفة التغطية وإدارتها وتنويع محتوياتها وفق ما يشاء، بتنسيق مع قادة مع حزب الله الذين دعموا القناة القطرية بمواد حصرية تروج لفكر التنظيم والفكر الإيرانى.
ومع اندلاع ثورات الربيع العربى ومنها ثورة 17 فبراير عام 2011 فى ليبيا روجت قناة الجزيرة لقادة متطرفين شاركوا فى عمليات قتل وتفجير بحق مدنيين أبرياء وعلى رأسهم القيادى عبد الحكيم بلحاج قائد الجماعة الليبية المقاتلة "تنظيم القاعدة" والذى شارك فى القتال بأفغانستان، إضافة لدعمها لقيادة جماعة الإخوان فى ليبيا وعلى رأسهم على الصلابى قائد كتيبة راف الله السحاتى.
واختلف موقف الجزيرة من تغطية الأحداث فى ليبيا عن تغطية الحرب فى العراق، فقد تغاضت القناة القطرية عن إعلان سيطرة الثوار على العاصمة طرابلس حتى يصل القيادى المتطرف عبد الحكيم بلحاج إلى العاصمة برفقة ضباط قطريين لإعلانه سقوط طرابلس من القذافى وسيطرة الثوار عليها، وخرج بلحاج فى حديث حصرى لقناة الجزيرة فى منطقة العزيزية معلنا السيطرة على العاصمة وتتويجه زعيما وقائدا للثوار.
وفتحت الجزيرة استوديوهاتها فى الدوحة للإسلاميين فى ليبيا وقادة التنظيمات الإرهابية المتطرفة وتكفلها بمصاريف سفر وتنقلات الضيوف وتوفير لهم الدعم الكامل فى إطار خطتها لدعم المتطرفين فى ليبيا، وشنت القناة القطرية حملة شرسة عقب دعوة رئيس وزراء ليبيا الأسبق محمود جبريل لحل التشكيلات المسلحة والبدء فى تشكيل جيش وطنى وهو ما رفضه أمير قطر السابق تميم بن حمد ودعا مؤسسات الدوحة الإعلامية لمهاجمة أى دعوات لحل الميليشيات المسلحة.
واستمرار لدورها فى دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة ومحاولة تبريرها للجرائم الإرهابية التى تضرب عددا من الدول العربية، واصلت قناة الجزيرة القطرية توفير الغطاء السياسى والإعلامى للتنظيمات الإرهابية المتطرفة التى تتخذ من ليبيا مركزا لها، لاستهداف أمن واستقرار ليبيا ودول الجوار الليبى وفى مقدمتها مصر، وعرضت القناة القطرية تحقيقا مصورا تحت عنوان "الرمال المتحركة"، مساء الأحد، تناول تاريخ الجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها جماعة أنصار الشريعة ومجلس شورى درنة الإرهابى، تحدث خلاله متطرفون ينتمون إلى جماعات إرهابية وعلى رأسهم قيادى فى تنظيم داعش الإرهابى وعدد من قادة مجلس شورى درنة.
ومع إندلاع الثورة السورية وتطور الأحداث إلى صراع مسلح دخلت قناة الجزيرة على خط الميليشيات الإرهابية والكتائب المسلح عبر تسجيلها للقاءات حصرية مع قادة الإرهاب العالمى والترويج لفكرة تلك التنظيمات، وعقب قيام الدوحة بتشكيل فصائل مسلحة تم تصنيفها إرهابية وفرت الدوحة الدعم الإعلامى لتلك الميليشيات وعلى رأسها جبهة النصرة التى يقودها أبو محمد الجولانى والذى استضافته الجزيرة عدة مرات وسخرت أدواتها الإعلامية للترويج للفكر المتطرف لجبهة النصرة.
وتحولت قناة الجزيرة القطرية من منصة إعلامية يجب عبرها توعية المشاهد العربى بالقضايا الوطنية ودعمها لمفهوم الدول واحترام سيادتها، إلى منصة إعلامية إرهابية تفتح ذراعيها لقادة الإرهابى العالمى للخروج على شاشتها وعرض أفكارها المشوهة التى روجت للفكر التفكيرى المتطرف الذى يهدد أمن واستقرار المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة