كذب باحث صينى فى جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، الكاتب فهمى هويدى بعدما نشر مقالاً زعم خلاله ترحيل 3 آلاف طالب صينى من مصر بأمر الحكومة الصينية، مشيراً فى تصريحات نشرتها وكالة "شينخوا" إلى أن هويدى يعتمد على ترجمة "مشوهة" للإساءة لدولة صديقة إلى مصر والدول العربية والإسلامية على حد سواء.
وقال شوى تشينج قوه، الباحث فى الشؤون العربية فى جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، الملقب باسم "بسام"، إن عودة 3 آلاف طالب صينى من مصر بأمر الحكومة الصينية، ليس له أساس من الصحة.
وأضاف الباحث الصينى، حسب ما نشرت وكالة شينخوا، ردا على مقالة للكاتب الصحفى فهمى هويدى بعنوان "بالقانون.. كل تدين تطرف"، الذى نشر فى الأول من مايو، أنه صحيح أن بعض الطلاب الصينيين عادوا إلى الصين مؤخرا، لكن السبب هو أنهم دخلوا مصر بالتأشيرة السياحية وسجلوا أسماءهم فى جامعة الأزهر أو بعض المدارس الدينية، للتمكن من الإقامة فى مصر من أجل ممارسة الأعمال التجارية الصغيرة، مؤكدا أن فهمى هويدى كتب مقاله الثانى على أساس معلومات خاطئة ولكن بدرجة أشد هذه المرة.
وأشار الباحث الصينى، إلى أن السبب الرئيسى لعودتهم هو أن الحكومة شددت فى الآونة الأخيرة التدقيق فى نوع تأشيراتهم، وفرضت غرامات على بعضهم بتهمة الإقامة غير الشرعية والتهرب من الضريبة قبل ترحيلهم إلى الصين، لذا، فإن سبب عودتهم يرجع إلى السلطات المصرية التى يحق لها أن تطبق القانون بدون شك.
كما انتقد الباحث الصينى الكاتب فهمى هويدى، مرة أخرى، القانون الذى بدأ سريانه فى إقليم شينجيانج منذ أوائل شهر إبريل الماضي، واقتبس منه المادة التاسعة التى رصدت 15 مظهرا محظورا، لأنها مظاهر تصبّ فى خانة التطرف الدينى كما تراها حكومة شينجيانغ المحلية، بينما يعتبرها هويدى "تعبيرات التدين"، وبالتالى، يظن أن الإجراءات لمنعها "كلها تحاول محو الإسلام واقتلاعه.. وليس فيها شىء ضد التطرف". والجدير بالذكر أنه أطلق هذا الحكم وفقا لترجمة لتفصيلات نص القانون تلقاها من أشخاص مملولين من الخارج.
وأكد الباحث، "بعد قراءة مقارنة دقيقة بين هذه "الترجمة" والنص الأصلى فى اللغة الصينية، شعرت بصدمة كبيرة وبدأت أدرك أن هناك "فنا للترجمة" يختلف كليا عن الترجمة التى مارستُها منذ نحو ثلاثين عاما، في أساليبها وأهدافها!".
وتابع الباحث الصينى، أنه يتبين مما سبق أن "الترجمة" المعتمدة من قبل هويدي تتجاوز تماما حدود الاختلافات الطبيعية بين ترجمات مختلفة، بل تتجاوز تماما المساحة المقبولة للأخطاء الناتجة عن سوء الفهم أو ضعف المستوى اللغوى. ولا يمكن أن توصف إلا بـ "ترجمة مشوهة بشكل متعمد".
واستطرد : "لا أظن أن الأستاذ هويدى هو الذى تعمد استخدام هذه الترجمة المشوهة، لأن ميثاق شرف عمله الصحفي والكتابي يمنعه من ذلك بكل تأكيد. ولكن، ألم يكن الأحرى به، وهو كاتب مؤثر في الجمهور العربي، أن يستشير مترجمين ومعلمين للغة الصينية ، وعددهم ليس بالقليل فى مصر، قبل نشر هذه النصوص الغريبة فى مقالته؟ بل ألم يكن الأحرى به ألا يطلق تصريحات غير موضوعية لتشويه صورة دولة صديقة لمصر وللعرب، وإساءة العلاقات الودية بين الطرفين، مكتفيا بمصادر "طلبت الاحتفاظ بالإسم" أو وسائل الإعلام الأجنبية والأمريكية ذات الأجندات المعروفة فيما يتعلق بالصين وتطوير العلاقات الصينية العربية".
وتابع الباحث الصينى: "للحفاظ على الأمانة والحياد طلبت من محسن فرجانى، أستاذ اللغة الصينية فى جامعة عين شمس وأحد أشهر المترجمين المصريين للثقافة الصينية والأدب الصينى، بتقديم ترجمة أمينة للمادة التاسعة من القانون المذكور التى تحظر "الأقوال والأفعال المنتسبة إلى التطرف والمتأثرة بالنزعة المتطرفة". وها أنا أنقل، شاكرا، ترجمته لتفاصيل هذه المظاهر المحظورة ، وهى: الدعوة إلى الفكر المتطرف ونشره ـ التدخل فى حرية الآخرين فى اعتناق الدين ـ إكراه الآخرين على الاشتراك فى أنشطة دينية، أو إكراههم على تقديم الأموال أو الخدمات إلى مواقع النشاط الديني وهيئات التدريس الدينية".
ومن تلك المظاهر أيضاً : "التدخل في شؤون الآخرين فيما يتعلق بزواج وجنازة وعقد قران، ومواريث وتركات ـ التدخل لمنع الآخرين من التبادلات الاجتماعية وإقامة علاقات التمازج مع باقي القوميات أو مع أصحاب العقائد الأخرى ، وإقصاء القوميات الأخرى أو أهل العقائد الأخرى من أماكن إقامتهم ـ التدخل فى النشاطات الثقافية والفنية، رفض وعرقلة الخدمات العامة للإذاعة والتليفزيون ومنتجاتهما ، والأقوال والأفعال المتطرفة الأخرى" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة