ذكرت شبكة "إيه بى سى نيوز" الأمريكية أن لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والبابا فرانسيس الثانى بابا الفاتيكان غدا يأتى على خلفية قدر كبير من التناقض بين الشخصيتين ، فأحدهما أصبح رئيسا بعد أن كان من أباطرة المال، والثانى بطريرك مشهور عنه التواضع، كما أنهما يختلفان بوضوح حول قضايا هامة كالهجرة والتغير المناخى والسياسات الاقتصادية.
وقالت الشبكة الأمريكية فى سياق تقريرها حول هذا اللقاء الاول بين البابا وترامب ؛ إنه للتوصل إلى الانسجام العام، فإن على الرجلين الذين يعدان بشكل لا يقبل التساؤل من بين أشهر الشخصيات على ظهر الكوكب أن ينحيا جانبا ماضيهما وما بينهما من إختلافات يعرفها الجميع .
فعندما أدى ترامب اليمين العامة لتولى السلطة فى 20 يناير الماضى، أرسل فرانسيس برقية للتهنئة، مقدما صلاته من أجل الحكمة والقوة وأن تستلهم قرارات الرئيس الجديد القيم الأخلاقية. وقال البابا مخاطبا ترامب "فى ظل قيادتك، عسى أن يتواصل تقييم المكانة الرفيعة للولايات المتحدة عبر عنايتها بالفقراء والمنبوذين وأولئك المحتاجين الواقفين ببابنا".
كما أبدى بابا الفاتيكان إنتقادا لما كان قد بدا من أراء ترامب خلال حملته الانتخابية إزاء قضايا مثل الهجرة وإقامة الحوائط مع الجيران والنظرة تجاه المسلمين واللاجئين . . خاصة فى ظل ما هو معروف عن البابا من كونه مدافعا مفوها عن مساعدة اللاجئين على الدوام، وبخاصة أولئك الهاربين من العنف فى سوريا، معتبرا أن تقديم يد العون لهم "حقيقة أخلاقية ملحة" و"واجب للمسيحية".. وهو ما سارع المرشح الرئاسى ترامب الرد عليه بقوة فى حينه.
وربما كانت نقطة الوفاق الابرز التى تجعهما هى دعوة الرجلين الى ضرورة إتخاذ المزيد من الاجراءات من جانب الدول الاسلامية فى مواجهة "العنف المتذرع بالدين" و أفكار التشدد والتطرف والتعصب .
وبخلاف نقطة الوفاق تلك، فإن فرانسيس يختلف مع ترامب ( المرشح ) فيما كان قد اتخذه من خطاب مسبق ضد المسلمين، ففضلا عن ما طرحه ترامب من أن الإسلام "يكره" الغرب، هناك أيضا نقيض لما ظل البابا يبشر به من الحاجة إلى الحوار مع المسلمين.
يختلف فرانسيس أيضا بحدة مع ترامب بخصوص الحاجة لمكافحة التغير المناخى وعدم المساواة الاقتصادية، لكنهما من غير المحتمل أن يفصحا عن خلافاتهما على الملأ، كما أن فرانسيس قال إنه يرغب فى إيجاد أرضية مشتركة خلال اللقاء.
وعندما سئل البابا فرانسيس الأسبوع الماضى عن الرئيس قال إنه "لن يقوم أبدا بإصدار حكم بشأن شخص دون الاستماع إليه".
ومن المقرر أن يصبح ترامب الرئيس الثالث عشر الذى يزور الفاتيكان، ويرى أغلب الخبراء أن الفرصة ضعيفة لإقامة تحالف طويل الأمد بين ترامب وفرانسيس، حتى إذا مضى سيناريو لقائهما بشكل جيد. حسب الشبكة.
وقال القس جيمس بريتزكى الأستاذ بكلية بوستون إن "أولويات البابا فرانسيس السياسية والكهنوتية لا تتماشى بسهولة مع أولويات الحزب الجمهورى بشكل عام ومع ترامب بشكل خاص" حسب قوله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة