انطلقت أعمال الندوة التى ينظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى، والتى تستمر حتى يوم غد الثلاثاء بعنوان: "مضيق باب المندب.. آفاق تعاون إقليمى أوسع"، وحضرها نخبة كبيرة من المسؤولين والدبلوماسيين والخبراء والباحثين العرب والأجانب.
وتحدث مدير عام المركز الدكتور جمال سند السويدى عن أهمية مضيق باب المندب للملاحة الدولية، لاسيما فيما يتعلق بنقل كميات كبيرة من النفط إلى مختلف دول العالم، وتمتعه بمكانة جيواستراتيجية كبيرة، حيث يربط القارات الأربعة آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا.
كما لفت إلى التحديات المتعددة التى يتعرض لها المضيق، خاصة فى ظل مطامع بعض القوى الإقليمية للسيطرة عليه، مؤكدا أن ثمة حاجة ملحة إلى التعامل مع هذه التحديات المتنامية التى تواجه المضيق، بما فيها مشكلتا القرصنة والإرهاب، وذلك عبر تعزيز التعاون الإقليمى والدولى لحمايته، والبحث أيضا فى آليات جديدة لضمان تأمينه بشكل مستدام، بالاعتماد بشكل أكبر على الجهود الإقليمية.
من جهته أكد عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، ثلاث حقائق مهمة: أولها إيجاد تعريف أوسع لمفهوم الإقليم الذى يتصل بمضيق باب المندب، من أجل تعزيز التعاون بين الدول كافة التى تطل عليه، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ثانيها ضرورة العمل على تعزيز دور المنظمات الإقليمية، وفى مقدمتها مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجامعة العربية والاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى من أجل وضع الأسس الضرورية لحماية الملاحة البحرية فى مضيق باب المندب، ثالثها ضرورة أن تكون أى مقاربة لتوسيع آفاق التعاون الإقليمى فى باب المندب شاملة، بحيث تأخذ فى الاعتبار المصالح الأمنية والاقتصادية، فضلا عن الاعتبارات البيئية ومصالح الدول المتشاطئة.
بدورها أكدت مونيكا جوما السكرتير الدائم بوزارة الخارجية الكينية أهمية مضيق باب المندب، الاستراتيجية والاقتصادية والتجارية، ليس لدول المنطقة المطلة عليه فقط، وإنما لمختلف دول العالم، مشددة على أن أى تهديد للملاحة فى المضيق سيؤدى إلى تداعيات سلبية على مختلف دول العالم، مشيرة إلى أنه يتعين على دول المنطقة أن تعمل سويا على التصدى لأى تهديدات أو مخاطر محتملة من شأنها عرقلة الملاحة فى المضيق.
أما خالد بحاح نائب الرئيس اليمنى، ورئيس الوزراء السابق، فقد حذر من مغبة استهداف الحوثيين للمضيق بالتعاون مع إيران، وأكد أن أى استراتيجية لحماية أمن باب المندب تتطلب ترتيبات شاملة لا تقتصر فقط على الجانب العسكرى، وإنما تتضمن أيضا الجوانب الأخرى، التنموية والثقافية والاجتماعية.
ودارت مناقشات اليوم الأول من الندوة حول طبيعة العلاقة بين منطقة القرن الأفريقى وشبه الجزيرة العربية، وتسليط الضوء على الاتجاهات الجيو - سياسية فى المنطقة الممتدة من الشرق الأوسط والخليج العربى إلى أفريقيا، وأهم تداعياتها على الأمن والاستقرار فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة