يحرص رؤساء العالم الذين يستخدمون موقع "تويتر" على التعامل معه بشكل رسمى إلى أقصى حد، ولكن هذا باستثناء الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"، الذى يرى فى موقع "تويتر" منبرا يمكن من خلاله قول أى شىء وتوجيه اتهامات لأطراف بعينها وإعلان قرارات وشن هجمات عنيفة وأكثر من ذلك، لذلك بدأت علاقة "ترامب" مع تويتر تأخذ أهمية كبيرة بالساحة الإعلامية الأمريكية.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هناك أعضاء من فريق "دونالد ترامب" الرئاسى يريدون بشدة أن يقلل مشاركاته على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، كما أنهم يعتقدون أن تلك المشاركات يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة.
والسبب وراء المطالبات بحذف الحساب هو أنه يقوم بالكتابة دون التفكير أو وضع إستراتیجیة يعمل على تنفیذها، حیث يقوم الرئیس بالتغريد والحذف والكتابة مجددا عبر حسابه الرسمى على الموقع، فخلال يوم الخميس، على سبيل المثال، قال إن كل من الرئيس السابق "باراك أوباما" و"هيلارى كلينتون" تورطا فى "أعمال غير مشروعة".
وهو الأمر الذى أصاب فريقه بالتخبط، والبحث عن ردود فعل مناسبة على الأسئلة الصحفية التى تنهار عليهم بعد كتابة كل تغريدة، والتى لا مفر من الإجابة عليها من أجل إصلاح ما فعله الرئيس عبر حسابه على الشبكة الاجتماعية الصغيرة.
وأضاف تقرير "نيويورك تايمز"، أن مسئولى البيت الأبيض، الحاليين والسابقين، يخشون من أن يصبح تويتر سببًا فى فشل ترامب أو إلحاق الضرر به.
دعوات بالكف عن التغريد
موظفو "ترامب" ليسوا الوحيدين الذين يرغبون فى أن يكف عن اللجوء إلى تويتر، ففى يوم الجمعة الماضى ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن المرشح الرئاسى السابق "جيب بوش" قال أثناء حضوره فى لاس فيجاس: "لا أعتقد أن الرئيس يجب أن يغرد"، وأضاف أن عندما يكتب "ترامب" تغريدة فهو يعطى الأعداء العديد من الأشياء التى يمكن استغلالها ضده، وهذه الأمور مهمة للغاية لأننا نعيش فى عالم خطير وهو من المفترض أنه زعيم للعالم الحر.
ويرى الرئيس الأمريكى فى موقع "تويتر" منبرا يتيح له الارتباط بالجمهور بطريقة لم يفعلها أى رئيس من قبل، فهو يعتقد أنه يمكن إرسال تغير دورة الأخبار وإرسالها اتجاه مختلف مع تغريدة واحدة فقط، لذلك سيكون من الصعب أن يقوم أحد من موظفيه بإقناعه بالكف عن هذا الأمر، لأن جزءا أساسيا من شخصيته هو ما يفعله على تويتر.
الأمريكيون يطالبون ترامب بالبعد عن تويتر
وبدأت الأزمة الخاصة بتغريدات "ترامب" على تويتر منذ توليه المنصب رسميا، ففى يناير الماضى كشف استطلاع أجرته جامعة "كوينيبياك" الأمريكية، أن 64% من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع، يرون أن على الرئيس الأمريكى حذف حسابه تماما من موقع التغريدات القصيرة تويتر بعد استلام إدارة البلاد بشكل رسمى، وكان أغلب هؤلاء من فئة الشباب، فـ71% من الذين تتراوح أعمارهم بين 18-34 قالوا إن على ترامب إغلاق حسابه، وفقا لموقع ماشابل الأمريكى.
ليس هذا فقط بل أن هناك استطلاعا آخر قامت به أيضا جامعة "كوينيبياك" فى أواخر نوفمبر، أوضح أن 59% من الأميريكيين يريدون حذف حساب ترامب.
علاقة تويتر المتوترة بترامب
فى البداية كان هناك عداوة بين كل من "دونالد ترامب" وموقع تويتر، وهذا بسبب بعض الخلافات الخاصة بالانتخابات، وأدى هذا إلى تجاهل دعوة مدير تويتر التنفيذى لاجتماع الرئيس مع قيادات شركات التكنولوجيا، ولكن بعد ذلك حاول الموقع تحسين العلاقة ودعا "جاك دورسى" المدير التنفيذى لتويتر العالم للكف عن مطالبة الرئيس بوقف التغريد، لأنه يستخدمها ليعبر عن نفسه وهو أمر مفيد، كما تم دعوة "ترامب" لعقد جلسة Q&A للتواصل مع العالم عبر تويتر.
ولكن فى تقرير نشره موقع theverge الأمريكى، يقول "إيف ويليامز" المؤسس المشارك لشركة تويتر أن إذا كان موقع التغريدات القصيرة مسئولا عن انتخاب الرئيس ترامب فى نوفمبر الماضى، فهو "آسف".
كما أعرب وليامز عن أسفه للدور الذى لعبه تويتر فى جلب "دونالد ترامب" إلى البيت الأبيض، لأنه يرى أن الموقع كان سبب رئيسى فى زيادة شعبية "ترامب" والوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص حول العالم، وهذه التصريحات أشعلت الحرب مجددا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة