فى 29 أكتوبر 1965 ومن على أحد مقاهى العاصمة الفرنسية باريس اختفى المعارض المغربى الشهير المهدى بن بركة ولم تظهر جثته حتى الآن.
تدور دائما الاتهامات حول أطراف عدة منها المخابرات المغربية بتواطؤ مع الشرطة الفرنسية وعناصر من جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، وكلما كادت الأمور تبهت يحدث ما يجدد نارها، ومؤخرا ، رفع الرئيس الفرنسى السابق فرانسوا هولاند قبل مغادرته قصر الرئاسة ختم "سرى دفاع" عن 89 وثيقة ذات صلة بالملابسات التى أحيطت بعملية الاغتيال التى ذهب ضحيتها المعارض المغربى قبل 52 عاما على اختفائه.
لا يعرف أحد بالتحديد ما الموجود فى هذه الوثائق المفرج عنها، لكن حسب تسريبات، فإن هذه الوثائق عبارة عن تقارير ومذكرات ومحاضر استماع واستجوابات وسير ذاتية وصور ورسائل تخص أرشيف خدمة التوثيق الخارجية ومكافحة التجسس، لكن هناك وثقية أصرت فرنسا على عدم كشفها حتى الآن، مما يعنى أن الأمر لم يحسم بعد.
وكان قاضى التحقيق فى قضية اختفاء بن بركة، سيريل كابو، قد طلب من اللجنة الاستشارية الفرنسية رفع السرية عن بعض الوثائق لمعرفة هوية المتورطين فى القضية، فى 27 مارس الماضى، حيث صادقت لجنة السرية للدفاع الوطنى الفرنسية على هذا الطلب فى إبريل الماضى، وتم نشره فى الجريدة الرسمية الفرنسية بتاريخ 5 مايو، والوثائق التى رفعت عنها السرية، تغطى الفترة ما بين 1965 و1966.
حكاية المهدى بن بركة
ويعتبر بن بركة أول رئيس سلطة تشريعية فى المغرب بعد الاستقلال إذ كان رئيساً للمجلس الوطنى الاستشارى عام 1958 وكان معارضا شرسا لنظام الملك الحسن الثانى.
سيناريو الاختفاء
لا يوجد كلام مؤكد فى طريقة اختطاف "بن بركة" لكن السيناريو المتبادل يقول بأنه كان هناك لقاء بين المهدى بن بركة والمخرج السينمائى جورج افرنجو فى مقهى "ليب" بشارع سان جرمان فى قلب باريس فى يوم 29 أكتوبر من 1969 .
وكان هذا اللقاء مجرد كمين، ويبرر البعض سهولة استدراج رجل مثل بن بركة إلى طبيعة الموضوع الذى طرح عليه المشاركة فيه، حيث أوهمه المخرج السينمائى الفرنسى أنه يحضر لإعداد فيلم حول الحركات التحررية.
وعند خروجه بن بركة من مقهى "ليب" تلقفه شرطيان فرنسيان فى الطريق، ليُقتاد على متن سيارة إلى وجهة ظلت مجهولة، وتأتى المرحلة الأخرى من اختفاء بن بركة التى اختلفت بشأنها السيناريوهات، وحاول فيلم وثائقى للمخرج الفرنسى أوليفيى دوكرو أن يقدم ما يراه السيناريو الأقرب إلى الحقيقة.
من قبل أشارت مجلة " كوريى انترناسيونال" إلى ضلوع جهاز "الموساد" بطلب من العاهل المغربى الراحل التى تكفلت بإخفاء جثة المعارض اليسارى فى غابة سان - جرمان فى مرحلة أولى وطمس كل أثر للجريمة فى مرحلة لاحقة برميها فى حمض الكاوى.
وفى شهر ديسمبر 2014 قال وزير إسرائيلى سابق يدعى رافى إيتان، خلال لقاء فى القناة الثانية الإسرائيلية، إن رئيس الاستخبارات المغربيّة الأسبق، أحمد دليمى، جاء إلى شقته فى العاصمة الفرنسيّة باريس، وأبلغه بقتله المهدى بن بركة، خنقاً ثم أبقى جثته فى الحمام، وطلب منه مساعدة للتخلّص من الجثة.
وأضاف المسؤول الإسرائيلى الذى تبوأ عدّة مناصب رفيعة فى الأجهزة الأمنيّة الإسرائيلية، أنه قال للدليمى " كى نتخلّص من الجثّة، عليك الذهاب وشراء كمية من مادة الكلس وإحراقها، لأنّ الكلس يحرق الجثّة بالكامل ولا يترك آثاراً بالمرّة، وهذا ما كان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة