ساعات قليلة تفصل الإيرانيون عن الانتخابات الرئاسية الثانية عشر فى عمر الجمهورية الإسلامية التى دشنها آيه الله خمينى بعد ثورة 1979، والتى تنطلق صباح الجمعة للاختيار ما بين 4 مرشحين من بينهم الرئيس الإصلاحى الطامع فى ولاية رئاسية ثانية حسن روحانى ، ومنافسة الأبرز، الزعيم المحافظ الملقب بـ"مرشح المرشد" إبراهيم رئيسى.
تجمعات انتخابية
وقبل دخول الصمت الانتخابى منتصف ليل أمس، حرص المرشحين على تكثيف جولاتهم ومؤتمراتهم حيث دعا الرئيس حسن روحانى الإيرانيين للاختيار ما بين الانفتاح على العالم والتشدد والانغلاق، مطالباً الحرس الثورى الإيرانى وقوات الباسيج الموالية لمعسكر المحافظين بالابتعاد عن الحياة السياسية، فيما ظهر المرشح المتشدد إبراهيم رئيسى مع مغنى راب فى محاولة لاستقطاب أصوات الشباب.
روحانى
ودعا روحانى فى مؤتمر بمدينة مشهد الإيرانية مؤسسات الحرس الثورى والباسيج لتنفيذ وصية الإمام الخمينى بالابتعاد عن الحياة السياسية والعمل العام، وقال الرئيس الإصلاحى فى كلمته : "الزعيم الروحى (الخمينى) أكد على عدم انخراط القوات المسلحة فى الأحزاب والفصائل والابتعاد عن الألاعيب السياسية"
وتعهد روحانى فى خطابه باقتلاع الفقر من جذوره، وقال: "لن نسمح بعودة العقوبات"، فى إشارة إلى العقوبات الدولية التى تم فرضها على الإيرانيين بسبب برنامجهم النووى .
من جهة آخرى، قال روحانى : "البعض زعم أن حكومتى تنتوى تطبيق وثيقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم 2030 من أجل مصالح سياسية.. لا تخدعكم تصريحاتهم.. وعلى الشعب أن يختار يوم الجمعة بين الخداع والصدق".
أنصار روحانى
ودعا روحانى أنصاره للحشد ودعوة الشعب للمشاركة بكثافة يوم الجمعة القادمة، على غرار انتخابات 2013 والتى حقق فيها فوزا كاسحا على منافسيه من التيار المحافظ، وأكد على أن حكومته لن تلغى برنامج الدعم النقدى، مثلما يحاول التيار المتشدد الترويج بذلك، وهاجم المتشددين متسائلا "لماذا أشعلتم النيران فى القنصلية السعودية فى مشهد، ومنعتم السعوديين من زيارة المدينة؟".
رئيسى
فى المقابل، ظهر المرشح المحافظ إبراهيم رئيسى فى مقطع فيديو مع مغنى الراب الإيرانى الشهير أمير تتلو الذى فاجأ جمهوره أمس بإعلان دعمه لمرشح المرشد فى الانتخابات التى تنطلق صباح اليوم فى تمام السادسة صباحاً بتوقيت القاهرة.
وظهر فى الفيديو مغنى الراب وهو يشرح لرجل الدين البارز الذى يحتشد المحافظين والمؤسسات الموالية للمرشد خلفه معنى "الوشوم" المنتشره على أنحاء جسده، بينما بادله المرشح حواراً ودياً فى محاولة لاستقطاب أصوات الشباب الإيرانى الذى غالباً ما يختار التصويت لصالح المرشحين الإصلاحيين.
وقبل انتشار مقطع الفيديو خص رئيسى فى كلمته الرئيس روحانى قائلاً: "لماذا تغضب من الناس، لأنهم يطالبون بعمل ويشكون الفساد الادارى، بدلا من أن تجيب طلباتهم تعمل على تخويفهم من منافسك". ودعا للقضاء على الفساد، وقال رغم العزة و القوة التي يتمتع بها الشعب الايراني فإن الاوضاع المعيشية تواجه مشكلة جدية، وأكد رئيس على أن الركود الاقتصادي في البلاد بات في ارقام قياسية لكن مفتاح الحل موجود في يد الشباب.
وممثل جبهة المحافظين رئيسى يحظى منذ صعوده بدعم هرم السلطة المتمثل فى المرشد خامنئى، بالإضافة إلى الحرس الثورى الذى سخر منصات إعلامه لتلميعه والهجوم على المرشحين الإصلاحيين، وتشويه آداء حكومة منافسه، فضلا عن دعم المؤسسة الدينية، ويرفع رئيسى شعار "العمل والكرامة"، وعلى النقيض من نافسه قدم رئيسى نفسه على أنه نصيرًا الفقراء والمحرومين، ووعد بأن يقدم إعانات للعاطلين عن العمل، وإنفاق المليارات لإقامة مشروعات توفر العمل للشباب، ومضاعفة الدعم النقدى، محاولا بذلك مغازلة الفئات المهمشة، كما أنه أكد على التزامه بالاتفاق النووى، ودعا لعلاقات مع دول الجوار وأوروبا.
من جانبه، قال وكيل وزارة الداخلية الإيرانية محمد مقيمى إن الإعلان عن نتائج فرز الأصوات لانتخابات الدورة 12 لرئاسة الجمهورية سيتم تدريجياً، بعد أن جرى الاستعلام من مجلس صيانة الدستور ومعالجة المشكلة القانونية التى كانت قائمة بهذا الصدد، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وبعد انسحاب المرشحين المحافظ محمد باقر قاليباف، والاصلاحى اسحق جهانجيرى، تنحصر المنافسة بين 4 مرشحين وهم الرئيس الحالى المحسوب على الاصلاحيين حسن روحانى (68 عاما)، ومنافسه إبراهيم رئيسى رجل الدين المتشدد المقرب من خامنئى والمدعوم من المؤسسة الدينية، ومن بين المرشحين الآخرين ، وزير الصناعة الأسبق هاشمى طبا، ووزير الثقافة الأسبق مصطفى ميرسليم. وحال تعذر حصول أى من المرشحين على 50% + 1 من الأصوات، ستجرى جولة إعادة فى 26 مايو، ويحق التصويت لـ56 مليونا و410 آلاف و234 شخصا، بينما تجرى الانتخابات بالتزامن فى مقرات السفارات والقنصليات الإيرانية بـ103 دولة.
وبحسب استطلاعات الرأى غير الرسمية داخل إيران أن أقرب المرشحين للفوز هو الرئيس روحانى، ويأتى منافسه رئيسى فى المرتبة الثانية بفارق ضئيل،ورغم توقيع الاتفاقية النووية فى 2015 ورفع جزء من العقوبات على بلاده إلا أنه اخفق فى الملف الاقتصادى وتوفير الوظائف والنمو والاستثمارات الأجنبية، ولم يشعر كثير من الإيرانيين بآثار الاتفاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة