قال وزير الدفاع اللبنانى يعقوب الصراف إن الجيش اللبنانى فى طليعة المؤسسات الوطنية التى تشكل أعمدة بنيان الاستقرار الوطني، وحجر الزاوية فيه، بعد أن أثبتت هذه المؤسسة على أرض الواقع وبإمكاناتها المحدودة، جدارتها فى مواجهة الإرهاب، واستعدادها اللامحدود للتضحية دفاعا عن وحدة الوطن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ومياهه الإقليمية والاقتصادية.
وأضاف - فى كلمة له خلال حفل استقبال أقيم مساء اليوم بمناسبة المؤتمر الاقليمى السابع - أن الرئيس عون يضع فى سلم أولوياته تعزيز قدرات الجيش سواء بالإمكانات المحلية المتاحة أو من خلال التعاون مع الدول الصديقة انطلاقا من حرص الآخيرة على حماية استقرار لبنان ومن الجهد الدولى المشترك فى محاربة الإرهاب والذى يساهم لبنان فيه بكل ما أوتى من طاقات وإمكانات.
يشار إلى أن المؤتمر الاقليمى السابع يفتتح غدا تحت عنوان "تناقضات الصراع والتحول فى العالم العربي" والذى ينظمه مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية فى الجيش برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وأشار الصراف إلى أن المؤتمر الإقليمى السابع لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية فى الجيش ينعقد وسط الكثير من التحديات والتطلعات الناجمة عن استمرار التصعيد العسكرى والسياسى فى منطقة الشرق الأوسط، وما يرافق ذلك من تناقضات وإعادة خلط للأوراق والتوازنات، وانعكاس ذلك كله على لبنان بشكل أو بآخر، موضحا أن التطلعات، هى تلك المدفوعة بإرادة صلبة من العهد الجديد بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والتى تقتضى تجنيب لبنان شبح الأزمات التى تلف المنطقة، والانطلاق فى ورشة النهوض بالدولة وإصلاح مؤسساتها مهما اعترض ذلك من مصاعب وعقبات، فلا مناص من تضافر الجهود وشبك السواعد للتقدم إلى الأمام والوصول بالوطن إلى شاطئ الأمان والاستقرار.
وقال إن نجاح مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية فى إقامة هذه المؤتمرات، ذات البعد الاستراتيجى الذى يتناول أبرز المعضلات والمشكلات التى تعانيها المنطقة، وصولا إلى توصيف أسبابها لا الاكتفاء بتوصيف أعراضها ونتائجها فحسب هو دليل واضح على المستوى الفكرى والثقافى الرفيع الذى يتمتع به ضباط الجيش، والشعور العالى بالمسؤولية لدى قيادته تجاه قضايا المنطقة كجزء لا يتجزأ من مسؤولية لبنان الرسالة، فى نشر ثقافة التنوع والانفتاح والحوار.
من جانبه قال قائد الجيش اللبنانى العماد جوزيف عون إنه إذا كان تشابك المصالح الدولية حول الثروات ومناطق النفوذ فى المنطقة يشكل جزءا من الصراع القائم فإن الجزء الآخر منه يكمن فى الأزمات الداخلية التى تعصف بالعديد من بلدانها والتى أضافت الى المشكلات السياسية والاجتماعية المزمنة، مشكلات طائفية وإثنية وأمنية، يمثل الارهاب فيها بمسمياته وأشكاله وأساليبه المختلفة العنصر الأكثر قدرة على تأجيج نارها واللعب على أوتار تناقضاتها.
وطالب بضرورة تكثيف الجهود الداخلية والدولية لمواجهة هذا الخطر، عسكريا وفكريا وثقافيا، جنبا الى جنب مع تغليب البعد الوطنى والانسانى على أى بعد آخر فى المعالجات المقترحة، على قاعدة تأمين الحرية والعدالة والمساواة واحترام التنوع والحضور الفاعل للأقليات والايمان بثقافة الحوار والانفتاح وقبول الآخر.
وقال إنه وسط الحرائق التى تجتاح المنطقة والتحولات الكبرى التى تشهدها على أكثر من صعيد، آلينا على أنفسنا فى الجيش اللبنانى إعطاء الأولوية القصوى للحفاظ على الاستقرار الوطنى سواء من خلال جهوزية وحداتنا على الحدود الجنوبية استعدادا لمواجهة ما يخطط له العدو الاسرائيلى أو على الحدود الشرقية لمواجهة التنظيمات الارهابية أو فى الداخل لضبط الأمن ومنع الاخلال به، فهذا الاستقرار يمثل حجر الزاوية فى البنيان الوطنى الواحد، وحصنه المنيع فى وجه التحديات والتجاذبات الداخلية على أنواعها، كما يشكل الركيزة الأساس التى ستبنى عليها تطلعات العهد الجديد.
حضر الحفل امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط والنائب قاسم هاشم ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الاتصالات جمال الجراح ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريرى و نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصبانى و وزير الصناعة حسين الحاج حسن، وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، قائد الجيش العماد جوزيف عون، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، وحشد من الوزراء والنواب والسفراء العرب والاجانب واعضاء السلك الدبلوماسى والقنصلى والهيئات الاقتصادية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة