أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية إن قضية تجديد الخطاب الدينى من القضايا المحورية لان المجتمعات لاتقف بل يطالها التغيير والتطور، ولابد أن يدرك العلماء العلاقة بين النص الشرعى والواقع.
وقال علام- فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر اليوم الثلاثاء، إن " قضايا التجديد هى قضايا محورية لان الله سبحانه وتعالى يسخر للأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها وفى رواية أخرى يجدد لها دينها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وقضية التجديد هى قضية لازمة للمجتمعات فالمجتمعات لا تقف بل تتغير باستمرار وتشهد تطورا دائما على مدار الساعة".
وأضاف :"التغيرات المتلاحقة والمتتالية تحدث بسرعة كبيرة فى ظل التطور التكنولوجى المعاصر ومن ثم لا بد من إيجاد العقل المنضبط الذى يعالج هذا التغير فى إطار الأصول الشرعية فننطلق من الأصول الشرعية المعتمدة والمنضبطة وبعقلية منضبة أيضا بمناهج ثابتة متوارثة عقب الأجيال مع مراعاة ذلك التطور الحاصل".
وتابع بالقول :" لاننا إذا وقفنا وتجمدنا عند الماضى وقلنا اننا نعالج قضايانا المعاصرة التى اختلفت جذريا عن القضايا السابقة بنفس العقلية وبنفس الحلول التى كانت موجودة فى الأزمنة السابقة نكون قد جمدنا الشريعة، والشريعة متكاملة وصالحة ومن ثم لابد من معالجتها لكل قضية تطرأ فى الكون لكن تحتاج إلى رجال وعلماء كى يدركوا العلاقة ما بين النص الشرعى وبين الواقع".
وفيما يتعلق بصدور بعض الفتاوى الغريبة على المجتمع المصرى والتى تهدف إلى النيل من وحدته والعمل على فرقته، قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أن :"مصر عصية وأبية على هذه الفرقة وكل محاولات التفريق بين المصريين بائسة وفاشلة لم ولن تؤتى ثمارها وهذا راجع إلى قوة الادراك الحقيقى عند المصريين".
وأضاف " أن القيادة الدينية عند الطرفين تتميز بالحكمة ولاحظنها فى أمور كثيرة وهى من قديم وحتى الآن ولذلك فان محاولات التفريق البائسة تلك لن تجدى نفعا فالمصريون لا يأبهون لها".
وحول الفتاوى الشاذة والغريبة، قال المفتى :" أنا أقرأ هذه الفتاوى بانها فتاوى لا تساعد على الاستقرار المجتمعى مما يخالف منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم فالدائرة كانت متسعة فى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى أيام الرسول اتساعا كبيرا ولم تكن هناك خشية من شيء ما مع أن الاسلام كان فى بداياته".
وفيما يتعلق بزيارته الحالية للجزائر، قال المفتى :"أنا هنا فى الجزائر بدعوة من وزير الأوقاف والشئون الدينية الدكتور محمد عيسى لحضور ملتقى دولى حول الفقه المالكى يعقد سنويا ويعقد هذا العام فى ولاية عين الدفلى ويتناول الملتقى هذا العام التجديد فى الفقه المالكى وتطور التجديد عبر الزمان".
وأضاف"نجد محاور المؤتمر عديدة للغاية وكثيرة وكلها تدور حول قضايا التجديد من ناحية التأليف والتأصيل ومن ناحية الشروح والموضوعات التى يمكن أن تبحث وبحثها الفقه المالكى من معاملات" .
ويتناول الملتقى عدة محاور مهمة فى تجديد الفقه المالكى، من بينها: مبادئ التجديد فى الفقه المالكى، تحقيق التراث الفقهى المالكى، التجديد فى التأليف والتصنيف، توظيف الفقه المالكى، تجديد المضامين، ملامح التجديد فى الفتوى والنوازل، دور وسائل التواصل فى تجديد الفقه المالكى، والمذهب المالكى والتحديات المعاصرة.
وكان الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية قد وصل أمس الاثنين إلى الجزائر للمشاركة فى فعاليات الملتقى الدولى الثالث عشر للمذهب المالكى، الذى تنظمه وزارة الشئون الدينية والأوقاف بولاية عين الدلفى بالجزائر، برعاية الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة ويأتى هذا الملتقى ينطلق اليوم بعنوان: "التجديد فى المذهب المالكي"، ويحضره عدد كبير من كبار العلماء والفقهاء من مختلف مناطق الوطن العربى والإسلامى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة