•• مياه الصرف الزراعى تهدر فى 4 برك ويصعب إعادة استخدامها بسبب الملوحة
•• توقف التدفق الذاتى للينابيع الطبيعة واستخدام طلمبات رفع للمياه بسبب السحب الجائر للآبار العشوائية
تسعى الحكومة جاهدة للسيطرة على مشاكل نقص المياه، خاصة بعد وصول مصر إلى خط الفقر المائى، وانخفاض نصيب الفرد عن المعدل العالمى نتيجة الزيادة السكانية الكبيرة، وثبات حصتها من مياه النيل، حيث تقوم بتنفيذ خطة لترشيد استخدام المياه وتنمية الموارد المائية ورفع كفاءة استخدامها والحفاظ عليها فى ظل مفهوم الإدارة المتكاملة بين أجهزة وزارة والوزارات الأخرى ذات الصلة، وتحلية مياه البحر، وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى للحفاظ على كل قطرة مياه، إلا أنه على الجانب الآخر تظهر مشكلة كبيرة تستنزف المخزون الجوفى فى مدينة سيوة.
اليوم السابع ترصد مشاكل الصرف الزراعى فى سيوة
اليوم السابع رصدت من سيوة مشاكل الصرف الزراعى التى تواجهها والتى نتجت بسبب تدفق المياه الجوفية فى الواحة، حيث أكد الأهالى أنها ليست جديدة وإنما بدأت منذ التسعينات حيث تتعرض الأراضى الزراعية للغرق بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، مما يهددها بالغرق واستحالة الحياة فيها، وفقاً لتأكيدات الدراسات التى تم اجرائها عن الواحة.
وترجع أسباب المشكلة إلى الحفر العشوائى لآبار المياه الجوفية المتدفقة واستغناء الأهالى عن المياه المتدفقة من الينابيع الطبيعية الموجودة منذ آلاف السنين، ونتيجة غياب الوعى للبعض وعدم التعاون فيما بينهم "المزراعين" لحسن إدارة هذه المياه فقد أثر سلباً على جودة التربة ونقص انتاجية المحاصيل بصورة ملحوظة.
رئيس قطاع المياه الجوفية: سيوة منخفض مغلق ذات منسوب ( 14 - 18 متر) من سطح البحر
أوضح الدكتور سامح صقر رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الرى، أن سيوة عبارة عن منخفض ذات منسوب ( - 14 إلى - 18 متر ) من سطح البحر، حيث أن النظام المائى فيها مغلق وتعد مشكلة الصرف الزراعى أحد أهم مشاكل الواحة فضلاً عن مشاكل الرى رغم توافر المياه الجوفية بكميات هائلة سواء مياه سطحية أو عميقة متدفقة.
وأضاف صقر فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه تم حفر آبار عشوائية غير محكمة من قبل الأهالى بلغت أكثر من 1300 بئر، بالأضافة إلى وجود 200 عين طبيعة متدفقة ذاتياً يتم الرى منها بكميات لا تتعدى 20% من كمية المياه المتدفقة منها، وباقى الكمية تلقى فى المصارف مما أدى إلى امتلاء البرك الموجودة فى الواحة والتى يصل عددها إلى 4 برك بمساحة إجمالية 47 ألف و600 فدان تقريباً، بالمياه المتدفقة من الآبار والعيون وكذلك ناتج صرف رى الزراعات القائمة، مما تسبب فى اختلال الإتزان الطبيعى بين معدلات البخر وكميات المياه، وهى ما جعل الدولة تتدخل بتنفيذ مجموعة من المشروعات للحد من هذا الإهدار ، وغلق عدد من الآبار العشوائية ذات التصرفات العالية والمسببة للمشكلة.
ولفت صقر إلى أن هذه المياه مصدر مستدام منذ آلاف السنين فقد قامت على المياه الجوفية المتدفقة ذاتياً من خلال الينابيع والآبار التى تم حفرها يدوياً بأعماق لا تزيد عن بضعة أمتار واستمر هذا التدفق الى زمن غير بعيد فمنذ 1950 كانت هذه الينابيع متدفقة وللآسف نتيجة السحب الجائر من الآبار التى تم حفرها فقد أدى ذلك إلى توقف التدفق الذاتى للينابيع الأمر الذى أدى إلى ضرورة استخدام طلمبات رفع المياه التى تعمل بالوقود، مشيراً إلى أن من هاجروا إلى تلك المناطق من أهالى الوادى والدلتا لممارسة الزراعة بطريقة الغمر نقلوا تجاربهم إلى الصحراء بإستخدام أساليب الرى القديمة واستمر الحال دون محاولة من الأهالى والمستثمرين بترشيد المياه لغياب الوعى والإرشاد المائى والزراعى.
من جانبه قال المهندس سمير أبو علو بهيئة الصرف، أن المشكلة التى تواجه المحطات أنها تعمل بالديزل بتكلفه عالية حيث يصل متوسطها نحو 120 الف جنيه شهرياً نتيجة لزيادة منسوب المياه وكذلك زيادة آبار الأهالى الأمر الذى يتسبب فى زيادة عدد ساعات التشغيل لوحدات الطلمبات بالمحطات، مطالباً بضرورة توصيل الكهرباء الى المحطات لضمان سرعة التشغيل، وعدم تعرضها للتوقف نتيجة نقص الوقود أو عدم توافر الاعتمادات المالية العاجلة خاصة وأنها من موزانة الدولة.
10 اجراءات لحل مشكلة الصرف الزراعى فى سيوة
أكد الدكتور سامح صقر، أن الدولة تدخلت بـ 10 اجراءات لحل الأزمة، والمتضمنة حصر كامل للآبار الارتوازية والعيون الطبيعية على مستوى الواحة بمعرفة معهد بحوث المياه الجوفية، وضع خطة عاجلة للتخلص من الآبار العشوائية عن طريق حفر آبار وزارية محكمة وغلق آبار الأهالى، والتحكم فى مياه العيون الطبيعية ومنع اهدارها عن طريق عمل خزانات تجميع تستوعب مياه العيون ليلاً وتستخدم فى الرى نهراً، وحفر 332 بئر سطحى "بديل واستعواضى" وعميق "اختبارى-انتاجى- مراقبة " بمعرفة وزارة الرى، غلق 625 بئر عشوائى، تطوير وصيانة 151 عين طبيعية وعمل ما يلزمها من انشاء خزانات وشبكات رى للإستفادة القصوى من مياه العيون وعدم اهدارها.
و تشمل الاجراءات انشاء 328 مأوى كريتال لحماية الآبار الوزارية من التعديات، وتطوير 328 مساقى الرى بطول 307.5 وتحويلها من مروى ترابى غير محكمة إلى وحدات تبطين وخطوط مواسير محكمة، الصيانة الدورية للآبار الوزارية وخطوط المواسير ووحدات التبطين وصيانة وتغير ما يتلف من أجزاء لمنع أى اهدار للمياه، والبدء فى اعادة استخدام مياه الصرف الزراعى وذلك بخلطها بمياه بعض الآبار العميقة لتقليل نسبة الملوحة بها أو استخدامها مباشرة فى الرى اذا كانت المياه المالحة صالحة للرى.
وأشار صقر إلى أنه بالنسبة لمناطق الإستصلاح الجديدة فتقوم الوزارة بإلزام المسثمرين باستخدام نظم الرى الحديثة "الرى بالتنقيط" ومنع التخلص من مياه الصرف الزراعى على البرك الطبيعة التى تعانى من المشكلة وإعادة استخدام تلك المياه.
أهالى الواحة يقترحون نقل المياه فى مخفض تبغبغ
واقترح أهالى سيوة نقل مياه الزراعى الصرف الزراعى الى خارج الواحة فى منخفض تبغبغ والذى يقع على مسافة 80 كيلو متر، وإعادة استخدامها فى أغراض الرى، هنا يؤكد المهندس رمزى محمود كبير الجيولوجيين بقطاع المياه الجوفية، أن هناك صعوبة نقل مياه الصرف الزراعى الى منخفض خارج الواحة وذلك للتكلفة الاستثمارية المرتفعة ومع وجود بدائل مناسبة وأقل تكلفه منها بالتوسع فى تنفيذ مشروعات مثيلة لمشروع خفض المنسوب (محطات جديدة ) والذى يهدف الى إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي لرى أماكن متعددة بالواحة بخلطها بمياه عذبة لخفض درجة ملوحتها إذا تطلب الأمر لذلك.
ويشير كبير الجيولوجيين بقطاع المياه الجوفية، أنه يتم حالياً تنفيذ 4 عمليات تطوير شبكات رى وعيون طبيعية وتغطية مروى "تمقرط" وتنفيذ شبكة مراوى متكاملة بخزانات الخلط على البئر الإنتاجى العميق بمنطقة خنيس لخلط مياه البئر العميق العذبة بمياه الآبار الوزارية السطحية الأكثر ملوحة لتخفيض ملوحة المياه لتصلح للزراعة، باستثمارات 20 مليون جنيه.
استكمال تنفيذ شبكة "المراوى" المبطنة للحد من مشاكل الصرف الزراعى
من جانبه أكد الدكتور عصام خليفة رئيس هيئة الصرف، أنه يتم استكمال تنفيذ شبكة "المراوى" المبطنة للحد من مشاكل الصرف الزراعى وعدم تسرب المياه، والتأكد من وصول المياه بالكميات الكافية لرى جميع المساحات المنزرعة مع تقليل عرضها لتوسعة شبكة الطرق الداخلية التى تربط مناطق الواحة والسياحة، حيث كانت تؤثر تلك المراوى على عرض الطرق، ومن ثم كانت هناك صعوبة فى سرعة التحرك بالمعدات أثناء الأزمات كما كانت السياحة العلاجية والبدوية التى تشتهر بها الواحه تتأثر لصعوبة الطرق.
حملات توعية للمزراعين من أبناء الواحة بخطورة عدم اتباع الإجراءات التى تضعها الدولة
و يرى المهندس محمد حسين ضرورة تنفيذ حملات توعية للمزارعين من أبناء الواحة بخطورة عدم اتباع الاجراءات التى تضعها الدولة وإحكام السيطرة على المياه الجوفية وإعادة النظر فى طرق الاستخدامات الجالية واستكمال عملية غلق آبار الأهالى، خاصة الواقعة بجوار الآبار الرومانية "العيون الطبيعية"، والتى تصرف أيضاً فى المصارف الزراعية الموجودة، وإحكام السيطرة على هذه الاستخدامات بأن يقوم الأهالى باستخدام مياه هذه العيون وإقناعهم بأن هذا فى صالحهم، على أن يتم بالتوازى التوسع فى اعادة استخدام مياه الصرف الزراعى قبل دخولها فى البرك.
وحول الرؤية المستقبلية فى سيوة، أوضح المهندس رمزى محمود، أنه يجب التركيز على اعادة استخدام مياه الصرف عن طريق انشاء محطات رفع على المصارف الرئيسية وخزانات تجميع مياه وانشاء آبار لخلط مياه الصرف مع مياه الآبار لتخفيض ملوحتها وجعلها صالحة للزراعة، مطالباً بسرعة تقنين وضع الأراضى وإصدار التراخيص لحفر الآبار تحت الإشراف الحكومى للسيطرة على الحفر العشوائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة