لا تزال إسرائيل بما تملكه من قوة سلاح وعتاد، تعيش حالة من القلق والتوتر خاصة من الحدود الملاصقة للأراضى المحتلة، ولا تزال تفكر بحماية حدودها عبر جدران خراسانية وفولاذية تفصلها عن العالم المحيط عن كيانها.
ومؤخرا.. تعتزم إسرائيل بناء منظومة أمنية لحماية كيانها من الحدود الشمالية المتاخمة للحدود الجنوبية اللبنانية التى يسيطر عليها حزب الله، وذلك عبر بناء جدار فاصل تجنبا للتسلل إلى أراضيها، وأوضحت وسائل إعلام عبرية (هاآرتس) أن الجدار سيبنى من الفولاذ، وسياج شائك ستركّب عليه سكاكين، ويشمل وسائل تكنولوجية، وسيُبنى قسم منه من الإسمنت.
جدار على الحدود اللبنانية
وبينت الصحيفة أن الجدار الفاصل بين إسرائيل ولبنان سيقام فى مقطعين أساسيين على طول بضعة كيلومترات فى منطقتين يعرّفهما الجيش الإسرائيلى بصفتهما تتصدران سلم الأولويات، حيث جرى فى إحدى هاتين المنطقتين حادث استثنائى قبل بضعة أسابيع من خلال تسلل مواطن لبنانى الحدود إلى الأراضى الإسرائيلية ووصل إلى مدينة كريات شمونة التى تبعد 10 كيلومترات عن الحدود، وذلك قبل الإمساك به.
وقالت الصحيفة إن سبب آخر لإقامة الجدار وهو نوايا حزب الله التى تهدف إلى تطوير قدرات قتالية فى الأراضى الإسرائيلية أيضا من خلال كتائب خاصة تدعى "قوات رضوان".
جدار الفصل العنصرى فى الضفة
ولم يكن الجدار المعتزم إنشاؤه على الحدود اللبنانية هو الأول من نوعه، بل لجأت إسرائيل من قبل إلى إنشاء جدار الفصل العنصرى الذى تم بناؤه فى الضفة الغربية منذ عام 2002 قرب الخط الأخضر وادعت الحكومة الإسرائيلية وقتها أنه لمنع دخول سكان الضفة الغربية الفلسطينيين إلى الأراضى المحتلة أو المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الخط الأخضر، بينما اعتبره الفلسطينيون محاولة إسرائيلية لإعاقة حياة السكان الفلسطينيين أو ضم أراض من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
يتشكل الجدار من سياجات وطرق دوريات، وفى المناطق المأهولة بكثافة مثل منطقة المثلث أو منطقة القدس وتم نصب أسوار بدلا من السياجات، وبدأ بناء الجدار فى ظل انتفاضة الأقصى وفى نهاية عام 2006 بلغ طوله 402 كم، ويمر بمسار متعرج حيث يحيط معظم أراضى الضفة الغربية، وفى أماكن معينة، مثل قلقيلية، يشكل معازل، أى مدينة أو مجموعة بلدات محاطة من كل أطرافها تقريبا بالجدار.
وما زال مشروع بناء الجدار قيد التنفيذ حتى الآن ومخططاته قيد التعديل المستمر، وبناء على الخطة التى أعلنتها الحكومة الإسرائيلية فى 30 إبريل 2006 فإن طول الجدار سيبلغ 703 كم عند نهاية البناء، وفى الوقت الراهن توقف المشروع بعد نشر قرارات المحكمة الإسرائيلية العليا بشأن عدد من الالتماسات التى قدمت إليها من سكان فلسطينيين وأعضاء جمعيات إسرائيلية مختلفة، مطالبين بتغيير مسار الجدار فى بعض الأماكن كى لا يشوش طبيعة حياة السكان أو يمنع منهم زراعة أراضيهم.
سياجات أمنية وقبة حديدية
كما لجأت إسرائيل إلى حماية حدودها مع أكثر المناطق التى تشكل قلق لها وهى قطاع غزة ، الذى يشكل تهديدا حقيقيا لعدد المدن والمستوطنات القريبة من القطاع والتى من السهل استهدافها عبر صواريخ حماس وفصائل المقاومة المختلفة ، فنصبت إسرائيل سياجات أمنية على حدودها مع قطاع غزة، فضلا عن بناء نظام دفاع جوى جديد لحمايتها أطلق عليه "القبة الحديدية" والتى تستهدف اعتراض صواريخ المقاومة ، وشرعت إسرائيل فى التخطيط لبناء القبة الحديدية بعد حرب تموز 2006 ، إلا أن نظام القبة لم يتم العمل به إلا فى 2011 ، ويسمح باعتراض صواريخ بمدى 4 الى 70 كلم يتم إطلاقها من قطاع غزة.
نظام القبة الحديدية أنتجته شركة رافائيل للأنظمة الأمنية المتطورة الإسرائيلية المملوكة للدولة، بمساعدة مالية أمريكية، ووجهت انتقادات للحكومة الاسرائيلية بسبب التكلفة الباهظة، حيث تقدر تكلفة الصاروخ المعترض ما بين 35 ألف و 50 ألف دولار، وحتى 62 ألف دولار وفقاً لمصادر عسكرية فرنسية.
نظارات تكشف المقاومين فى الأنفاق
لم تتوقف إسرائيل عن حماية نفسها فقط من خلال الجدران الفولاذية والسياجات الأمنية والقبة الحديدية فقط بل ابتكرت تكنولوجيا جديدة تواجه من خلاله المقاومين المتسللين تحت الأرض عبر الأنفاق من غزة، حيث قال مسئول عسكرى إسرائيلى إن مقاتلى وحدة الهندسة الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلى بدأوا يتدربون من خلال استخدام نظارات الواقع الافتراضى ، يستطيع الجنود بفضل التكنولوجيا المتقدمة رؤية الأنفاق بزاوية 360 درجة، التقدم داخل الأنفاق، وفحص كل ما يشاهدونه، وهم جالسون على كرسي.
واختبرت إسرائيل نظارات الواقع الافتراضى للمرة الأولى فى الأسابيع الماضية، أثناء استخدامها فحص عدد من الضباط المرشدون للكشف عن مدى نجاحها، وقال المسئولون العسكريون ان النظام حقق "تقدما هائلا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة