50 عامًا من العمل المتواصل، خمسون عامًا من النجاح والتألق، وحده استطاع عادل إمام النجم الكبير أن يحافظ على البهجة، وأن يجلس متربعًا على عرش الكوميديا.. الزعيم الذي يحتفل بعيد ميلاده بعد غدٍ الأربعاء يستحق منا التحية ويستحق الثناء وكلمات الشكر على ما منحنا ولا يزال يمنحنا من البهجة والسعادة، لا نملك فى تاريخنا سوى عادل إمام واحد لم يتكرر هو ظاهرة فريدة فى تاريخ الفن.. دائمًا ما يلمع نجم ويتصدر المشهد لفترة من الفترات الزمنية، البعض سرعان ما يخفت بريقه والآخرون يواصلون راضين بتقلب الزمن أما عادل وحده لا يزال يحمل رقم واحد.. هو الأستاذ هو الزعيم هو الفارس.
الحريف
وقصدت هنا أن أربط بين كونه فارسا لم يترجل قط من على حصانه إلى شخصية فارس والتى سبق وقدمها في فيلمه "الحريف"_ (قد لا يكون الأحب الي قلبه)_ ولكن الفيلم بتركيبته يحمل نفس وقدرة عادل على الحلم والتحمل والإصرار على التحقق رغم الكثير من “الخيبات" التى مر بها في مشواره واستطاع التغلب عليها وتخطيها، ولأن البطل في فيلم "الحريف" يتناقض مع طبيعة الأستاذ أداة بشكل أفضل ما يكون وأخرج من داخله ممثل درامي من طراز رفيع، واستطاع هو ومن معه من نجوم العمل فردوس عبد الحميد وعبد الله فرغلي وغيرهم أن يعزفوا سيمفونية رائعة من الأداء المتناغم، والفيلم يعرض قصة حياة فارس والذى يتعامل مع حياته وكأنها مباراة كرة قدم.. وإذا كان فارس بطل الفيلم لا يبالى بمستقبله المهنى أو بحياته الأسرية سواء على مستوى زوجته وابنه أو على مستوى والديه وهو ما يتناقض تمامًا مع الزعيم الذي حفر مشواره خطوة بخطوة، وأدرك جيدا قيمة النجاح وأهمية المحافظة عليه، ودور العائلة لذلك عادل إمام في "الحريف" يختلف تمامًا عن كل أفلامه ولكنك أمام ممثل درامى مخضرم بعيدًا عن الكوميديا، حيث إنه لا يستخدم ولا إيفيه أو موقف يدعوك للضحك دون سبب ولا يجعلك تضحك على موقف فى الفيلم دون سخرية قد نجح المخرج محمد خان فى الربط ما بين الأحداث الى تدور فى حياة شخصية فارس أو بطل الفيلم و بين المباريات التى كان يلعبها.
زعيم الضحك
عادل إمام هو أيقونة الفن المصري والعربي ونجم الكوميديا المتربع على عرشها، ويكفي أن نقول اسمه «عادل إمام» ونردد أحد إفيهاته المشهورة لنستلقى على ظهورنا من الضحك.. فهو من الفنانين القلائل أو لنكن أكثر تحديدًا، الوحيد الذى كانت تستمر عروض أعماله المسرحية لأكثر من 5 سنوات إلى جانب عرضها فى البلاد العربية والأوروبية فى جولات خارج مصر، مثل مسرحيات «شاهد ما شافش حاجة»، و«الواد سيد الشغال»، وأخيرا «الزعيم»، الزعيم عادل إمام كان يدرك جيدًا كيف يصنع مشوارًا فنيًا متميزًا ملىء بالنقلات والتحولات، حيث بدأ بتقديم الأفلام الكوميدية الخفيفة التى صنعت له جماهيرية واسعة وشعبية اكتسح بها الكثير من نجوم جيله وصار «ألفة الجيل»، مرورًا بالأفلام الكوميدية المقدمة فى إطار اجتماعى لتعالج قضايا اجتماعية بأسلوب ضاحك، وهى المرحلة السينمائية الثانية فى مشوار عادل إمام، ومنها «كراكون فى الشارع» و«المنسى» الذى تناول فيه أحلام الطبقة الكادحة وعلاقتها بالمجتمع الذى تعيش فيه، ولكن من خلال كوميديا نضحك بها علي مشاكلنا وأوجاعنا لذلك فهو حريف صناعة السعادة.
الزعيم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة