كشفت رسالة لأحد أعضاء الإخوان فى السجون، ونشرها موقع مقرب من جماعة الإخوان، حالة اليأس لتى وصل لها أعضاء الجماعة وقياداتهم المتواجدون داخل السجن، حيث طالبت الرسالة قيادات الجماعة بالتراجع من أجل خدمة المتواجدين بالسجون، واستقامة القيادات، فى الوقت الذى فسر فيه خبراء هذه الرسالة بأنها محاولة لدعوة الجماعة لإنقاذ نفسها.
الرسالة المسربة كانت لعيد البنا، المتهم فى قضية "كتائب حلوان"، حيث انتقد العضو الإخوانى المتواجد بالسجن عدم وجود رؤية لدى جماعة الإخوان بشأن الإفراج عن قياداتها وأعضائها داخل السجون، داعيًا قيادات الجماعة إلى العودة خطوات للوراء.
وقال البنا،فى رسالته: "أيها الإخوان، استقيموا يرحمكم الله، عودوا خطوات للوراء إن لم يكن من أجل الوطن فمن أجل آلاف المتواجدين بالسجون وأنا واحد منهم، وإن لم يكن من أجل المسجونين جميعًا فمن أجل آلاف الشباب الذين وثقوا فيكم وهم ليسوا من الإخوان.. وقد اجتهدتم فأخطأتم، وهم يدفعون ثمن أخطائكم سنوات عمرهم التى تضيع".
وتابع: "رحم الله حسن البنا، لو كان حيًا لفعلها، لأخذ خطوة إلى الوراء وحافظ على الجماعة والوطن فى آن واحد، ما كان ليفصل أحدهما عن الآخر فالبنا، فعلها فى عهد الملك فاروق، وكان من أدبياته: "لسنا حزبًا سياسيًا وإن كانت السياسة جزء من فكرتنا، فما كان للجزء أن يطغى على الكل كما فعلتم وتفعلون".
ووجه رسالة لقيادات الإخوان قائلاً: "مازلتم تصرون أن المعركة السياسية معركة صفرية، ففقدتم فيها الغالى والنفيس.. فى الوقت الذى كان ينبغى فيه أن تكون معركتكم الأولى تربوية.. فهل فكرتم فى هذا الشباب الذى يسقط كل يوم إذا فقد الثقة وانفرط عقده وضلت بوصلته وانهار أين يا تُرى يقف وماذا عساه أن يفعل؟، ولو لم تكونوا "هنا فى مصر" جامدون متجمدون لما تعاقبت عليكم الإخفاقات وأصبحت متلازمة الدفاع الوحيدة: "اجتهدنا فأخطأنا"، وكأن هذا هو الأصل ولا يوجد فى الإسلام: "اجتهدنا فأصابنا".
وتابع: "رحم الله الشيخ الغزالى، ما أحوجنا لمثله الآن.. آفة الإخوان فى مصر هى عدم وجود مفكر بينهم، وكأن المفكرين والمجددين هم عين الأفة والبعد عنهم ونبذهم هو عين الثقة ومناط التوثيق.. فى الوقت الذى تغلغلت فيه القطبية فى الجماعة بقيادتها الحالية".
من جانبه وصف هشام النجار، الباحث الإسلامى، هذه الرسالة بأن هذا التيار الذى يتحرك فى هذا الاتجاه له وزنه حاليا وليس مجرد حالات فردية داخل جماعة الإخوان.
وأضاف النجار فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن هذا التيار هو ما يحرك بالفعل جبهة محمود عزت نحو التراجع والتنازلات ومحاولات العودة للمشهد بما يمكنها من ايجاد حل لأزمة المحبوسين، فضلا عن الرغبة فى الحفاظ على التنظيم من الانهيار واستعادة تماسكه.
بدوره قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بالإخوان، إن هذه الرسالة ليست مراجعات و لكنها محاولة لانقاذ انفسهم بعدما وصلوا لطريق مسدود، فالمراجعات فى السجون ليست لها اى قيمة لانها تاتى تحت ضغط نفسى و عدم اهلية.
وأضاف البشبيشى، أن الجديد فى هذا الخطاب هو حالة الهزيمة و الانكسار و استجداء العطف و البحث عن حل لمشكلتهم، و لاول مرة يرمى قواعد الاخوان فى ملعب قياداتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة