أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان -التى توافق مساءَ غدٍ الخميس- وإحياء ليلها وقيامه وصيام نهارها، مباح شرعًا، لما فيه من خير كثير، وليس بدعة كما يدعى بعض المتشددين.
جاءت فتوى دار الافتاء المصرية ردًّا على سؤال لأحد المواطنين حول: حكم الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان فى المسجد، والرد على فتاوى المتشددين فى هذا الشأن؟
وأوضحت دار الإفتاء فى فتواها أنَّ ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة، وَرَدَ الترغيب فى إحيائها فى جملةٍ من الأحاديث، منها قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِى فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ، أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».
كما أضافت الدار: ومشروعية إحياء ليلة النصف من شعبان ثابتٌ عن كثير من السلف، وهو قول جمهور الفقهاء، وعليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا، قال الإمام الشافعى رضى الله عنه فى "الأم" (1/ 264): [وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب فى خمس ليالٍ:... [وذكر منها] ليلة النصف من شعبان].
كما استدلت الفتوى بقول العلامة "ابن نجيم": [ومن المندوبات إحياء ليالى العشر من رمضان وليلتَى العيديْن وليالى عشر ذى الحجة وليلة النصف من شعبان كما وردت به الأحاديث … والمراد بإحياء الليل قيامُه].
وأكدت دار الافتاء أن الأمر بإحياء تلك الليلة المباركة ورد مطلقًا، والأمر المطلق يقتضى عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال، فإذا كان الأمر الشرعى محتملًا لأوجهٍ متعددةٍ فإنه يكون مشروعًا فيها جميعًا، ولا يصح تقييده بوجهٍ دون وجهٍ إلا بدليل، وإلا كان ذلك تضييقًا لما وسَّعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فيجوز إحياؤها فرادى وجماعات، سرًّا وجهرًا، فى المسجد وغيره -مع مراعاة عدم التشويش على المصلين-، بل إن الاجتماع لها أولى وأرجى للقبول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة