شنت قيادات بالجماعة الإسلامية هجومًا عنيفًا على قيادات منشقة عنها، على رأسهم الدكتور ناجح إبراهيم أحد مؤسسى الجماعة، فيما امتدحت قيادات الجماعة التى قتلت فى سوريا ومنهم أبو العلا عبد ربه الذى اغتال الكاتب فرج فودة، وكذلك رفاعى طه قائد الجناح العسكرى للجماعة والذى قتل أيضاً فى سوريا أثناء مهمة له مع فصائل مسلحة.
ووصف سلطان إبراهيم القيادى بالجماعة الإسلامية، ناجح إبراهيم ومؤيديه بالذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم قائلًا "ترابٌ فى نعل مجاهدٍ فى سبيل الله قدم روحه نصرة لدينه وفداءً لأمته مثل الشيخ البطل أبى العلا عبد ربه خير من ملء الأرض من مداد كتاب باعوا دينهم بدنيا غيرهم".
كما هاجم أعضاء وقيادات بالجماعة الإسلامية، هشام النجار القيادى السابق بالجماعة، ونشروا على أحد المواقع التابعة للجماعة مجموعة من تصريحاته أثناء توليه مسئولية المتحدث باسم الجماعة وحزبها فى الإعلام قبل سنوات، زاعمين وجود تناقض بين مواقفه حيث كان وقتها يعبر عن مواقف الإسلاميين وعن موقف حزبه الذى أعلن استقالته منه فيما بعد.
كما نشر أحد أعضاء الجماعة صورتين متجاورتين أحدهما لناجح إبراهيم مصافحًا ابنة الرئيس السادات معتذرًا عن اغتياله، وصورة أخرى لأبو العلا عبد ربه وهو يقاتل فى سوريا، وكتب تحت الصورتين "شتان بين هذا وذاك"، وجاءت التعليقات على الصورة تهاجم ناجح إبراهيم وتمتدح أبو العلا.
يُذكر أن هشام النجار كان أحد القيادات الإسلامية من الشباب، وعمل بجوار الدكتور ناجح إبراهيم المفكر والقيادي السابق بالجماعة الإسلامية، وقد أعلن استقالته فى سبتمبر 2013.
وأرجعت بعض المصادر سبب الهجوم على ناجح إبراهيم وهشام النجار لمقالاتهما وكتبهما ودراساتهما التى تنشر بالصحف، حيث يعدان من أهم المتخصصين حاليًا فى ملف الإسلام السياسى.
وألمح البعض من المراقبين إلى جهود ناجح إبراهيم وهشام النجار بالصحف والإعلام فى رصد تاريخ وتطور ومواقف الحركة الإسلامية، وأوضحوا أنه من الطبيعى هجوم تلك الجماعات على هؤلاء، حيث اعتادوا الهجوم على كل من يتناول مواقفهم بالنقد، ولم يسلم منهم باحث أو كاتب ومفكر مستقل.
وبسؤاله عن خلفيات الهجوم عليه وصفه هشام النجار بالأمر العادى الذى تكرر كثيرًا منهم، مشيرًا إلى أنه كاتب مستقل يعبر عن رأيه بحرية وليس من المنطقى أن ينتظر منه البعض الثناء على ممارسات التنظيمات والجماعات وموافقتهم فى مواقفهم.
وأوضح النجار أنه قدم استقالته فى سبتمبر 2013 بعد رفض مبادرته التى كان يمكن من خلالها إنقاذ الحركة الإسلامية مبكرًا مما هى فيه الآن، موضحًا أن الغرض كان استدراك انهيار الأوضاع وانفلاتها وهو ما حدث لاحقًا، مشددًا على أن الأخذ بهذه الأطروحات فى الوقت الحالى بعد اشتداد أزمات الإسلام السياسي لا يعادل قيمتها فى بداية الأزمة.
وقال هشام النجار أنه وبعد أربع سنوات وبمراجعة جميع ما كتبت خلال هذه الفترة اتضح كارثية ما حذرت منه بداية من تحويل الصراع من سياسى لعقائدى ودينى، والجمود على مواقف ولاءات بعينها والتحالف مع قوى خارجية والتحريض ضد الدولة ومؤسساتها.
وشدد على ضرورة النظر بشمولية للمواقف، موضحًا أنه طرح مبكرًا عام 2013 ثلاثين دراسة بعنوان "الطريق إلى مراجعات الإخوان"، فضلًا عن عشرات الدراسات المتعلقة بتصحيح ممارسات فصائل الإسلام السياسى، وهى ما يدورون حوله اليوم بعد سنوات طويلة شهدت متغيرات ضخمة وبعد وصول أزمتهم لمراحلها المتأخرة، مشيرًا إلى افتقارهم للخبرات السياسية والفكرية، مؤكدًا أن العمل السياسى يحتاج لقدرات خاصة تتعامل مع المتغيرات بسرعة وحسم وتستشرف المستقبل.
فيما رفض الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى التعليق على هذا الهجوم قائلا :" أرفض التعليق فأنا متعود على ذلك، وياما دقت على الرأس طبول".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة