أكد اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية على أهمية مواجهة الأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية والتنسيق العربى المشترك.
وجاء بنص كلمة وزير الداخلية المصرى فى الجلسة الافتتاحية للدورة الـ34 لمجلس وزراء الداخلية العرب، والتى تعقد بتونس حاليا، " إنَّهُ لمِنْ دَواعىَ سُرورى وَسعَادتِى أَنْ أكونَ مَعكُمْ اليومَ فى اجتماعِ مجْلِسِكُمْ المُوقرِ فِى دورتهِ الرابعةِ والثلاثينَ، وَيُشرِفُنى أَنْ أَنقْلَ لَكُمْ تَحياتِ فخامةِ الرئيسِ عَبد الفَتَاحِ السيسىِ رئيسِ جُمهوريةِ مِصْرَ العَربيةِ وَتطلُعاتِه الصَّادقةَ تِجاه نَجاحِ أعمالِ هَذهِ الدورةِ، كَمَا يَطيبُ لى أَنْ أتوجهَ بوافرِ الشُّكرِ وَعظيمِ الامتنانِ والتقديرِ لفخامةِ الرَّئيسِ البَاجى قَايد السبسى وَحُكومَتِه الرَّشيدةِ وَشعبِ تُونس الشَّقيقِ عَلى رعايةِ هَذا الاجتماعِ ومَا حَظَينا بهِ مِنْ حُسنِ استقبالٍ، وَكَرَمِ ضيافةٍ، وَكريمِ رعايةٍ.
وتابع وزير الداخلية، نَجتمعُ اليومَ وَتَحْدُونَا الآمالُ وَالتطلعاتُ بأنْ تَهدأَ التحدياتُ وَتَتَضاءلَ المُؤامراتُ التى تُحَاكُ لأوطَانِنِا، وَتتراجعَ الأطماعُ والنَّوايا السَّيئةُ والمُخططاتُ الهَدَّامةُ التى تُدَبْرُ فِى الخَفاءِ وَالْعَلنِ، وَهُوَ مَا يَفْرِضُ عَلينا التَّحركَ بِكلِ الجهدِ مُتمسِكينَ بعزيمَتِنَا القَويةِ وَإيمَانِنا الرَّاسخِ بنبلِ رِسالتنِا وَعدالةِ قَضيتنِا، مُسْتهدفينَ سلامةَ تُراثِنا الوَطنىِ وَأمنَ شُعُوبِنا.
وأردف وزير الداخلية، إنَّ تِلكَ الْمُؤامراتِ وَالمَواقفِ المُتباينةِ والمَعاييرِ المُزدوجةِ قَدْ فَرضتْ عَلى أُمتِنا هَذَا الطَريقَ الْمَشوبَ بِالأَخْطَارِ، وَهَددتْ مُجتمعاتِنَا العَربيةَ وَبِنيتِهَا الأَساسِيةَ وتركِيبتِهَا السُّكَانيةَ، وَاستَهْدفَتْ مُؤسساتِنا الأمنيةَ وَالسياسيةَ وَالاقتصاديةَ، بَلْ وَأكثرُ مِنْ ذَلكَ فَقَدْ سَعتْ لإثارةِ النَّزاعاتِ الطَائفيةِ وَالمذهبيةِ التى تَأتىَ عَلى الأَخضرِ وَاليابسِ، فلَقَدْ خَلَقتْ تِلكَ المواقفِ بيئةً خِصبةً حَاضنةً وَراعيةً للإرهابِ، وَأَوْجَدتْ مَلاذاً آمناً لتنظِيماتِهِ وَعَناصرهِ، وَأَغْدَقتْ عَليه بِالمالِ، وَوَفرتْ لَه أَحْدثَ الإِمكَاناتِ وَالسِّلاحِ.
واستطرد "عبد الغفار"، إِنَّ مَوجةَ الإرهابِ غَيرَ المسبوقةِ التى تَشْهدها المنطقةُ تُمثلُ وَاقعاً لا يُمكنُ أَنْ يَغيبَ عَنه بحالٍ حَجْمُ المُؤامرةِ التى نُسِجتْ شِراكُها وَالهجمةِ الشَّرسةِ التى تَتَعرضُ لَها أُمَتُنَا إقلِيمياً ودُولياً حَتى أُحيطتْ بمحنةٍ لَمْ يَشْهَدها العَالمُ مُنذُ زمنٍ بعيدٍ، إلاَّ أنَّ إعادةَ قراءةِ التَاريخِ لتُرسِّخُ لَدينا يقيناً أَنَّ يَدَ الإرهابِ الغَاشمِ سَترتدُ حَتماً عَلى تِلكَ الدُّولِ التى غَذَّتْ انطلاقَهُ، وَدَعَمَتْ وجُودَهُ .
وتابع: إنَّ استخدَامَ الإرهابِ بمُختَلفِ كَياناتِهِ وَمُسَمَّياتِهِ لأسبابٍ ذاتَ أبعَادٍ مُتباينةٍ وَتسخيرَها لِغَزوِ عُقولِ الشَّبابِ تَحْتَ مِظلةِ الدفاعِ عَنْ الدينِ، يَجْعَلُ مِنْ تجفيفِ مَنابعِ الإرهَابِ واقتِلاعِ جُذورهِ مسئوليةً مُشتركةً تَقْتَضى رؤيةً عربيةً بَلْ ودُوليةً شاملةً تَتسعُ فيها دَوائرُ المُواجهةِ وَيتضافرُ فِيها الجهدُ الأَمنىُّ المُباشرُ مَعَ جهودِ مُكافحةِ الفقرِ وَالجهلِ، وإحداثِ تنميةٍ حقيقيةٍ، وَتجديدِ الخِطابِ الدّينى لِنشرِ مفاهيمَ الوَسطيةِ وَالاعتِدالِ.
واستطرد وزير الداخلية، إِنَّ الواقعَ الاستثَنائىَ للإرهابِ بِصورتِه الحَاليةِ وَسيطرَتَه عَلى مِساحاتٍ واسعةٍ مِنْ الأرضِ مَآلهُ حَتماً إلى زوالٍ قَريبٍ .. وَلَعلَّ تسارعَ وَتيرةِ الأحْداثِ وَتلاحُقَها بِمناطِقَ الصِّراعِ المُخْتَلِفةِ، وَسلسلةَ الهزائمِ التى تَعرضتْ لها تنِظيماتُهُ تُلْقى بِظلالٍ تِجاه إمكانيةِ حُدوثِ مَوجَاتِ تدفُقٍ عنيفةٍ للإرهابِ تُصيبُ بَقيةَ الدُّولِ فِى غيرِ مَناطقَ الصِّراعِ وَالتوترِ حَالَ عَودةِ المُقَاتلينَ بِصفوفِ تلكَ التنظيمَاتِ لأوطَانِهمْ .
وقال "عبد الغفار"، إنَّ تحْقيقَ نَصرٍ حَاسمٍ عَلى الإرهابِ وَتنظيماتِهِ ليقتَضى ضَرورةَ اعتمادِ إستراتيجيةٍ دُوليةٍ شاملةٍ تَتَوحدُ فِيها الجهودُ لمُحَاربتِه عَلى كافةِ جَبهاتِه وَمَواطِنهِ دونَ استثناءٍ وَتقطعُ مَنابعَ تمويلِهِ وَدعمِهِ دونَ تَرددٍ فِى إطارٍ تَكامُلىٍ شَاملٍ يَتمُ مِنْ خِلالهِ التعاونُ مَعَ كَافةِ المُنظَماتِ الإقليميةِ وَالدُّوليةِ المعْنيةِ بِالشأنِ الأمْنِى، وَيقتَضى الأمرُ منَّا تَبنى خِطابٍ أمنى دُولى موحدٍ يضعُ مَصالحَنا القَوميةَ وَمُقدراتِ شُعوبِنا عَلى رأسِ أوْلوياتِهِ بِمَا يَكفلُ ضَمانَ تَحقيقِ مَصَالحِنا المُشْتركةِ عَلى السَّاحةِ الدُّوليةِ.
وأضاف عبد الغفار: لَقَدْ ارتكزتْ خُطَّةُ وزارةِ الدَّاخليةِ المصريةِ فِى مُكافحةِ الإرهابِ عَلى عدةِ محَاورَ أبرزُها تفعيلُ جُهودِ كَافةِ أجهزةِ الوَزَارةِ وفْقَ نسقٍ مُتكاملِ الأَدوارِ، موحدِ الأَهدافِ لمُكافحةِ الإرهابِ وَتجفيفِ مَنَابِعِه وَروافِدَ دعمِهِ عَلى كَافةِ المُستوياتِ، وَالاعتمادِ عَلى مَبدأِ الْحَسمِ الأَمْنِى، وَالإِجهاضِ المُبكِرِ لِحركةِ التَّنظيماتِ الإرهابيةِ، وَإحباطِ مُخططاتِها العَدائيةِ فِى إطارِ القَانونِ، وَدونَ أية إجراءاتٍ استثنائيةٍ، وإِحكامُ السَّيطرةِ الأمنيةِ عَلى الَموانئِ الجَويةِ وَالبحريةِ وَالمنافذِ البَريةِ وَالاستعانةِ بِكافةِ أساليبَ وَتدابيرَ المُواجهةِ الأمنيةِ المُتطورةِ فِى مُكافحةِ الإرهابِ، وتفعيلُ دَورِ الإِعلامِ الأمْنِى وَوَسائلِ الإعلامِ الْمُختلفةِ للارتقاءِ بِالوعَى لَدى المُواطنينَ وتعميقِ إدراكِهمْ بِخطورةِ الأفكارِ المُتطرفَةِ وَالتهديداتِ التى تُشَكلُها التَّنظيماتُ الإرهابيةُ عَلى أمنِ وَاستقرارِ البِلادِ، تعزيزُ التَّعاونِ الإِقليمى والدُّولى فِى كَافةِ المَجالاتِ المُتصلةِ بِعملياتِ المُواجهةِ .
وتابع: اتجهتْ الوَزارةُ فِى سَعْيها لِتوطيدِ دَعائمَ الأمنِ والاستقرارِ اللازمينِ لِدعمِ تَوجُّه الدولةِ المصريةِ للإصلاحِ الاقتصادىِ والنهوضِ بالبلادِ؛ إلى صياغةٍ إستراتيجيةٍ أمنيةٍ شاملةٍ للارتقاءِ بالمنظومةِ الأمنيةِ بشكلٍ متكاملٍ لتحقيقِ تَطلُعاتِ المواطنينَ فِى إقامةِ دولَتِهمْ العصريةِ الديمُقراطيةِ ؛ حيثُ تركزتْ أبرزُ مُحَدَداتِها، تحقيقُ الاستقرارِ الأمنى بمفهومهِ الشاملِ الذى يَمتدُ لِمُكافحةِ الجَرائِم ذاتَ الأبعادِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ لِحمايةِ مُقدَراتِ البلادِ وتهيئةِ المُنَاخِ الآمنِ للاستثماراتِ الوَطنيةِ وَالأجنبيةِ،التطويرُ التُّكنولوجى لكافةِ عناصرِ المنظومةِ الأمنيةِ للنهوضِ بالأداءِ الأمنِى فِى مُخْتَلفِ المَجالاتِ .. فَضلاً عَنْ استكمَالِ منظومةِ مَيكنةِ الخَدَمَاتِ الشُّرَطيةِ المُقَدَمةِ للمواطنينَ، والارتقاءُ بالدُّعَامةِ الْبَشريةِ وفقَ أحدثِ المَعاييرِ وَالنُّظمِ التدريبيةِ .. مَعَ توفيرِ المُتَطلباتِ الإنسانيةِ وَالاجتماعيةِ لَها بِهدفِ تَحْقيقِ مُقوماتِ الرِّضاءِ الوَظيفىِ بِما ينعكسُ أَثرُهُ إيجاباً عَلى الأداءِ الأَمنِى، وتعظيمُ مَفاهيمَ ومبادئَ حُقوقِ الإنسانِ فِى كافةِ مَجالاتِ العَملِ الأمنىِ وَتفعيلُ أُطرِ المُشاركةِ المُجتَمعيةِ بِما يَصبُّ جميعُهُ فِى تحقيقِ أهدافِ الإستراتيجيةِ الأمنيةِ .
وقال "عبد الغفار" إنَّ أبناءَ مِصْرَ مِنْ رجالِ الشُّرطةِ الأبطالِ ورجالِ القُواتِ المُسلحةِ البواسلِ يُسطِّرُونَ اليومَ ملاحمَ وطنيةً جديدةً بإصرارِهمْ وَعزيمتِهمْ عَلى تطهيرِ البِّلادِ من دَنَسِ الإرهابِ مَهْمَا بَلَغتْ فِى ذلكَ الصعوباتُ، وَعَظُمَتْ التضحياتُ .. وَهُو مَا تَجَلتْ نتائجهُ واضحةً فِى تَصَاعُدِ جُهودِ الكَشفِ عَنْ الحوادثِ الإرهابيةِ وَضَبْطِ مُرْتَكِبيها.
وتابع عبد الغفار: إنَّ مَجْلسَكُمْ الموقرَ يَظلُ هُو الحِصنَ المنيعَ أمامَ كُلِّ تلكَ التحدياتِ، فَهوَ يُؤدى رسالتَهُ بِمُنتهى التَّجرُّدِ وَالمِصْدَاقيةِ، وَيُمارسُ مَهامَهُ وفقاً لمبادئَ أصيلةٍ، وَتقاليدَ راسخةٍ تَرْتكزُ عَلى التشاورِ وَالتنسيقِ وَالتفاهُمِ، وَتبتعدُ عَنْ القَضايا الخِلافيةِ، وإنَّ مِصْرَ تُدركُ أهميةَ العملِ الْعَربى المُشتركِ لتجاوزِ التَّحدياتِ الأمنيةِ الراهنةِ التى تَحالفتْ فِيها الجَرائمُ الإرهابيةُ مَعَ الجَرائمِ المُنظَّمةِ العَابرةِ للحُدودِ الوَطنيةِ .. مِمَا يَفْرِضُ علينا وحدةَ الصفِ وَقدراً أَعْلى مِنْ التعاونِ وَتكاملِ الجُهودِ الأمنيةِ خَاصةً فِى مجالاتِ تبَادُلِ المعلومَاتِ وَالخبراتِ وَبناءِ الْقُدراتِ، وهذِه الجُهودُ يَنبَغِى أَنْ تَمتدَ حِيالَ صِياغَةِ مَنظورٍ عَربىٍ شَاملٍ للتَعَامُلِ مَعَ الشَّركاتِ العَالميةِ للإتصالاتِ وَشَبكاتِ الإِنترنتْ بِمَا يُعززُ جُهودَنا فِى مَنعِ استغلالِ مَواقعَ التَّواصلِ الاجتمَاعىِ كساحةٍ مفتوحةٍ تَستخدمُها التنظيماتُ الإرهابيةُ للتنسيقِ وَالتدريبِ وَالتجنيدِ وَالترويجِ لثقافةِ التطرفِ وَالعُنفِ فَضلاً عَنْ الحُصولِ عَلى التمويلِ المَادىِ وَالدَّعمِ المَعْنَوى، وتأسيساً عَلى مَا سَبَقَ فإِنَّ قُربَ إطلاقِ تطْبيقِ قاعدةِ البياناتِ الجِنَائيةِ وَإتاحَتِها للدُّولِ الأَعضاءِ عَلى نِظامِ الشَّيخِ زايد للاتصالات الْعَصرى بينَ أجهزةِ الْمَجلسِ يُعَدُّ لَبنةً جَديدةً تُضافُ لجهودِ هَذا الْمَجلسِ فِى تعزيزِ التَّكَامُلِ بينَ أَعضَائِه، وَهَا هى مِصْرُ تَمُدُّ يَدَهَا لِجميعِ الأَشقاءِ لنبدأَ مرحلةً جَديدةً مِنْ المواجهةِ تَعتمدُ إستراتيجيةً أمنيةً عربيةً متكاملةً تتجهُ محاورُها صَوْبَ تحريرِ أوطانِنا وَشعوبنِا مِنْ دَنَسِ الإرهابِ، وتصحيحِ الأفكارِ وَالمُعتقداتِ المُتَطرفةِ، وَدَعَمِ الإرادةِ، وَتَصويبِ الاتجاهِ .
وقال عبد الغفار، أَودُّ فِى نهايةِ كَلِمَتى أَنْ أتقدَمَ بِأسمَى آياتِ الشُّكرِ وَالتقديرِ لِصَاحبِ السُّمو المَلكىِ الأميرِ مُحمَّدٍ بِنْ نَايف وَلى عَهدِ المملكةِ العربيةِ السُّعوديةِ الشقيقةِ نائبِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ وزيرِ الداخليةِ، الرئيسِ الفخرىِ لِمجْلسنا المُوقَرِ عَلى الدَّعمِ المُتَوَاصلِ للمجلسِ وَالعملِ عَلى نَجاحِ دَوراتِه المُتعَاقبة، وَأَنْ أتقدمَ بخالصِ الشُّكرِ لِمعالىَ الفريقِ الرُّكنِ الشَّيخ / راشِد بِنْ عبد الله آل خَليفة وزيرِ داخليةِ مملكةِ البَحرينِ الشَّقيقةِ، للجُهودِ الكَبيرةِ التى بَذَلَها خِلالَ رِئاسَةِ بِلادِهِ للدورةِ الثالثةِ وَالثلاثينَ للمَجْلسِ المُوقرِ، كَمَا أدعو اللهَ - عزَّ وجلَّ - أَنْ يُوفقَ معالىَ الْهَادِى المَجدُوبِ، وَزِيرَ دَاخليةِ الجمهُوريةِ التُّونسيةِ الشَّقيقةِ فِى رِئاستِهِ لدورةِ المَجْلسِ الجَديدةِ، والشُّكْرُ مَوصولٌ للعَاملينَ بِالأمانةِ العَامةِ وَفِى مُقدمتُهمْ السَّيدُ الدكتورُ محمَّدٌ بِنْ عَلى كُومان، أمينُ عامِ المَجْلسِ .. عَلى مَا يقُومونَ بِه مِنْ عَملٍ مُتصلٍ لتنظيمِ كَافةِ الفَاعلياتِ وَالاجتماعَاتِ وَاللقاءاتِ الأَمنيةِ العَربيةِ، وَتنفيذِ قراراتِ المَجْلسِ وَمُتابعَتِها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة