الكاتب ينتقد سلوك السباحين ..ويكشف: شاحنات تلقى بالرمال على الشعب لعمل شواطئ للفنادق
قال الكاتب البريطانى والمصور الصحفى ريتشارد أسبينال، إن هناك كنز حقيقى فى مصر، قد لا يعرفه السياح الأجانب الذين يأتون لزيارة الأهرامات فى الجيزة وأبو سمبل فى أسوان، متمثل فى "الغطس مع سمك القرش فى البحر الأحمر"، معتبرا أن أنشطة الغطس يمكنها أن تعيد إحياء قطاع السياحة، ولكن فقط فى حال الاعتراف بقيمة الحياة البحرية وحمايتها.
الشعب المرجانية
وأضاف فى مقال له بصحيفة "الجارديان" البريطانية يرصد فيه رحلته للغوص مع أسماك القرش فى جزيرة "الإخوة" بمحافظة البحر الأحمر، أن السياحة فى مصر تعرضت لضربة خلال الأعوام الأخيرة، قائلا إنه شخصيا يشعر بالأمان خلال تواجده فى البلاد، ولكنه انتقد سلوك البعض الذى يؤثر على صورة البلاد، ساردا كيف طلب أحد أفراد الأمن فى بوابة مطار الغردقة الجديد، رشوة من مسافر للسماح له بالمرور رغم أنه لا يملك قسيمة الرحلة المطبوعة.
حطام السفينة SS Thistlegorm فى البحر الأحمر
ومضى يقول إن البحر الأحمر وكنوزه ليست معروفة عالميا مثل قناع توت عنخ آمون، وأبو الهول، ومع ذلك يقول العاملون فى مجال الغطس فى شرم الشيخ فى شبه جزيرة سيناء أن حطام السفينة SS Thistlegorm يجلب عملة صعبة أكثر من أهرامات الجيزة.
سمكة نادرة بالبحر الأحمر
وقال الكاتب إن الاضطراب الذى شهدته مصر فى السنوات الأخيرة، دفع شركات السياحة المعنية بالغطس فى أوروبا إلى البحث عن وجهات أخرى، ولكن مع إغراء حطام التاريخ الغنى والشعاب المرجانية الرائعة وأشعة الشمس والماء الدافئ، والمسافة التى لا تتجاوز خمس ساعات فقط من أوروبا، يعيد بقوة البحر الأحمر إلى أذهان الغواصين الأوروبيين، متوقعا أن يعود الغواصون والسياح بقوة إلى المحافظة بمجرد عودة وتيرة الطيران إلى سابق عهدها من المطارات الأوربية.
وتحدث الكاتب عن رحلته بالمركب إلى عمق البحر حتى يتسنى له الغطس وتصوير الشعب المرجانية والحياة البحرية من عمق بعيد، وفى محاولة لتصوير سمك القرش، الذى يقول عنه إنه عادة حيوان "خجول" غالبا ما يبعد عن الإنسان، "فنحن لسنا على قائمة طعامه المفضل، وبالأساس لا يعتبرنا سمك القرش طعام، ولكن فى مناسبات نادرة بسبب سلوكنا وظروف بيئية استثنائية يمكن أن تحدث كارثة"، على حد تعبيره.
سمكة قرش
وانتقد أسبينال سلوك بعض الغطاسين والسباحين الذين يقتربون بشدة من سمك القرش، بدرجة قد تصل إلى أنهم يحاولون لمسه، قائلا إن هذه الأسماك ربما لا تكون مفترسة، ولكنها أيضا ليست حيوانات أليفة يمكن الاقتراب منهم دون حظر، فهذا السلوك يجعلها تشعر بأنها مهددة.
ومضى يقول إن المرشدين والعاملين فى الجزيرة والأماكن الأخرى المعروفة بوجود أسماك قرش بها، يدركون جيدا تأثير هذا السلوك على السياحة، بل وعلى الأسماك نفسها، فإذا وقعت حادثة، وتم اصطياد السمك على إثرها لن يبقى الكثير من هذه الأسماك فى المنطقة، خاصة وإنها أصبحت مصنفة بأنها عرضة للخطر، مشيرا إلى أن الاقتصاد المصرى لا يستطيع تحمل إغلاق الشواطئ ومواقع الغطس.
سمكة قرش نفقت فى جزيرة الاخ الكبير
وتحدث الكاتب عن صور مزعجة نشرتها صفحة "جمعية حماية البيئة بالغردقة" "هيبكا"، تظهر فيها أحد أنواع سمك القرش التى نفقت وتركت على الشعب المرجانية بالقرب من جزيرة الاخ الأكبر (جزء من جزيرة الأخوة المكونة بالأساس من جزيرتين).
ويمنع اصطياد الأسماك من أجل الحصول على زعنفتها فى هذه المياه، وقالت "هيبكا" إنها ستعمل على تحديد أسباب نفوق هذه السمكة.
واعتبر الكاتب والمصور الصحفى أن خسارة أسماك القرش لأى سبب ما هو إلا "هزيمة ذاتية" لدولة فى أمس الحاجة إلى السياحة، فضلا عن أن ذلك يزيد المطالب من أجل حماية النظام البيئى.
وقال إن هناك صور انتشرت مؤخرا تظهر شاحنات تلقى الرمل فوق الشعب المرجانية لعمل شواطئ تستخدمها الفنادق.
سمك قرش فى البحر الأحمر
وأشار إلى بحث أجرته جمعية "هيبكا" غير الهادفة للربح، كشف عن أن سمكة القرش الواحدة، تساوى 200 ألف دولار للاقتصاد سنويا، وهو الرقم الضخم نظرا لأن تلك الأسماك تعيش حتى 40 عاما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة