دخلت الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان الإرهابية، القائمة بين جبهتى محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، وبين جبهة محمد كمال عضو مجلس شورى الجماعة، والمعروفة باسم "الجناح المسلح"، منعطفًا جديدًا، حيث طرد جناح محمود عزت، مجموعة من شباب الجماعة المؤيد لـ"محمد كمال"، من الشقق التى توفرها الجماعة لأبنائها الهاربين فى السودان، وذلك لإجبار مخالفيهم على الرضوخ لهم فى الرأى.
التصرف الأخير فاجأ شباب التنظيم الذين وجهوا الشتائم وكالوا السباب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى إلى قياداتهم ووصفوها بأنهم قيادات "متسخة"، والمنافقة التى تسلقت على الأكتاف وتحكمت فى موارد الجماعة.
شباب الإخوان يستغيثون عبر مواقع التواصل لانتشالهم من الشوارع
الأزمة تفجرت بالكامل مساء أمس، حين بث مجموعة شباب الإخوان الهاربون من مصر إلى السودان، عبر صفحات التواصل الاجتماعى رسائل استغاثة، وأصدروا بيانات تظهر قيام الجماعة بطردهم من شققهم، كما قاموا بتدشين هاشتاج عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لإيصال صوتهم لما وصفوه بإخوانهم لإيجاد حلا سريعا وانتشالهم من الشوارع ومن على الأرصفة التى افترشوها بأمتعتهم، بتهمة سوء سلوكهم وتناولهم للمخدرات، ومرافقتهم لـ "فتيات"، واعتبرتهم منشقين عن الجماعة، وذلك بشكل مفاجئ.
أحد الشباب المطرود: وصلتنا رسالة مفادها "من يرى أخطاء بالجماعة فعليه تركها"
وحكى أحمد حسن أحد الشباب الإخوان المطرود، الرواية كاملة، قائلا: "جاءت لنا رسالة من قيادات الإخوان قبل شهرين، مفادها أن من يرى الجماعة تسير فى الطريق الصحيح فهو معنا، ومن يرى أن هناك أخطاء فعليه ترك الجماعة، مضيفًا: "من حوالى شهرين أو شهر ونص تم إبلاغنا من خلال قيادات بالجماعة إن فيه مجموعة من الشباب هيخلوا السكن خلال ٤ أيام ولما سألنا السبب قالوا: "انتم تبع جبهة محمد كمال".
وأشار إلى أنه تم طردهم أمس من السكن الذى كانوا فيها، وأن قيادات الجماعة أبلغتهم بأنهم ليس لهم أى علاقة بهم، مضيفًا :" حاليا نحن متواجدين فى الشارع".
شاب مطرود: القيادات بتقول إننا بنشرب مخدرات وبنصاحب بنات
كما قال محمد طلبة أحد شباب الإخوان المصرى، والمطرود من سكنه فى السودان بقرار من جبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد: "فوجئنا للأسف بطردنا ورمينا فى الشارع، والقيادات تقول إننا للأسف بنشرب مخدرات ونمشى مع بنات ونشرب سجائر".
وأشار طلبة فى كلمة مسجلة ، إلى أن قيادات الإخوان طردتهم بسبب خلافهم معهم فى وجهة النظر، موضحا أنهم الآن أصبحوا فى الشارع وعلى الأرصفة، لافتا إلى أن قيادات الجماعة أصبحت تعتبرهم منشقين عنها.
فيما وصف محمد سلام أحد الشباب المطرود، قيادات الإخوان بأقذر الأوصاف، حيث وصفهم بأنهم "ناس متسخة" مضيفًا: "حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم".
قيادى بجبهة "كمال": مشكلتنا مع مجموعة من المتسلقين والمنافقين المحتكرين لموارد الجماعة
فيما قال عز الدين دويدار القيادى الإخوان المحسوب على جبهة محمد كمال "الجناح المسلح": الشباب المطرودين فى السودان، هم من الإخوان ولم يتركوا الجماعة، ومن طردوهم ليسوا الإخوان، بل حفنة قليلة من المتسلقين صعدوا بالمكر والنفاق والنفوذ على كتف الجماعة حتى احتكروا مواردها، المشكلة ليست بين شباب متضرر وبين الجماعة، بل بين الإخوان وبين حفنة القابضين على موارد الجماعة.
وتابع عز الدين دويدار فى تصريحاته: "هذه هى القيادات التى استغلت غياب مؤسسات الجماعة التى كانت تدير مصر مع محمد مرسى".
مؤسس شبكة رصد: وصل بينا الحال لإننا بننطرد ونترمى فى الشارع
بدوره قال عمرو فراج، القيادى الإخوانى، ومؤسس شبكة رصد الإخوانية :"بعيداً عن ان التعامل داخل الاخوان مفروض يكون فيه تراحم و تكافل اكتر من كده، وان الاخوان مفروض فى تاريخها كانت بتكفل المحتاج والمطارد ما بالك بأبناء الجماعة نفسها، إلا أن فيه حاجة من وحى الموقف اللى حصل بالليل للشباب فى السودان إن لم تكن تملك مالك الخاص وحرية التصرف واتخاذ القرار بناءاً على قوتك المالية فاللى بيصرف عليك و بيأويك للأسف ليه كامل الحرية فى التحكم فيك".
واستطرد فراج: "لو عندك كلب وعايزه يعمل حاجة بتجبره وتمنع عنه لأنك متحكم فيه، وصل بينا الحال للأسف إن أبناء الجماعة واللى ضحوا بحياتهم و أمنهم وارتباطهم بأهاليهم ييجى اليوم اللى الجماعة تتحكم فيهم بنفس الأسلوب كأن انتا عايش جوه سجن، زى ما كنت متضايق من الإخوان أنهم طردوا الشباب متضايق من الشباب انهم سمحوا لنفسهم يقعدوا طوال الفترة دى تحت تحكم أى حد تانى غير نفسهم مالياً".
قيادى بجبهة محمود عزت: ما طردناش حد وسابوا السكن طواعية
ومن ناحيته، سعى مصطفى محمد مصطفى، القيادى الإخوانى المحسوب على جبهة محمود عزت، إلى تكذيب ما أثاره الشباب المطرود، وأصدر بيانًا مختصرا قال فيه :"ما نشر حول طرد شباب الإخوان كذب ، وبعض الإخوان تركوا السكن طواعية والبعض الأخر باقى فى السكن لعدم وجود سكن بديل ، وأصحاب هذه المنشورات التى تقول إنهم تم طرد اخوان السودان كذب.
باحث بالإسلام السياسى: جبهة عزت عازمة على تطهير صفوفها
من جانبه، علق هشام النجار، الباحث الإسلامى، على هذه الأزمة قائلا: "استسلام من الجماعة لسيناريو الانشقاقات لأن مصير هؤلاء الأعضاء سيكون تلقائياً نحو الجبهة الأخرى بشكل كامل وصريح".
وأضاف النجار فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن رد فعل الشباب لمطرود لن يكون قوى، فليس لديهم خيار لأنه يبدو أن جبهة عزت عازمة على تطهير صفوفها وجعلها خالصة لقيادته ورؤيته، متوقعا أن تنتقل الأزمة لفروع الإخوان فى دول أخرى، متابعا: "يبدو أن الانشقاقات ستكون غالبة على ملامح المرحلة المقبلة".
شباب الإخوان المطرودين
شباب الإخوان المطرودين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة