مع اجتيازها المرحلة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية، كثفت وسائل الإعلام الفرنسية اهتمامها بالمرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية، وفريقها الانتخابى الذى يقود حملتها منذ بداية السباق، وصولا إلى جولة الحسم المقررة 7 مايو المقبل.
وعلى رأس فريق لوبان الانتخابى، جاء جون مسيحة الذى تحدث مرارا لوسائل الإعلام ونظم العديد من المؤتمرات والفاعليات، قبل أن تخرج صحيفة "لوبان" لتكشف أن مسيحة مصرى المولد، وسبق له العيش فى القاهرة لمدة 8 سنوات كاملة قبل أن يغادرها بصحبة والده للعيش فى فرنسا.
وفى تقريرها قالت الصحيفة إن "مسيحة" يتمتع بصفات مشابه لزعيمته، وتجلى ذلك بعدما أدلى بتصريحات تتعلق بالرئيس السورى الأسد، وضرورة وجوده فى منصبه وأنه حامى بلاده من الإرهاب.
وقالت الصحيفة إن "مسيحية" ذو الأصول المصرية، وكبير مستشارى المرشحة مارين لوبان والمشرف على حملتها الانتخابية ضد إيمانويل ماكرون، منافسها الوحيد على الرئاسة الفرنسية بالجولة الثانية والأخيرة يوم 7 مايو المقبل، وهو أيضا المتحدث الرسمى منذ صيف العام الماضى باسم "هوراس" المعروف كنادى لكبار موظفى ومسئولى برنامج لوبان الرئاسى.
وأوضحت أن أسمه الحقيقى حسام بطرس مسيحة، ولد فى القاهرة منذ 46 عاما، لأب دبلوماسى، وهاجر بعمر 8 أعوام مع عائلته إلى فرنسا "من دون أن يكون ملما باللغة الفرنسية"، وأشارت الصحيفة الفرنسية، أنه غير اسمه الأول فى 1990 من حسام إلى جون بعد أن حصل ذلك العام على الجنسية.
وقالت الصحيفة، إن مسيحة نشأ وترعرع فى مدينة ميلوس القريبة فى الشرق الفرنسى من حدود مثلثة مع سويسرا و ألمانيا، ودرس بجامعة ضاحية نانتير-باريس غرب باريس، وتخرج فيها حاملا دكتوراه فى الاقتصاد. وحصل أيضا على دبلوم بالعلوم من "معهد باريس للدراسات السياسية".
تغريدة جون مسيحة
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من كونه مصرى إلا أن جون مسيحة، الغارق بفرنسيته كما الفرنسيين وأكثر، عمل مدة لدى وزارة الدفاع الفرنسية، لكنه لم يذكر من قبل أو يفصح عن نوعية العمل الذى كان مكلف به.
وكانت آخر تغريدات مسيحة على تويتر، "فرنسا لماركون، هى بلد نعيش فيه. أما لمارين، فبلد يعيش فينا"، وقبلها أعاد تغريدة كتبتها المرشحة بحسابها الانتخابى الرسمى، المكتظ بمتابعين يزيدون عن مليون و430 ألفا، وفيها تقول بعد يوم من حصولها بالجولة الأولى فى 23 أبريل الجارى على أصوات أقل مما حصل عليه ماكرون: "ليس لدى أى خيبة ظن، بل الأمل بأننا قادرون على تحقيق الفوز، وسنفوز" وفق تفاؤلها.
وجاءت آخر تصريحاته هى التى قالها لوكالة سبوتنيك الروسية، خلال تغطية اليوم الانتخابى فى فرنسا الأحد الماضى، إلى أن الحادث الأخير فى شارع الشانزيليزيه لم يكن له تأثيرات على المرحلة الانتخابية، ولكن اختلفت تصريحات وتوجهات المرشحين بعدها، موضحا أن مارين لوبان مرشحة اليمين وحزب الجبهة الوطنية، تتحدث منذ سنين عن أهمية الأمن ومخاطر الإرهاب على الشعب الفرنسى، وضرورة تحفيز وتطوير المؤسسة الأمنية فى البلاد، بما يتناسب مع التطورات الحالية، وهو ما يميز لوبان عن باقى المرشحين الذين لم يتحدثوا عن كيفية تطوير المؤسسة الأمنية.
وأوضح أن لوبان ليس لديها مشكلة مع المنطقة العربية، لكن فكرتها فى الأساس هى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فليس معنى أن تقول مكافحة الإرهاب أى بمعنى الإسلام، فهو خطأ كبير فهمه البعض.
وأكد أن العلاقات الدولية تنظر بحسب المصالح المشتركة، فلا يوجد من هو ملائكى فى علاقات الدول ببعضها، معقبا: "وفيما يتعلق بالموقف السورى، فلا يمكن أن ننظر للرئيس بشار الأسد باعتباره أضر الديموقراطية، ولابد أن ننظر بواقعية للأزمة السورية، وتواجد الأسد هو أمر داخلى، ولكن بنظرة واقعية هل يرحل الأسد عن حكم سوريا ويتركها للمليشيات المسلحة والإرهابية مثل ما حدث فى ليبيا والعراق سابقا؟ وعلى أساس ذلك لابد من بقاء الرئيس بشار الأسد فى السلطة، ونترك للشعب السورى اختيار تكوين دولته".
وأضاف أن التوافق مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، جاء بسبب المصالح المشتركة التى تعود فائدتها على فرنسا أولا، متابعا: "ليس من المهم لدينا كيف سيتعامل الرئيس الأمريكى مع العالم الآخر ولا حتى مع الأمريكيين أنفسهم.. جئنا لمكافحة الأيديولوجية الواقعة على البلد، والتى تتمثل فى مكافحة التبعية واستقلال البلاد تماما، واستعادة السيادة الوطنية وأدواتها، ومكافحة أى سياسات ضد المصالح العليا، وتحقيق الأهداف السياسية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة