الموسيقار التونسى حمدى مخلوف، مدير أيام قرطاج الموسيقية، يجمع العديد من المواهب، فهو بجانب كونه مديرا ناجحا للمهرجان لمدة ثلاث دورات هو أيضا مبدع وفنان ومؤلف موسيقى، وعازف على العود وحاصل على الدكتوراه فى علوم الموسيقى من جامعة السوربون بباريس وأستاذ بالمعهد العالى للموسيقى بتونس، وكان لـ«اليوم السابع» حوار معه لمناقشته فى تفاصيل الدورة الرابعة للمهرجان التى انتهت منذ أيام، والثالثة بالنسبة له والأخيرة أيضا ليكشف لنا عن أسباب تقديمه الاستقالة من إدارة المهرجان، كما يتحدث عن مصر ومطربيها وعلاقته بها كمبدع وموسيقى تونسى، كما يتحدث خلال الحوار عن الجديد الذى أضافه للمهرجان هذه الدورة.
كيف اخترت المشاركات المصرية بالمهرجان؟
- كنا قد رشحنا الموسيقار الكبير ياسر عبد الرحمن لرئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، لكنه اعتذر لنا لأسباب خاصة، ثم اخترنا فرقة مصرية اسمها «هوس» بإدارة أحمد يحيى قلاش، وكان الاختيار من قبل لجنة الاختيار والفرز، أما المطربة فيروز كراوية فقد جاءت مقترحات كثيرة لمشاركتها فى المهرجان، وكنا كإدارة مهرجان فى لجنة أخرى اسمها اللجنة العامة استمعنا لها ولأغانيها ومشروعها الغنائى ووجدناها متناسبة مع المهرجان.
الموسيقار حمدي مخلوف رئيس مهرجان ايام قرطاج الموسيقية
وكيف جاء اختيار روضة عبدالله؟
- روضة كانت من قبل معنا، وفازت بجائزة أفضل عمل تونسى، وهى فنانة مبدعة، منذ قدمت مشروعها العام الماضى «أسرار» وهذا العام قدمت «قطايتى» وهى دائما يكون لديها بصمة وإبداع مستمر، ونحن كنا نرغب فى إعطاء صورة أفضل عن مبدعينا التونسيين، ومن ناحية أخرى هى مثال للمرأة التونسية المبدعة، والحضور النسائى فى المهرجان قليل جدا، ولذلك أردنا أن يكون الافتتاح نسائيا تكريما للمرأة التونسية، والحمد لله اختيارها كان موفقا، وأنا كنت سعيدا جدا بالعرس.
هل تعتبر مهرجان أيام قرطاج متفردا وليس له شبيه فى المنطقة العربية؟
- أى مهرجان لابد أن يكون فى تواصل مستمر، ومهرجان أيام قرطاج مهرجان له خصوصيته التى يتفرد بها، ولكن هناك نقاط تشابه مع مهرجانات أخرى، مثل السوق الموسيقى والنظرة الجديدة اليوم للموسيقى، ولابد من وجود حلول جذرية لتنقل الفنانين بين مختلف المهرجانات، فحقوق التأليف ضائعة ولم يبق للمبدع حاليا فى مجال الموسيقى إلا المسرح والحفلات والعرض الحى، فهو العرض الذى يعطى الفنان دفعة أكثر حاليا للإبداع، وهذا هو تفردنا فى تنوع الأنماط الموسيقية المختلفة من ثقافات مختلفة فى تونس وفى الوطن العربى وفى القارة الأفريقية، وهذا الانفتاح هو التفرد لدينا.
الموسيقار حمدي مخلوف رئيس مهرجان ايام قرطاج الموسيقية وجمال عبد الناصر
وما الجديد الذى استحدثته فى الدورة الرابعة من أيام قرطاج الموسيقية؟
- العرض الضخم هو ما أضفناه هذا العام بالمسرح الأثرى بقرطاج، وكلمة ضخم تعنى فى المكان الذى يقدم عليه، والذى يتسع لأكثر من 5000 آلاف مشاهد، والضخامة تعنى أيضا التكلفة فقد حضرنا لهذا العرض لمدة شهر كامل، وهو أكبر العروض التى يقدمها مهرجان أيام قرطاج فى تاريخه، وهو فكرة للتسويق والتعريف بالمهرجان، وهو يعتبر اختتاما قبل الاختتام، والفريق الذى سيقدمه هو «ميراث»، وهو فريق يحقق انتشارا عالميا، وآخر حفلاتهم كانت فى اليابان أمام مئات الآلاف من المشاهدين وهم فرقة تونسية بها أربعة أفراد من تونس وموسيقى واحد من فرنسا، والجزء الآخر من الجديد الذى أضفته هو مسابقة «الطفل المبدع» وهى مسابقة نختار فيها المواهب فى الغناء والعزف للطفل التونسى، وسوف نهدى «تانيت» ذهبيا وفضيا، وهى اسم الجائزة للأطفال الفائزين كنوع من الاكتشاف والتشجيع.
شيرين
وما علاقتك بمصر وبالموسيقيين المصريين؟
- أنا أحب محمد عبد الوهاب وأغنى له دائما مثل أغانى النيل نجاشى وكليوباترا والكرنك والجندول، فهو بالنسبة لى مدرسة كبرى تعلمت منها فهو أيقونة من أيقونات الغناء فى العالم وهو الذى يطربنى، وأيضا السيدة أم كلثوم وبدرجة أقل عبدالحليم حافظ وأحب صالح عبدالحى، وفى الجيل الجديد تعجبنى شيرين عبدالوهاب فى طريقة إحساسها وأحب أيضا آمال ماهر وعلاقتى بمصر علاقة كبرى، وكان لى تعاملات كثيرة فى فرنسا مع المركز الثقافى المصرى منذ عام 2003 وحتى عام 2010 وكانت الدكتورة كاميليا صبحى تتعاون معى فى محاضرات وكتب وحفلات، وأنا طالب قدمت عروضا بجامعة حلوان بمصر.
شعار المهرجان «برنشى الموزيكا».. فماذا تقصد به؟
- هى كلمة فرنسية تعنى توصيل السماعات الخاصة بالموسيقى بالأجهزة، فهذا هو «البرنشى» وهو شعار فلسفته «فلتصدع الموسيقى» وتنتشر فى كل الأماكن.
ما طموحك فى مهرجان أيام قرطاج الموسيقية فى الفترة المقبلة؟
- أطمح أن يكون مهرجانا لامعا وممتعا للجمهور على اختلافهم واختلاف أحاسيسهم وأذواقهم، وأطمح لأن يزداد دعمه المادى الذى أصبح قليلا هذا العام، ولم نتمكن من أشياء كثيرة، لكننا بذلنا مجهودا ليكون مهرجانا شاملا، وهذه بالنسبة لى آخر دورة أكون بها مديرا للمهرجان، لأننى أريد أن أترك المكان لشخص آخر وأسباب تركى المنصب منها ما هو موضوعى ومنها ما هو شخصى، فالموضوعى لإتاحة الفرصة لشخص آخر يأتى ليضع أفكارا جديدة، ونحن فى بلد ديمقراطى، ويجب أن نتعلم التداول فى المهمات، وأنا مقتنع بذلك بعد تقديمى ثلاث دورات، والسبب الشخصى هو أننى أرغب فى التفرغ لعملى كموسيقى وفنان، وأريد أن أرجع للموسيقى والتأليف الموسيقى والإبداع لأن المهرجان يأخذ مجهودا كبيرا جدا ووقتا كبيرا جدا.
العدد اليومى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة