انطلقت صباح اليوم، الأحد، الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التى ربما تكون الأهم فى تاريخ فرنسا الحديث والدول الأوروبية كافة، لما تشهده باريس من تحديات أمنية واقتصادية كبرى بعدما طالتها يد الإرهاب عدة مرات على مدار السنوات القليلة الماضية، ولما تشهده القارة العجوز من مخاطر جسيمة فى مقدمتها خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبى، والدعوة لإجراءات مماثلة فى دولا أوروبية من بينها فرنسا نفسها.
وتعد الانتخابات الحالية هى الأولى التى يتم إجراؤها فى ظل قانون الطوارئ داخل فرنسا وذلك تحت حماية 57 ألف شرطى وضابط لتأمين كافة لجان الاقتراع.
وشهدت الساعات القليلة الماضية توتراً فى بعض اللجان، حيث تم اخلاء مقرين للتصويت فى منطقة سان أومير بعدما اشتبه عناصر الأمن فى سيارة قرب اللجان وتم استدعاء خبراء الحماية المدنية والمفرقعات لفحصها والتعامل معها، فى وقت سادت فيه أجواء هادئة فى غالبية مقار الاقتراع داخل وخارج فرنسا.
إحدى اللجان فى سنغافورة
وعلقت العديد من الصحف الفرنسية الصادرة اليوم، على الوضع المشهد الانتخابى، مشيرة إلى أن الولاية الرئاسية القادمة تعد الأهم فى تاريخ فرنسا الحديث والدول الأوروبية كافة، لما تشهده باريس من تحديات أمنية واقتصادية كبرى بعدما طالتها يد الإرهاب عدة مرات على مدار السنوات القليلة الماضية، ولما تشهده القارة العجوز من مخاطر جسيمة فى مقدمتها خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبى، والدعوة لإجراءات مماثلة فى دولاً أوروبية من بينها فرنسا نفسها.
وقالت صحيفة "لو دوفان ليبيريه" الفرنسية المحلية، أن التصويت فى الانتخابات الرئاسية الذى انطلق الأحد، هو الأول من نوعه على الإطلاق، فإلى بجانب المنافسة الشرسة بين المرشحين، وحرب الشائعات التى تدور ضد بعضهم من أجل إضعاف جبهاتهم، فإنها تدور فى ظل حالة الطوارئ، وهى المرة الأولى التى تجرى فيها انتخابات الرئاسة فى هذه الظروف.
طوابير الناخبين فى لندن
وقالت الصحيفة ذاتها فى تقرير لها، إن الفرنسيين يعانون من القلق تجاه الهجمات الإرهابية، ويخشون تكرارها مرة أخرى، خاصة أنه منذ أيام وقع اعتداء على ضباط شرطة فى ساحة الشانزليزيه.
وفى الساعات الأولى من التصويت، توجه الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند إلى مدينة كوريز الفرنسية حيث يوجد مكتب الاقتراع التابع له، وأدلى بصوته، وعاد إلى باريس على الفور.
الناخبين فى البرازيل
كما توجه نيكولا دوبون إينيون مرشح "انهضى يا فرنسا" فى الانتخابات الرئاسة الفرنسية إلى مكتب الاقتراع التابع له فى مدينة ييرس بإقليم ليسون الفرنسى للإدلاء بصوته، وذلك بعد 5 سنوات من خسارته الانتخابات الماضية والتى نال فيها 1.79% فقط من أصوات الناخبين.
وأدلى جميع المرشحين فى الانتخابات الفرنسية بأصواتهم فى الساعات الأولى من انطلاق الانتخابات، وفى مقدمتهم الحقوقية العمالية والقيادية النقابية البارزة ناتالى أرتو، التى أدلت بصوتها فى لجنتها بمنطقة بانتين فى سان دونى. وكذلك المرشح الاشتراكى، بانوا هامون فى منطقة تراب فى مدينة إيفلين.
كما صوت المرشح المستقل والذى يحل ثانياً فى صدارة استطلاعات الرأى إيمانويل ماكرون، فى مركز اقترع فى مدينة توكيه الفرنسية، كما صوت أيضا مرشح الحزب المضاد للرأسمالى، فيليب بوتو فى مدينة بوردو الفرنسية، فى حين صوتت المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان ـ الأوفر حظاً ـ فى لجنة هنين بومون. فيما أدلى المرشح اليسارى جون لوك ميلونشون بصوته ليكون آخر المرشحين الذين يصوتون فى الانتخابات.
ايمانويل ماكرون داخل لجنة الاقتراع
وأدلت عمدة العاصمة الفرنسية باريس آن إيدالجو، فى الانتخابات الرئاسية واختيار مرشحها الأصلح من وجهة نظرها، إذا أدلت بصوتها فى لجنتها بالدائرة الـ15.
عمدة باريس خلال التصويت
كما أدلى أيضاً رئيس الوزراء الفرنسى الأسبق آلان جوبيه، والذى كان أحد المرشحين لتمثيل اليمين الفرنسى، بصوته فى الانتخابات الرئاسية فى مدينة بوردو، والتى من المتوقع أن تكون لصالح المرشح اليمينى فرنسوا فيون، إذ أنه أعلن من قبل دعمه له.
وتوافد منذ صباح اليوم الآلاف الفرنسيين على مقار اللجان للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات التى يتنافس فيها 11 مرشحاً، فى مقدمتهم مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف وزعيمة حزب الجبهة الوطنية التى تتصدر استطلاعات الرأى، بجانب إيمانويل ماكرون المرشح الوسطى المستقل، وكذلك اليمينى فرانسوا فيون، رئيس وزراء فرنسا السابق وجان لوك ميلونشون المرشح عن حزب "فرنسا المتمردة"، نيكولا دوبون إينيون مرشح "انهضى يا فرنسا"، وفيليب بوتو عن "الحزب الجديد لمناهضة الرأسمالية"، وناتالى أرت عن حزب "نضال العمال"، وجاك شوميناد عن حزب "التضامن والتقدم".
وجاء تصويت الفرنسيين فى الداخل بعد انطلاق التصويت فى سفارات وقنصليات فرنسا مساء أمس السبت فى العديد من عواصم دول العالم.
آلان جوبيه يدلى بصوته
ومن شأن الانتخابات الحالية أن تحدد مستقبل فرنسا فى الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو ومنطقة اليورو ، حيث دعت المرشحة اليمينية مارين لوبان ـ الأوفر حظاً وفق الاستطلاعات، إلى انفصال فرنسا وخروجها من كل الاتفاقيات الاقليمية ومغادرة الاتحاد الأوروبى فى اجراء مماثل لما أقدمت عليها بريطانيا.
ويبلغ عدد الناخبين الفرنسيين الحائزين لحق التصويت 47 مليون شخص، بينهم 45.67 مليون ناخب داخل فرنسا وفى أقاليم ما وراء البحار، بخلاف 1.5 مليون فرنسى يعيشون خارج البلاد. وبدأت لجان ومراكز الاقتراع فى فرنسا استقبال المصوتين فى تمام الثامنة بتوقيت القاهرة ، وسط اجراءات أمنية مكثفة خوفاً من وقوع أعمال عنف وشغب، أو تعرض البلاد لهجمات إرهابية، خاصة لانطلاق الانتخابات بعد أيام قليلة هجوم الشانزيليزية.
وقالت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، إن طوابير الناخبين فى انتخابات الرئاسة الفرنسية بالخارج ممتدة بشكل كبير للغاية، إذ توجه الناخبون إلى لجان الاقتراع فى أوقات مبكرة، وتمتد الطوابير إلى مئات الامتار وتعدت الكيلو متر فى مونتريال الكندية.
ووفقا للصحيفة الفرنسية، يتواجد ذلك المشهد فى عدد من البلدان على رأسها مونتريال فى كندا والعاصمة البريطانيا لندن والبرازيل، طوكيو وسنغافورة، وأن تلك الطوابير من المتوقع أن تستمر لأكثر من 3 ساعات.
الناخبين فى اليابان
من جهة آخرى، نشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، صورة لمسن فرنسى يقوم بتشويه اللافتات الخاصة بمرشحى الانتخابات الفرنسية، وذلك عن طريق الرسم على وجوههم، فى مشهد يظهر عدم رضاه عن الانتخابات والمرشحين الذين يبدو غير مناسبين من وجهة نظره.
هولاند
وكان الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند الذى تنتهى ولايته خلال أسابيع قال فى خطاب مساء أمس أنه سيتم اتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان أمن الانتخابات، مع نشر 57 ألف شرطى اليوم الأحد، فيما وعدت بلدية باريس بإرسال تعزيزات إلى مكاتب التصويت التى ستطلب ذلك.
وقال رئيس الوزراء برنار كازنوف "يجب ألا يعيق أى شىء هذا الملتقى الديمقراطى"، وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت عن الاستعانة بـ50 ألف شرطى إضافى لتأمين أكثر من 67000 مكتب اقتراع فى كافة أنحاء البلاد، كما أعلنت البلديات المختلفة عن تدابير أمنية حول مكاتب الاقتراع تشمل إقامة حواجز على بوابات ومداخل مراكز التصويت.
الاقتراع فى سيدنى
الانتخابات الفرنسية فى الخارج
المرشح الرئاسى نيكولا ديبون
المرشح اليمينى فرنسوا فيون
الناخبون فى اليابان
ايمانويل ماكرون وزوجته يغادران مقر الاقتراع
ايمانويل ماكرون يدلى بصوته فى الانتخابات
بنوا هامون
بينوا هامون، المرشح الرئاسي الاشتراكي الفرنسي 1
بينوا هامون، المرشح الرئاسي الاشتراكي الفرنسي
زوجة ماكرون تدلى بصوتها فى انتخابات الرئاسة
زوجة ماكرون تضع ورقة الاقتراع داخل الصندوق
طوابير الناخبين فى برلين
طوابير الناخبين فى لندن
فيليب بوتو
فيون ينتخب
لوبان امام صندوق الاقتراع
مارين لوبان
مسن يشوه لافتات المرشحي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة