فنزويلا تتقلب على نيران الأزمات.. ومادورو يقمع الاحتجاجات بـ"الخطة زامورا".. الحكومة تحشد 580 ألف مسلح من ميليشيات مدنية تحسبا لتدخل أجنبى.. وصحف أسبانية: كاراكاس على مشارف الحرب الأهلية

الجمعة، 21 أبريل 2017 03:00 ص
فنزويلا تتقلب على نيران الأزمات.. ومادورو يقمع الاحتجاجات بـ"الخطة زامورا".. الحكومة تحشد 580 ألف مسلح من ميليشيات مدنية تحسبا لتدخل أجنبى..  وصحف أسبانية: كاراكاس على مشارف الحرب الأهلية الأزمة فى فنزويلا - صورة أرشيفية
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تقترب فنزويلا من حافة الإنهيار السياسى وتغرق فى حالة من الفوضى فى ظل شبح السياسات الديكتاتورية التى يتبعها النظام الفنزويلى برئاسة نيكولاس مادورو، فضلا عن السياسات الاقتصادية الفاشلة التى حولت فنزويلا من أغنى البلاد لاحتوائها على أكبر احتياطات نفطية فى العالم، لبلد شعبها يبحث فى القمامة على الغذاء، ولجأ البعض إلى الهروب من البلاد متوجها إلى البرازيل.

 

ودعت المعارضة الفنزويلية لأكبر مظاهرات حاشدة سميت بـ"أم المظاهرات" لتكون بذلك سادس مظاهرات منذ مطلع أبريل الجارى للمطالبة بانتخابات مبكرة والدفاع عن البرلمان المؤسسة الوحيدة التى يسيطرون عليها، واختارت المعارضة يوم 19 و20 أبريل لانطلاق تلك المظاهرات لتزامنه مع ذكرى بداية الكفاح من أجل الاستقلال من إسبانيا فى عام 1810.

 

وارتفع عدد ضحايا "أم المظاهرات" المناهضة لحكومة الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، والتى بدأت أمس إلى ثلاثة قتلى مما أسهم فى زيادة حدة الاضطرابات فى البلاد التى تعصف بها أزمة اقتصادية طاحنة، وبهذا يكون 8 أشخاص قد لقوا مصرعهم خلال احتجاجات فى فنزويلا منذ بداية شهر أبريل، وتتهم المعارضة قوات الأمن ومجموعات أهلية مسلحة بقتلهم.

 

ومن ناحية آخرى أعلن الرئيس مادورو نشر قوات عسكرية تحسبا لتفاقم المظاهرات اليوم، وأمد تعزيز المليشيات المدنية التى يبلغ عددها 580 ألف شخص بأسلحة، تحسبا لأى تدخل أجنبى محتمل ـ على حد قوله ـ خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وأعلن مادورو تفعيل خطة أمنية تعرف باسم "زامورا" ، داعياً إلى ملاحقة رئيس البرلمان الذى تسيطر عليه المعارضة منذ 2015 بتهمة "الدعوة إلى انقلاب" مؤكدا أن "ما قام به خوليو بورخيز رئيس المجلس يشكل انتهاكا للدستور، وينبغى بالتالى ملاحقته".

 

 

وكان بورخيز دعا القوات المسلحة أمس إلى البقاء "وفية" للدستور والسماح للمعارضين بالتظاهر سلميا اليوم، تعقيبا على إعلان قائد الجيش ووزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز يوم الإثنين "الوفاء غير المشروط" لمادورو.

 

وعلقت صحيفة إيه بى سى الإسبانية على خطة زامورا التى يتبعها مادورو للحفاظ على الأمن الداخلى من وجهة نظره وصد أى انقلاب يحدث فى البلاد اليوم خلال "أم المظاهرات"، قائلة: إن "فنزويلا تنتظر حرب أهلية بين المعارضة ومؤيدى مادورو".

 

وأدت آخر موجة من المظاهرات ضد مادورو عام 2014 إلى سقوط 43 قتيلا، وأدت المظاهرات الحالية إلى سقوط ستة قتلى وعشرات الجرحى فى غضون أقل من ثلاثة أسابيع، وتندد المعارضة بحملة القمع التى تنفذها قوات الأمن، وجرى خلالها توقيف أكثر من 200 شخص.

 

وقال أحد أبرز قادة الحزب الاشتراكى الحاكم ديوسدادو كابيلو "القوات الثورية موالية لمادورو ستسيطر على كراكاس بشكل كامل" متهما المعارضة بالتشجيع على العنف فى الشارع للقيام بانقلاب، فى حين دعا فريدى جيفارا نائب رئيس البرلمان المعارضين إلى "ملء الشوارع لنقول لمادورو إننا لن نسمح بدكتاتورية.

 

وأعربت 11 دولة من أمريكا اللاتينية عن قلقها داعية فنزويلا إلى ضمان الحق فى الاحتجاج سلميا، ودعا رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس فنزويلا إلى "التحلى بالحكمة"، حذر وزير الخارجية الإسبانية ألفونسو داستيس من خطة "زامورا" التى يبتعها مادورو وقال "ليست مؤشرا جيدا على النظام الداخلى فى البلد الأمريكى لاتينى"، داعيا إلى احترام الحق فى التجمع والتعبير والتظاهر حول الأزمة فى البلاد.

 

وخطة زامورا الاستيراتيجية أنشأت عام 2014 ويتم تطبيقها على المستوى الوطنى والإقليمى فى البلاد وتركز على التجنيد والتركيز والمراقبة. وهى تعنى إدماج الشعب وتسليح المدنيين ونشر العسكريين للتصدى لأى انقلاب أو محاولة للتدخل الأجنبى، وهى عبارة عن ثلاث مراحل المرحلة الخطر من خطة زامورا تعنى المرحلة الأولى أو المرحلة الوقائية وهى تنطوى على إرسال العسكريين والمدنيين المسلحين فى الشوراع لمنح حماية للشعب، يتبعها المرحلة الصفراء وهى لتعبئة المسلحية بشكل فعال أى مرحلة الاستعداد الفعلى، أما المرحلة الأخيرة وهى المرحلة الحمراء وهى تنطوى على مرسوم حالة الطوارئ والضمانات الدستورية.

 

وأعرب وزير الخارجية المكسيكية لويس  فيديجاراى عن "الرفض المطلق للعنف فى فنزويلا"، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أن النظام الفنزويلى ينشر الشرطة والجيش والحرس الوطنى فى الشوراع لمنع أى تظاهرات سلمية.

 

وندد الاتحاد الأوروبى بأعمال العنف "المؤسفة  جدا" التى تخللت تظاهرات للمعارضة من جهة ولأنصار الحكومة الفنزويلية من جهة اخرى ودعا إلى "وقف التصعيد" من أجل "وقف تدهور الوضع"، وقالت متحدثة للشئون الخارجية للاتحاد "نشعر بالحزن لوفاة رجل وامراة وبالقلق إزاء معلومات تشير إلى الكثير من الجرحى".

 

وخلال اجتماع فى قصر ميرافلوريس فى كراكاس مساء أمس، قال مادورو إن الولايات المتحدة وتحديدا وزارة الخارجية "أعطت الضوء الأخضر من أجل تدخل فى فنزويلا"، وجاء هذا الاتهام بعد تصريح للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر وجه فيه تحذيرا حازما إلى سلطات كراكاس، داعيا إلى التوقف عن قمع المتظاهرين المعارضين.

 

وأوضحت الصحيفة أن المعارضة أطلقت على المظاهرات التى كانت بالأمس "أم المظاهرات" ونددوا بالرئيس وتقويض الديمقراطية وإغراق البلاد فى حالة من الفوضى، وقالت المعارضة إن مادورو أصبح ديكتاتورا وقام بتسليح المدنيين لنشر العنف وبث الخوف.

 

وقال مادورو إن تلك الاحتجاجات مجرد صورة ولكن الحقيقة هى مساعى من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والمعارضة لإحداث انقلاب فى البلاد لإنهاء الاشتراكية.

 

وأوضح تنظيم بينال فورام الحقوقى إن الشرطة اعتقلت أكثر من 400 شخص خلال الاحتجاجات يوم الأربعاء، ودعت المعارضة إلى احتجاج آخر اليوم الخميس مما أثار احتمال استمرار الاضطرابات لفترة طويلة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة