- الانتحارى الذى قام بتفجير نفسه فى الكنيسة قد ارتكب جُرمًا شديدًا، وجرمه هذا جُرم مركَّب
- الشريعة الإسلامية كفلت حماية دور العبادة لغير المسلمين
- النفس معصومة فى الإسلام ولا يوجد مبرر لقتل نفس إلا فى حالة القصاص والدفاع عن النفس فى الحرب
- عمرو بن العاص لما دخل مصر أعاد قادة المسيحيين الذين نفاهم الرومان وأعاد عمارة كنائسهم التى هدمت
- الليث بن سعد اعتبر أن عمارة الكنائس من عمارة الأرض
- نحن أمام هجمة شرسة على الأوطان وعلى الدين بحد ذاته
- مقاصد الشريعة الإسلامية التى منها حفظ النفس غائبة عند الجماعات المتطرفة
- أطالب مَن لديه معلومات عن المجرمين الذين قاموا بهذه العمليات الإرهابية أن يدلوا بها للجهات الأمنية
مَن يتشفَّى فى ضحايا العمليات الإرهابية مشاركون فى الإثم والجريمة لأنهم يُعِينون ظالمًا
أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، على أن التقدم الأخير الذى أحرزته مصر على كافة المستويات أزعج الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية التى لا تريد الاستقرار لمصر.
وأضاف مفتى الجمهورية، خلال لقائه اليوم فى برنامج "من ماسبيرو" الذى يُذاع على التليفزيون المصرى، أننا بحاجة إلى دراسة أسباب التطرف، وخاصة عقلية المتطرفين؛ لأنه لا يوجد سبب واحد للتطرف ولكنها أسباب متداخلة، وهناك مراكز بحث متخصصة درست هذه المسائل ووصلت إلى أن هذه العوامل بمفردها ليست السبب.
وأشار علام، إلى أن الانتحارى الذى قام بتفجير نفسه فى الكنيسة ارتكب جرمًا شديدًا، مضيفًا: "جرمه هذا جرم مركب؛ أولًا: لأنه دمر دارًا للعبادة، ودور العبادة لغير المسلمين كفلت الشريعة الإسلامية حمايتها، والنبى صلى الله عليه وآله وسلم عندما جاءه وفد نصارى نجران فى عام الوفود وأرادوا أن يقيموا صلواتهم أبقاهم فى مسجده ليقيموا صلاتهم، وهو ما نستدل منه على أنه لا يجوز الاعتداء على غير المسلمين بحال من الأحوال".
واستطرد مفتى الجهورية: "أما الجريمة الأخرى التى ارتكبها من فجر نفسه فى الكنائس فهى: قتل النفس التى حرم الله، والنفس معصومة فى الإسلام، ولا يوجد مبرر شرعى لقتل نفس على وجه الأرض إلا فى حالتين: أن يكون قَتَل نفسًا، وهذا أمره للقضاء بالإجراءات القانونية المعروفة فى الدولة دون سواها، والحالة الثانية: هى حالة الحرب والدفاع عن النفس تحت راية الحاكم".
وأضاف علام أن التاريخ الإسلامى لمصر أثبت أن سيدنا عمرو بن العاص عندما دخل مصر وجد الرومان قد هدموا الكنائس ونفوا القيادات الدينية للمسيحيين، فعمل على إعادتهم إلى مناصبهم وعمارة ما كان قد دمِّر من كنائسهم.
وذكر مفتى الجمهورية فتوى للإمام الليث بن سعد عندما سأله الحاكم حينها عن حكم عمارة الكنائس فى مصر، فقال: "إن الكنائس حادثة فى الإسلام -أى بنيت فى عهد المسلمين فى مصر- وأنها من عمارة الأرض"، مشيرًا إلى أن المسلمين كانوا يفهمون الأهداف الحقيقية التى قصدها النبى من تركه نصارى نجران يصلُّون فى مسجده.
واستعرض مفتى الديار المصرية، رواية الإمام على بن أبى طالب التى قدمت وصفًا دقيقًا لتنظيم "داعش" الإرهابى ووصفهم بأصحاب الرايات السود، حيث قال الإمام على رضى الله عنه: "إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض، فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم، ثم يظهر قوم ضعفاء لا يؤبه لهم، قلوبهم كزبر الحديد، هم أصحاب الدولة، لا يفون بعهد ولا ميثاق، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله، أسماؤهم الكنى، ونسبتهم القرى، وشعورهم مرخاة كشعور النساء، حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتى الله الحق من يشاء".
وتابع علام: "نحن أمام هجمة شرسة على الأوطان وعلى الدين فى حد ذاته؛ لأن هؤلاء المتطرفين ارتدوا عباءة الدين وهو منهم براء، فالدين لا يقر أفعالهم ولا فهمهم ولا تأويلهم للنصوص؛ لأن لديهم خللًا فى فهم النصوص الشرعية لأنهم لا يملكون أدوات الفهم الصحيح".
وأضاف مفتى الجمهورية، أن مقاصد الشريعة الإسلامية التى منها حفظ النفس غائبة عندهم فهم يقتلون بدم بارد، رغم أن كل الملل والديانات السماوية جاءت لحفظ النفس، وأنه لا يجرؤ أحد أن يهدر حق إنسان فى الحياة إلا تحت مظلة القضاء أو فى حالة الحرب والدفاع عن النفس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة