أثرت الغارة الأمريكية على سوريا على الانتخابات الرئاسية بين الإصلاحيين الداعمين لحسن روحانى" والأصوليين.. وتكشف تصريحات رئيس تحرير صحيفة كيهان المتشددة حسين شريعتمدارى عمق هذا التأثير بالداخل الإيرانى، والانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فى 19 مايو المقبل.
وعقب الغارة الأمريكية تراشق التياران المتنافسان فى إعلامهما فى تعليقاتهما على الضربة وتأثيرها على إيران، وجاءت الهجمات الأشد من جانب التيار المتشدد على الجبهة الإصلاحية، حيث اعتبرت صحيفة كيهان المتشددة أن هدف ترامب من قصف سوريا هو التأثير على الانتخابات الرئاسية فى إيران.
وقالت الصحيفة إن هناك مجموعة موالية للغرب داخل إيران اعتادت منح امتيازات مجانية مقابل وعود خاوية، وزعمت أن هؤلاء يرون أنه يجب علينا قبول الولايات المتحدة كقوة عظمى لن نكون قادرين على التصدى لها والوقوف أمامها، وهم نفس الأشخاص الذين باعوا قدرتنا النووية الثمينة بثمن بخس (فى إشارة وانتقاد مبطن إلى التيار الإصلاحى وحكومة روحانى) على حد تعبير الصحيفة المتشددة.
وبحسب مراقبين سوف يستغل التيار الإصلاحى الضربة العسكرية الأمريكية وسيروج خلال الدعاية الانتخابية بأن ترامب شخص خطير لا يمكن توقع أفعاله، وأن بلادنا تواجه مجنونا من أمثال ترامب، وأن على إيران إرضاء الولايات المتحدة والإصرار على انتزاع امتيازات كانت من المفترض أن تمنحنا إياها الولايات المتحدة حتى لا نواجه شبح الحرب، وفقا لرؤيتهم، فضلا عن أن التيار المعتدل سيسعى لطرح شعارات الدبلوماسية الذكية تجاه واشنطن وعدم منحها الذرائع لمهاجمة طهران.
كما أن روحانى سوف يستند فى الدعاية الانتخابية على كروتا، من أهمها الاتفاق النووى الذى جنب بلاده شبح الحرب التى تواجهه غيرها من البلدان ونأى بها بعيدا عن العقوبات الدولية خلال ولايته الأولى.
وعلى الجانب الآخر بدأ التيار المتشدد استغلال القصف الأمريكى لسوريا، وتوظيفه تجاه الدفع بمرشح متشدد، قد يكون المرشح "إبراهيم رئيسى" الذى من المتوقع أن يؤكد خلال شعاراته وبرامجه الانتخابية على مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة، كما أنه سيلعب على تأجيج مشاعر العداء للولايات المتحدة والترويج بأن استراتيجية التهدئة مع هذا البلد فشلت خلال السنوات الأخيرة، مع توجيه سهام انتقاداته إلى التيار الإصلاحى وعلى رأسه المرشح حسن روحانى الذى وقع اتفاقية نووية لم تتمكن طهران عبرها من انتزاع حقوقها - وفقا لرؤيتهم-.
وجاء التراشق الإعلامى حيث رأى المتشدد شريعتمدارى نائب المرشد الإيرانى للشئون الصحفية، أن الضربة التى وجهها ترامب لسوريا تخدم الإصلاحيين فى إيران الذين يريدون التقارب مع الغرب، وزعم بوجود صلة بين الهجمة الصاروخية الأمريكية ضد الأسد، والانتخابات الرئاسية فى إيران.
واعتبر شريعتمدارى أن الإدارة الأمريكية ترغب فى تثبيت روحانى لولاية رئاسية ثانية فى إيران، من خلال دعمهم للتيار الإصلاحى لتحقيق الفوز فى الانتخابات الرئاسية، وبحسب فرضية شريعتمدارى، فإن الهدف الرئيسى للهجمة الصاروخية الأمريكية، هى للتأثير على الانتخابات الرئاسية فى إيران لصالح الحكومة الحالية والإصلاحيين المؤيدين لحسن روحانى فى مقابل المتشددين.
واتهم المتشددون الجبهة الإصلاحية التى سوف تروج للهجوم العسكرى المحتمل على طهران وتخويف الجماهير الإيرانية من المرشح المتشدد الذى سيتبنى سياسة صدامية مع واشنطن، وفى حال عودة التيار المتشدد الأخير إلى الحكم ستعود التهديدات الأمريكية معه و"خيارات الطاولة الغربية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة