معركة غير متوقعة تدور رحاها داخل البيت الأبيض بين أكثر المقربين من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تتعلق بالنفوذ والهيمنة على رئيس طالما عرف بالتهور بل بدا دمية سهلة فى يد الأقوى داخل فريقه الرئاسى، خاصة أنه اعتمد منذ حملته على أهل الثقة من المقربين له سواء عائلته أو أصدقاءه.
وتزايدت تقارير الصحافة الأمريكية خلال الأسبوع الماضى بشأن صراع على النفوذ داخل فريق ترامب، كان آخرها تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، بأن الرئيس الأمريكى غير راضى عن الاقتتال الداخلى فى الجناح الغربى من البيت بين كبار مساعديه وأنه قد يقيل كلا من رئيس الموظفين رينس بريبوس وكبير المخططين الاستراتيجيين ستيف بانون أو يغير مهامهم.
غير أن الصراع الأكثر أهمية هو ذلك الذى يدور بين بانون وجارد كوشنر، صهر ترامب وكبير مساعديه، حتى أن المخطط الاستراتيجى للبيت الأبيض هدد بالاستقالة من منصبه، فضلا عن وصفه لكوشنير بـ"الديوث"، وهو لفظ خارج يشير إلى مدى غضب بانون.
ما هو سبب الصراع؟
بحسب تقارير الصحافة الغربية فإن الصراع يعود لعدة أسباب لكن أهمها الخلاف الأيديولوجى بين الطرفين. فبحسب مجلة نيويورك، فإن بانون يحتفظ بأيديولوجية شعبية وقد كانت لتوجهاته اليمينية أثرا بالغ فى فوز ترامب بالرئاسة، بينما على الجانب الآخر يمثل كوشنر الشاب صاحب الـ36 عاما، إلى الليبرالية.
وما يؤكد ذلك الرأى هو تصريح مسئول أمريكى لموقع ديلى بيست الأمريكى إن بانون نفس عن غضبه ودعا كوشنر "بالعولمى" وcuckservative، وهو تعبير مسيئ يشير إلى المنتمين للتيار المحافظ المتعاطفون مع القيم الليبرالية فى الوقت ذاته، كما يحمل طابع جنسى لأنه يأتى من كلمة "محافظ" الإنجليزية وكلمة cuckold التى تعنى "الديوث" أو الرجل الذى يقبل أن تخونه زوجته.
وبالإضافة إلى ذلك فإن بانون وصف كوشنر بـ"ديمقراطيا"، وتشير مجلة "ذا صالون" إلى أن صهر ترامب بالفعل منع فى الماضى الكثير من المال للديمقراطيين وأعرب عن إعجابه بالرئيسين فرانكلين روزفيلت وجون كينيدى.
ما هى أحدث نقاط الخلاف ؟
مع الخلاف على الصعيد الأيديولوجى حيث يتبنى بانون التوجهات الإنعزالية بينما كوشنر، رجل الأعمال، يمثل للعمل بشكل واسع عالميا، فإن هناك خلاف دائم بينهما بشأن السياسات الخاصة بالتجارة والرعاية الصحية والهجرة والإرهاب.
لكن مع إقدام ترامب على توجيه ضربات صاروخية لسوريا بعد اتهام حكومة الرئيس بشار الأسد بالوقوف وراء الهجوم الكيماوى على خان شيخون وهو ما أسفر عن مقتل عشرات الأطفال السوريين، كان ذلك نقطة خلاف جديدة بين بانون وكوشنير.
ووفقا لمجلة نيويورك فإن قرار الهجوم الصاروخى على سوريا، مساء الخميس الماضى، أثار اعتراض من بانون، الذى اعتبر الضربات انتهاكا لأيديولوجية ترامب التى تتخذ شعار "أمريكا أولا"، بينما غريمه الأيديولوجى فى البيت الأبيض، زوج إيفانيكا ترامب، أصر على ضرورة الرد على استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد شعبه، بحسب الاتهامات الغربية للرئيس السورى.
من المتوقع أن يفوز فى معركة النفوذ ؟
الواقع يشير إلى أن كوشنر يزداد سيطرة داخل البيت الأبيض ونفوذا لدى الرئيس الأمريكى الذى بات يستعين به فى كل شئون السياسة الخارجية، حتى أنه بعث به إلى العراق لبحث استراتيجية مكافحة داعش، بدلا من وزير الخارجية ريكس تيلرسون. وقد وصفته محطة "سى.إن.إن" بـ"وزير كل شئ" فى إشارة إلى نفوذ كوشنر المتزايد.
وفضلا عن ذلك، فإن التقارير الواردة تشير إلى أن ترامب بات يبحث أداء بانون ويدرس تكليفه بمهمة أخرى. كما أنه وفى قرار مفاجئ الأسبوع الماضى، تم استبعاد بانون من مجلس الأمن القومى، وهو ما يعكس تزايد نفوذ التيار الوسطى فى الإدارة الأمريكية والذى يشمل الجنرال ماكمستر، مستشار الأمن القومى وكوشنر وزوجته وجارى كوهين، مدير مجلس الإقتصاد الوطنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة