خريطة تقسيم ليبيا
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية فى تقرير خاص لها عن أن سباستيان كورجا، نائب مساعد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى ملف السياسة الخارجية، اقترح خطة لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دويلات، ورسم هذه الخطة على "منديل ورق" أثناء لقاءه مع دبلوماسى أوروبى رفيع المستوى.
وأضافت الصحيفة أن كورجا الذى تعرض لانتقادات كبيرة بسبب صلته مع جماعات اليمين المتطرف المجرية، اقترح هذه الفكرة قبل أسابيع من تنصيب الرئيس الأمريكى.
وقال مسئول على إطلاع بهذه المسألة، إن الدبلوماسى الأوروبى رد عليه قائلا إن هذا الحل سيكون "الأسوأ" لليبيا.
وتضيف الصحيفة أن جوركا يسعى للحصول على منصب مبعوث ترامب الخاص إلى ليبيا، بينما لا يزال البيت الأبيض لم يفكر كثيرا بما يحدث هناك، ولم يقرر ما إذا كان سيعين مبعوثا للرئيس.
خريطة التقسيم ترتكز على الولايات العثمانية القديمة
ووفقا للجارديان، فاجأ جوركا المسئولين الأوروبيين بخريطة تقسيم اعتمد فيها على الولايات العثمانية القديمة التى كانت فى البلاد، وهى برقة فى الشرق وطرابلس فى الغرب وفزان فى الجنوب.
وأوضحت الصحيفة أن هناك مخاوف بين الحلفاء الأوروبيين حيال تغير موقف الإدارة الأمريكية الحالية من دعم حكومة الوفاق الوطنى الليبية التى تؤيدها الأمم المتحدة، ومقرها طرابلس ويرأسها فائز السراج.
وأضافت أنه رغم أن حكومة الوفاق الوطنى ينظر إليها البعض باعتبار أنها أفضل خيارات تحقيق الاستقرار، إلا أن هناك حكومة خصم لها ومقرها طبرق، يدعمها المشير خليفة حفتر، الذى لن يقبل بالتقسيم، ويحظى بدعم بعض الحكومات مثل روسيا.
وأشارت "الجارديان" إلى أن جوركا يُعرف بتبنى السياسات الداعية إلى "القضاء على الإسلام المتطرف"، فضلا عن أنه يرى جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية تسعى إلى التسلل داخل الولايات المتحدة.
خبير بريطانى: الداعى للتقسيم لا يعرف شيئا عن ليبيا
ونقلت الصحيفة البريطانية عن خبير الشئون الليبية، ماتيا تاولدو، قوله: "إذا كان كل ما تعرفه عن ليبيا هو أنها كانت مقسمة إلى ثلاث ولايات، فهذا دليل على أنك لا تعرف شيئا عنها".
ولفتت الصحيفة إلى أن أحد المنافسين لجوركا على منصب ليبيا هو فيليب إسكرافاج، ضابط المخابرات السابق، والذي عمل فى ليبيا لأكثر من 10 أعوام، ويبدو أنه الأوفر حظا للحصول على منصب المبعوث الخاص.
ويعتقد أن إسكرافاج قدم مقترحا لحل الأزمة فى ليبيا، يعتمد على عشرات المليارات من الدولارات من الدعم الغربى للبلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن حليف أوروبى واحد على الأقل أعرب بشكل سرى عن إحباطه حيال افتقار وزارة الخارجية الأمريكية لموقف واضح بشأن ليبيا، محذرا من تنامى النفوذ الروسى.
ورغم أن الكثير من الانفصاليين الذين يدعمون التقسيم يزعمون أنه يمكن بناء دولة فى شرق ليبيا، يتفق معظم الخبراء على أن هذه الخطوة من شأنها أن تشعل نيران حرب أهلية جديدة نظرا للنزاع الذى سيحدث حول الحدود.
الأزمة فى ليبيا على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول السبع اليوم
وكانت روما وضعت موضوع إدارة الأزمة فى ليبيا على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول السبع الذى تترأسه إيطاليا الذى انطلق اليوم فى مدينة توسكانا الساحلية.
وقال وزير خارجية إيطاليا أنجلينو ألفانو للإذاعة الرسمية، إن على المجتمع الدولي الحفاظ على وحدة ليبيا حكومة وشعبًا.
وقال ألفانو إن هذا يجب ان يتم في إطار عملية تسوية يتفق عليها الليبيون وتكون مظلتها اتفاق المصالحة الموقع برعاية أممية.
كما اعتبر ألفانو أن أي تقسيم لليبيا خطر كبير على إيطاليا قائلا "سيلحق ضررًا جسيمًا بمصالحنا ويزيد من حدة التوتر في البلد المتوسطى الذى يشكل أهم نقطة عبور للمهاجرين بحرا الى إيطاليا".
كما أكد على أهمية الدور المحورى الذي يلعبه قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، قائلا بأنه "جزء من المعادلة السياسية لكن يجب أن تكون مشاركته تحت قيادة مدنية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة