مرضى السرطان بالصعيد يموتون بالبطىء.. توقف جراحات سرطان المثانة بسبب نقص المحاليل وجهاز العلاج الإشعاعى بأسيوط الجامعى "عطلان".. والسوق السوداء تبيع كيس المحلول بـ400 جنيه

السبت، 01 أبريل 2017 03:30 ص
مرضى السرطان بالصعيد يموتون بالبطىء.. توقف جراحات سرطان المثانة بسبب نقص المحاليل وجهاز العلاج الإشعاعى بأسيوط الجامعى "عطلان".. والسوق السوداء تبيع كيس المحلول بـ400 جنيه مرضى الأورام
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أزمة كبيرة يعانى منها مرضى السرطان فى الصعيد ولا أحد يسمع لهم، فنقص المحاليل أوقف الجراحات هناك، وكل يوم عن الآخر يتفشى هذا المرض الخبيث فى أجسادهم ولكن كيف لهم أن يحصلون على العلاج، ومن يتمكن منهم من الحصول على المحلول وإجراء الجراحة فلم يجد العلاج الإشعاعى الذى يحتاجه للقضاء على الورم وما يصاحبه من مضاعفات سيئة، هذا هو الوضع فى مستشفى أسيوط الجامعى الذى يناشدون أطباءه وزارة الصحة ورئيس الجمهورية للتدخل السريع من أجل إنقاذ العديد من الحيوات.
 
 
وفى ذات السياق قال الدكتور سمير شحاتة رئيس قسم الأورام بمستشفى أسيوط الجامعى إنهم لا يتمكنون من علاج مرضى السرطان على الرغم من كونهم من أهم مستشفيات الصعيد ويلجأ لهم الكثيرين من مرضى الصعيد من المحافظات المجاورة، وذلك بسبب أن أجهزة العلاج الإشعاعى لم تعد تعمل نهائيا ولا يمكن تصليحها، وميزانية المستشفى غير قادرة على تحمل تكلفة هذا الجهاز الذى يساوى أكثر من 35 مليون جنيه.
 
 
وأضاف رئيس قسم الأورام، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، "لا يوجد ميزانية أو تبرعات من أى جهة سواء حكومية أو غير حكومية، ونحن نواجه مشكلة كبيرة جدا فى علاج المرضى، فعلاج السرطان يعتمد على ثلاث أشياء وهم الجراحة والعلاج الكيميائى والعلاج الإشعاعى، لكننا لانتمكن من تقديم العلاج الإشعاعى وبالتالى لا يتمكن المريض من الشفاء أبدا".
 
 
وأشار شحاتة إلى أن العلاج الإشعاعى يكون عبارة عن كورس علاج كامل لمدة شهر بمعدل جلسة كل يوم، وحتى فى حالة سفر المريض للعلاج فى محافظة أخرى والكثيرين منهم يسافرون للقاهرة، فلا يتوفر لهم سكن خاصة لمدة شهر ويحتاجون للكثير من النفقات للإقامة من أجل تلقى العلاج خلال هذه الفترة.
 
 
وفى هذا الصدد قال الدكتور ضياء عبد الحميد أستاذ جراحة المسالك البولية ورئيس وحدة أورام المسالك البولية بمستشفى الكلى والمسالك البولية الجامعى  بأسيوط، إن هناك 61 حالة سرطان مثانة على قوائم الانتظار فى مستشفى المسالك الجامعى بأسيوط بسبب نقص ماء الجليسين، وهو محلول ضرورى لإجراء جراحات المناظير من أجل استئصال الورم، وكذلك لا يوجد جهاز علاج إشعاعى لاستكمال كورس العلاج.
 
 
وأضاف عبد الحميد، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن المحلول تنتجه شركتين فى مصر، وحدثت مشكلة من أكثر من سنة بسبب تحديث خط الإنتاج حسب إدعاء الشركة، وقل جدا المخزون من هذا المحلول فى المستشفى إلى أن اختفى تماما مع عدم توريد أى كميات بسبب الاختلاف على السعر التى تريد الشركة أن تورد به هذا المصنف الطبى، ما جعل عمليات سرطان المثانة تتوقف نهائيا بالمستشفى.
 
 
ولفت رئيس وحدة أورام المسالك البولية إلى أن الشركة بالأمس بعد تحدث المسئولون بالمستشفى والجامعة عن المشكلة كثيرا ومحاولاتهم للوصول لحل، وافقت على تسليمهم 400 لتر فقط وهو الأمر الذى ربما يكفى  لعلاج حوالى 30 مريض فقط.
 
 
وأوضح عبد الحميد أن وحدة أورام المسالك البولية ليس لديها قوائم انتظار إلا بسبب نقص المحلول، حيث إن تأجيل هذه العمليات خطر على صحة المريض وبالتالى يقوم العاملون بالوحدة بإجرائها أولا بأول مهما بلغ عددها ما توفرت المستلزمات اللازمة.
 
 
وأكد عبد الحميد أنه يأمل أن تنتهى هذه المشكلة فى أقرب وقت ممكن، حيث يحتاج المريض الواحد فى بعض الأحيان لـ10 أو 12 كيس من المحلول ، وقد وصل سعر الكيس فى السوق السوداء لـ400 جنيه وهو مبلغ كبير جدا لا يستطيع المريض التكفل به، خاصة أن معظم الذين يلجأون للمستشفى هم من الشريحة الأقل دخلا ويحتاجون لعلاج سريع.
 
 
فيما قالت الدكتورة ندى حسن صلاح، معيدة بقسم علاج الأورام بمستشفى أسيوط الجامعى، إن جهاز العلاج الاشعاعى يتوقف عن العمل بشكل متتالى منذ 4 سنوات وتمت محاولة إصلاحه عدد من المرات، ولكن أصبح حاليا بلا أمل ولا يوجد له قطع غيار، كما أنه قديم جدا وأصبح لا يصلح للعمل مرة أخرى.
 
 
وأوضحت صلاح أن جلسات العلاج الإشعاعى تجرى من خلال جهازين وهما جهاز المعدل الخطى الاشعاعى و جهاز التخطيط الذى يحدد مكان الجلسة، والاثنين بهم عطل، مشيرة إلى أن الجهاز قديم جدا ويعمل بتقنية D2، على الرغم من وجود ثلاثية الأبعاد ورباعية الأبعاد حاليا، وبالتالى كان الأطباء يواجهون مشكلات معه حتى وهو يعمل لأنهم يضطرون لإصدار جرعات قليلة من الإشعاع بسبب عدم تحديده الدقيق لمكان الورم وبالتالى الخوف من إضرار الجزء السليم المحيط بالورم.
 
 
وأكدت صلاح أن هذا الأمر كان يؤدى إلى بطء فعالية العلاج وزيادة أعراضه الجانبية، وحاليا لا يوجد أى علاج أشعاعى وفى المقابل 10 حالات كل يوم يحتاجون للعلاج ويتم إبلاغهم بعدم وجود علاج لحالاتهم.
 
 
ومن جانبه قال دكتور محمد عماد، طبيب مقيم بمستشفى الكلى والمسالك بأسيوط الجامعى إن هذا المحلول مهم جدا لعمليات منظار المثانة لأنه يتم التعامل مع مواد مثل الجليسين، حيث إنها هى الوحيدة التى لا توصل الكهرباء للجسم والبديل عنها جهاز اسمه "الديبولر" ولكن تكلفته باهظة جدا تصل إلى نصف مليون جنيه.
 
 
وأكد عماد أن المرضى حاليا يتابعون طريق تجار السوق السوداء على الرغم من ارتفاع اسعارها كثيرا إلا أن المرضى مضطرين لشرائها من هناك خاصة انها أورام خبيثة وتنتشر سريعا فى ظرف أيام والمشكلة طالت لشهور متواصلة، وهناك من لا يتمكن من شرائها وتصل حالته دون علاج تسوء يوما عن الآخر.
 
 
ومن بين الحالات المرضية التى عانت من هذه المشكلة التى تتعلق بالمحاليل، المريض على سيد أمين، المصاب بورم فى الخصية، ومن المفترض أن يجرى عملية من تاريخ 21 فبراير، والأطباء وضعوه على قائمة الانتظار بسبب أنه لا يوجد محاليل ولا يوجد أى تقدم، وهو قد أجرى استئصال للخصية فيما سبق بسبب الورم الخبيث، وحاليا يريد أن يجرى منظار لعلاج مجرى البول من أجل متابعة الحالة وضمن كورس العلاج الضرورى وهى عملية مستعجلة، ولكن لهذا الوقت لا يعطوه أى ميعاد.
 
 
ومن جانبه أكد المريض فرج فراج الذى يعانى من لحمية ضاغطة على الحوض أنه يحتاج لإجراء عملية ومنذ شهر يناير وهو ينتظر الجراحة، وأجرى التحاليل والأشعة اللازمة، إلا أنهم قالوا له أنه لا يوجد محاليل  لإجراء استئصال اللحمية والغسيل بعدها، وحاليا لديه مشكلة فى نسبة الدم الكبيرة التى تنزل فى البول والصديد، ويتابع بالأدوية التى يأخذها ومنتظم عليها إلى أن يتصلوا به.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة