أعربت دولة الكويت، أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، عن رفضها التام لفرض قيم ومبادئ تتعارض مع الإسلام بحجة "عالمية حقوق الإنسان".
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، أن ذلك جاء فى كلمة ألقاها مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى فى جنيف، السفير جمال الغنيم، فى إطار الحوار التفاعلى مع مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان، الأمير زيد رعد بن الحسين، حول حالة حقوق الإنسان فى العالم.
وأكد الغنيم، رفض دولة الكويت "محاولة البعض لفرض قيمه وثقافته بحجة عالمية حقوق الإنسان، مشددا على أن "المناداة بعالمية حقوق الإنسان لا تعنى فرض مبادئ وقيم وثقافات تتعارض مع قيمنا وثقافتنا وتعاليم ديننا الإسلامى".
وأوضح أن الكويت وانطلاقا من ثقافتها العربية والإسلامية تعمل بشكل جاد مع الدول الشقيقة والصديقة لدعم كافة الجهود الرامية إلى احتضان قيم التسامح وزرع ثقافة السلام بما يعزز حقوق الإنسان والمساواة بين الجميع فى ظل الظروف الصعبة التى تنتج عن الصراعات فى منطقتنا.
وجدد الغنيم، إدانة دولة الكويت "للإرهاب والتطرف العنيف بكافة أشكاله ودوافعه أو مبرراته ومصادره أو ضحاياه" معتبرا أن "الإرهاب لا دين له ولا هوية ولا جنسية".
وأكد مطالبة الكويت بضرورة عدم إلصاق تهمة الإرهاب بأى دين أو عرق أو جنس، مؤكدًا فى الوقت ذاته أهمية احترام حق المجتمعات فى اختيار القيم والمبادئ والمنهج المناسب لشعوبها لحماية وتعزيز حقوق الإنسان.
وأعرب الغنيم، عن الأسف تجاه حالة الاستقطاب التى تبطئ عمل مجلس حقوق الإنسان مع التأكيد على أهمية مبادئ الحياد والمسؤولية وتجنب المعايير المزدوجة. وأضاف فى هذا السياق أن "الكويت لتشعر بالأسف من وجود الكثير من التحديات المتعلقة بحالة حقوق الإنسان فى المنطقة العربية".
وأوضح أن "النزاعات لا تزال تتسبب فى الدمار والهلاك لبعض الشعوب ومؤسساتهم المدنية كما أنه نيرانها لا تستثنى أحدا ويكون فى مقدمة ضحاياها الفئات الضعيفة التى تتعرض للانتهاكات وما يتبع ذلك من تشرد وتهجير".
وأعرب عن "قلق الكويت الشديد تجاه حالة حقوق الإنسان فى الأراضى العربية المحتلة وإدانتها وبشدة استمرار القوات الإسرائيلية فى احتلال الأراضى الفلسطينية وما تقوم به من انتهاكات واضحة ضد الشعب الفلسطينى الأعزل ضاربة بعرض الحائط القانون الدولى لحقوق الإنسان والقانون الدولى الإنساني".
وأكد أن الكويت "ليؤلمها ما يشهده الشعب السورى الشقيق من انتهاكات خطيرة لحقوقه ولحرياته الأساسية وتدين الأعمال العسكرية فى سوريا التى تدور دون اكتراث للمخاطر التى يتعرض لها المدنيون".
وأشار إلى ترحيب الكويت بقرار مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الصادر فى ختام الدورة (33) الذى يدين الانتهاكات الجسيمة والممنهجة واسعة النطاق فى سوريا كما ترحب بما تم التوصل إليه من مخرجات فى مفاوضات (جنيف 4).
وأكد السفير الغنيم دعم دولة الكويت لتحقيق الأمن والاستقرار فى اليمن مشيدا بإنجازات لجنة التحقيق الوطنية اليمنية وتقديمها للتقارير المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان للسلطات الشرعية للبلاد داعيا المجتمع الدولى إلى دعم اللجنة الوطنية اليمنية فى مهامها ومساعيها.
وأوضح أن دولة الكويت تعمل بشكل دؤوب على تعزيز وصون حقوق الإنسان باعتباره "بات أمرا استراتيجيا" إذ أنها تسعى على تحقيقه ذلك وفقا للتشريعات المتسقة مع الاتفاقيات الدولية ذات الصلة ومن خلال إرساء دعائمه بأسلوب يحترم قيم المجتمعات وثقافاتها وتقاليدها.
وقال إن الكويت أكدت للمفوض السامى خلال زيارته الأخيرة على استمرار دعمها لمكتبه ولكل ما يقوم به من جهد لنشر حقوق الإنسان فى العالم عبر الدورات التدريبية وعبر التثقيف مؤكدا على الدور الذى يقوم به مكتب المفوضية فى تقديم الدعم الفنى والتقنى للدول.
وأعرب السفير الغنيم عن أمل دولة الكويت فى نهوض المجتمع الدولى بمسؤوليته لتقديم المزيد من الدعم المالى إلى المفوضية السامية لتمكينها من الاضطلاع بفعالية بعملها الذى يتوسع بصورة دائمة.
ولفت إلى إشادة الكويت بالنتائج الإيجابية للزيارة التى قام بها مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان إلى الكويت مطلع فبراير الماضى حيث اطلع عن كثب على التدابير الوطنية فى مجال حقوق الإنسان فى الكويت.
يذكر أن الدورة ال34 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تتواصل من ال27 من فبراير الماضى وحتى ال24 من مارس الجارى وتستعرض ما يقرب من 100 تقرير حول أوضاع حقوق الإنسان فى العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة