أكد الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التموين الأسبق والأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اليابان من الحالات المثيرة جدا عند مقارنتها بحالة مصر، مشيرا إلى أنه من حيث الموقع فإن مصر تحتل موقعا مركزيا، بينما تحتل اليابان موقعا متطرفا للغاية، وهناك أناس يرجعون نجاح اليابان فى موقعها المتطرف، وخدمها هذا الموقع فى عدم قدرة القوى الخارجية على الضغط عليها مثلما حدث مع مصر.
وأضاف عبد الخالق، محاضرة بعنوان" اليابان فى عيون مصرية"، التى نظمتها وكالة شئون خدمة المجتمع بكلية اقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة، بحضور الدكتورة ماجدة صالح، القائم بأعمال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والدكتور محمود السعيد، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، أن الاختلاف فى مجال إدارة العلاقات مع الخارج جاء عنصرا مهما من عناصر تميز دولة اليابان.
وأوضح، أنه من الطريف أن اليابان عاشت فترة من الفوضى العارمة، وفرضت على نفسها عزلة وقطعت التواصل مع العالم الخارجى، ولكن عندما اُكتشف طريق رأس الرجاء الصالح أدى ذلك إلى حرمان مصر من بعض مزايا موقعها المتميز، وأصبحت اليابان هى المركز لمرور الطريق الجديد من خلالها.
وأشار، إلى أن مصر بقيادة محمد على بدأت مجهود للتحديث والتطوير، واليابان بدأت كذلك فى عملية التطوير ولكن بعد مصر بنحو 60 عاما عندما حكمها إمبراطور مشهور يحمل نفس الفكر التطويرى الذى حمله محمد على، إلا أن اليابان وصلت لما هى عليه الآن ومصر مازالت فى طور النمو.
وقال الدكتور جودة عبد الخالق، إن اليابان يسود فيها التسامح الدينى بقدر كبير، مشيرًا إلى أنه يتعجب من أن يجد بعض الأسر المصرية ترغم على ترك مكانها، بسبب دينها، وأنه يجب أن تتعلم مصر التسامح الدينى من تجربة دولة اليابان، موضحًا أن مدينة هيروشيما هى أول بلد على وجه الأرض تستقبل قنبلة نووية، وكان يطلق عليها الجحيم النووى، مضيفا أنه تعلم كثيرا وتألم أكثر لما رآه فى هيروشيما من آثار الدمار.
واستكمل قائلًا : "نحن نخطط لإنشاء محطات نووية لإنشاء الطاقة، ويجب أن نكون على استعداد لكافة المخاطر التى تحيط بنا نتيجة ذلك"، متعجبًا من قول البعض بأننا مندفعين فى إنشاء محطات الطاقة النووية، قائلًا : "فماذا تفعل اليابان أو أوكرانيا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة