بأصابع فنية ولمسات سحرية تمكن من حجز مكان لنفسه وسط مصممى الأزياء الشباب المصريين، فوصفه المصمم بهيج حسين بأنه خليفته فى عالم الموضة، ولعب كلمة السر فى إطلالات شريف مدكور، إنه محمد سامى مصمم الأزياء المصرى الشاب، بدأت موهبته منذ العاشرة من عمره فبنظرة ثاقبة استشف موهبة والدته وأخذها منها منذ أن كانت تفصل ملابس شقيقاته، عمل على منافستها بالرسم إلى أن أصبح شابا جامعيا فبدأ فى تنفيذ رسوماته على أرض الواقع، وبالفعل أصبح مصمماً لأزياء أخواته البنات وأقاربه إلى أن ذاع صيته، ويحاور "اليوم السابع" محمد سامى ليوضح كيفية دخوله عالم الأزياء وما الذى ينوى تقديمه خلال الفترة المقبلة، ومعرفة رده على الانتقادات الموجهة إليه نتيجة لتصميمات ملابس الإعلامى شريف مدكور.
محمد سامى ومحررة اليوم السابع
كيف كانت بدايتك فى عالم "الفاشون" وتصميم الأزياء؟
منذ أن كنت طالبا بكلية التربية الفنية وأنا عاشق للفاشون وعملت مع مصممة الأزياء الكبيرة مارى بشارة التى تعلمت على يديها كل أنواع الفن، وبعد أن أخذت خبرة قمت بافتتاح أتيليه خاص بى، ومن خلال سفرى للخارج للاستفادة من خبرات من حولى والوصول للعالمية وجدت أن كل بلد لها زى يميزها إلا مصر رغم أن لدينا تراث غنى، لذا أردت أن أصل للعالمية بشكل مختلف عن طريق التراث المصرى فأصبح لى خط أزياء أطلقت عليه "سامى ديزاينز".
وما الذى ميز خط الأزياء الخاص بك عن غيره؟
اعتمادى على التراث الصعيدى والسيوى تسبب فى نجاح أول كوليكشن بخط أزيائى، فكانت داليا البحيرى من أوائل المشاهير الذين ارتدوا من تصميماتى، أما الكولكشن الثانى فكان له محبيه مثل الفنانة منال محيى الدين، كما أصبحت مصمم أزياء الإعلامى شريف مدكور، حيث تنوعت تصميماتى بين الرجال والنساء.
محمد سامى وشريف مدكور وبعض تصميماته
يبدو اعتزازك بالتراث من خلال تصميماتك المختلفة فما السر وراء ذلك؟
حقيقى فأنا عاشق لسوهاج لشهرتها بالـ"تلى"، فقديماً كان يستخدم فى بدل الرقص وتجملت به الفنانة تحية كاريوكا، وأهدف إلى تطويره بشكل عصرى يناسب الأجيال المختلفة، وكان علية القوم بسوهاج فى البداية هم من يرتدون التلى فقط لأنه كان يطرز بخيوط الفضة، ومع الوقت تم استبدالها بالنحاس المطلى بالقصدير، كما أن نسيج أخميم له بصمة مختلفة، كما أن العالم يهتم به رغم عدم نسبه إلينا وتسليط الضوء على دار الأزياء العالمية.
وما هى خطتك للوصول للعالمية؟
أعتمد على القطن المصرى وتراث بلدنا والمشغولات اليدوية لتتناسب مع كل الأذواق والوصول إلى العالمية، فأطور التراث بلمسة مودرن وروح شرقية ووسيلتى هى إحياء التراث بشكل مختلف.
أميرة سليم ترتدى فستان من تصميم محمد سامى
بما أنك مصمم أزياء الإعلامى شريف مدكور.. ما ردك على الانتقادات الموجهة له نتيجة لملابسه؟
اختلاف شريف مدكور هو سبب نجاحه، ومهما تم انتقاده فهو يسير فى طريقه لتمتعه بثقة عالية فى النفس، ولا أحد ينتقد الملابس التى أصممها له، لكن شكلها مختلف، وفى بداية الأمر كنت قلقا لتصميمى تلك الملابس، فأصمم قميص رجالى وأنا أخاف أن يتحول منى ليصبح "بلوزة"، لكن شريف أظهر أنه قميص رجالى.
لماذا اقتصرت الأزياء الرجالى على البدل وتوقف عندها؟
قد يرجع ذلك لتوافر خامات بعينها.. لكنى لا أصمم بدل للرجال فأعد قمصان مستوحاة من التراث على شكل قفطان بالشكل الذى يناسب الرجل المعاصر، وعندما بدأت كان الجميع خائفا من التجديد لوجود تطريز، لكن نجاحى دفعنى لتسويق المنتج المصرى فى الخارج كخطوة أولى فى طريق العالمية.
محمد سامى
باعتبارك مصمم أزياء خاصة بالسيدات والرجال أيهما أكثر أناقة بالشارع المصرى؟
ذوق الشباب المصرى أفضل من ذوق البنات وهذا يرجع لمصممى الأزياء، لأن المعروض لا يلبى احتياجات البنات، أما اللبس الرجالى يتم استيراده من الصين الآن وله العديد من التصميمات والألوان، إلا أنه مع البنات ليس كذلك فما يتم استيراده لا يناسب طبيعة المصريين، فعلى سبيل المثال انتشرت الملابس الكت فى حين أن معظم المصريات محجبات، وهنا ظهرت موضة البادى ما أثر على الذوق العام لهن.
مصمم الأزياء الشاب محمد سامى
هل عالم الموضة بمصر الفترة الحالية فى خطر؟
لا.. لكننا نمر بأزمة كبيرة حيث اختصرنا الموضة فى الفستان السواريه رغم أن الأفراح والحفلات لدينا "مش مقطعة بعضها"، على عكس الشعب اللبنانى فأفراحهم وحفلاتهم كثيرة، كما أننا لا نملتك أزياء تناسب المرأة العاملة، ونحن كمصريين نتعامل مع التصميمات على الموديل فقط، "والمصريات مش موديلز".
ما الذى ينقص المصريين للوصول لمستوى الموضة بلبنان؟
الموضة الآن تخرج من لبنان للعالم وليس باريس كالسابق، ونلاحظ ذلك على الريد كاربت، وسر هذا اتحاد مصممى الأزياء اللبنانيين وبالتالى استطاعوا إحداث الفرق فى عالم الموضة وأثبتوا حضورهم أمام العالم أجمع.
مصمم أزياء
هل أنت راض عن الذوق العام لملابس الشارع المصرى؟
لا.. فالشارع المصرى فاقد للذوق والحس الجمالى، وهذا يبدأ من التعليم فكنت أحسبها نتيجة لمستوى المعيشة إلى أن رأيت شوارع كينيا فهم أكثر فقراً من المصريين لكن تحب أن تراهم وتمتع نظرك بجمال تناسق الألوان التى يرتدونها، وقد يرجع ذلك لكونهم كانوا محتلين من الإنجليز لفترات طويلة.
ما رأيك فى التقاليع المختلفة وموضة البنطلون المقطع؟
أنا لست مع كل التقاليع فليس من عاداتنا أن نمشى "مبهدلين"، فالبنطلون المقطوع ليس موضة ولا أدرى أى مسمى يندرج تحته، وأنا مع أن كل شخص يصنع موضته بارتداء الشىء الذى يليق عليه.
كما أن معظم مصممى الأزياء يأخذون من تراثنا، فعلى سبيل المثال أديل ارتدت فستان به تطريز سيوى، لكن الجميع رفع شعار بيت "كلوى"، فالعالم يقلدنا ونحن نذهب للمقطع.
مصمم أزياء مصرى
من هو أفضل مصمم أزياء مصرى من وجهة نظرك؟
بهيج حسين رقم واحد فى مصر، فكل مجموعة لها علامة مميزة، فعالم الأزياء ليس به فلان أفضل من الآخر المهم أن يكون الشخص لديه فكر مميز، كما أن بهيج حسين مدرسة ويرانى خليفته وهذا شرف لى، حيث لا يبخل على بتقديم توجيهاته المختلفة.
وماذا عن مصمم الأزياء العالمى هانى البحيرى؟
أحترم هانى البحيرى لكونه يشرف مصر فى الخارج، وسواء أعجبنى ذوقه أم لا فهو مجتهد.
ومن هو مثلك الأعلى على الصعيد العالمى؟
إيلى صعب وستيفان رولاند، فإيلى كلاسيكى فى تصميماته لكنه يظهر لوحة فنية فى فساتينه، ويبرز المرأة بشكل مختلف وأنا عاشق للتفاصيل، أما استيفان فهو قوى ويخرج عن التقليدية وهذا جيد، أما أنا فأبعد عن التقاليع للحفاظ على الجانب التراثى.
فى الختام.. ما مشاريعك الفترة المقبلة؟
أشارك مع الجمعية الإيطالية للتمكين والتضامن فى حملة استخراج المواهب المدفونة بقرى مصر وتحديداً منطقة سوهاج وسيوى، لتطوير المشغولات اليدوية التى يعملون بها والأقمشة الهاند ميد التى يجب الحفاظ عليها والتسويق الجيد لها بإضفاء لمسات تظهر روعتها للعالم، كما أعمل على عدد من التصميمات المختلفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة