تحولت محافظة الجيزة فى الآونة الأخيرة إلى ما يشبه المقبرة لسائقى التوك توك، حيث أصبح قتل السائقين وسرقتهم بالإكراه أمرًا معتادًا، نتيجة لتكرار الحوادث بسيناريو واحد متشابه فى كل الجرائم، وهو استدراج الجانى لضحيته بحجة توصيله، ثم إطلاق الرصاص عليه أو طعنه بسلاح أبيض حال مقاومته، والاستيلاء على التوك توك وبيعه مقابل مبلغ مالى لا يتعدى 5 آلاف جنيه.
ومن بين قطاع الطرق الذى ذاع صيته، وأصبح يمثل هاجسًا لسائقى التوك توك، كان "حشيشة" شاب فى العشرين من عمره، عاطل، سجله الإجرامى به 5 قضايا سرقة ومخدرات، أصبحت سرقته "التكاتك" وبيعها لعملائه الذين تعرف عليهم مهنته الوحيدة، ارتكب العديد من حوادث السرقة بالإكراه، حتى تورط فى قضيتين قتل راح ضحيتهما موظف بالمعاش وشاب فى العشرين من عمره، استدرجهما بحجة توصيله ثم سدد لهما الطعنات واستولى على التوك توك الخاص بكل منهما وباعه.
بذل رجال المباحث جهودًا مكثفة حتى تمكنوا من تحديد هويته ورصد مكان هروبه، بعد أن ترك الجيزة واختبأ بمحافظة المنيا، وتمكنوا من القبض عليه، ليسرد تفاصيل ارتكابه جريمتى القتل، فاعترف أمام رجال المباحث قائلا: "الجريمة الأولى التى راح ضحيتها "هشام محمد" بدأت أحداثها عندما توجهت إلى منطقة الكنيسة بالطالبية، لاصطياد أحد سائقى التوك توك استعدادًا لسرقته، ووقعت عينى على توك توك يقوده رجل خمسينى، فاستوقفته وطلبت منه توصيلى إلى منطقة ترسا، بالطالبية، وأثناء سيره أشهرت مطواة وهددته بها وطلبت منه عدم المقاومة، والنزول من التوك توك، وعندما حاول المقاومة، سددت له عدت طعنات بجسده أصابته ببطنه وصدره وفخذه الأيسر وظهره، ثم تخلصت من جثته بمنطقة مجاورة واستوليت على التوك توك وبعته عقب ذلك لأحد أصدقائى الذى أتعامل معه لبيع المسروقات.
وأضاف المتهم: "عقب ارتكاب الجريمة، توقفت عن السرقة عدة أيام حتى قررت العودة مرة أخرى لنشاطى بعد إنفاقى النقود الخاصة ببيع التوك توك المسروق، حيث توجهت إلى منطقة المنيب، وبدأت فى استدراج سائق توك توك يدعى عمر محمد وطلبت منه توصيلى، وأثناء سيره بشارع مصرف الكنيسة، هددته بمطواة، إلا أنه حاول المقاومة أيضًا، فسددت له عدة طعنات بجسده، واستوليت على هاتفه المحمول والتوك توك، وتركت جثته بالشارع، ثم تصرفت بالتوك توك ببيعه لأحد عملائى.
وقال المتهم إن اختياره لضحاياه ينحصر بين الأطفال وكبار السن، أو الشباب أصحاب الأجسام الضعيفة، حتى يتمكن من تهديدهم ويضمن عدم مقاومتهم له، مضيفًا أنه ارتكب عدة جرائم سرقة بالإكراه سابقًا إلا أنه لم يقتل أصحابها، حيث كانوا يستسلمون له دون مقاومة.
زوجة المجنى عليه الأول ذكرت لـ"اليوم السابع" أن زوجها كان يجاهد فى العمل على التوك توك لمواجهة مصاعب الحياة وارتفاع الأسعار بعد خروجه على المعاش، وأضافت أن مديرية أمن الجيزة بذلت جهدًا حتى تمكنوا فى التوصل لهوية المتهم والقبض عليه، ولم يذهب دم زوجها هدرًا .
بينما تحدث "محمد" ابن الضحية عن تفاصيل الجريمة فقال إن والده "هشام" البالغ من العمر 52 عامًا، تأخر عن موعد عودته الذى اعتاد عليه يوميًا، وساد القلق بين أفراد الأسرة خاصة بعد محاولتهم الاتصال عليه هاتفيًا للاطمئنان عليه ليكتشفوا أن هاتفه مغلق، وخرج وبصحبته شقيقه الأصغر "حسام" للبحث عن والدهما، وسألا عنه عددًا من سائقى التوك توك، إلا أنهما لم يحصلا على أى إجابة تهدئ من روعهما.
وأضاف أن بحثهما استمر حتى أخبره أحد سائقى التوك توك أنه شاهد والده ملقى أرضًا ويحيط به عدد من رجال المباحث، سارع وشقيقه إلى حيث المكان، ليفاجأ بوالده ملقى أرضًا وملابسه ملطخة بالدماء، أخبر رجال المباحث أنه والده، فذكروا له أنه تعرض للاعتداء والطعن بسلاح أبيض على يد مجهولين ما أسفر عن مقتله، وأنه تم العثور عليه مفارقًا الحياة، واختفاء التوك توك الخاص به، وأن الدلالات الأولية تشير إلى أن تشكيل عصابى وراء قتله لسرقة التوك توك.
وذكر مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة أن المتهم يدعى "حسن.ع.ح" وشهرته "حشيشة" يقيم بمنطقة المنيب بالجيزة، سابق اتهامه فى 5 قضايا مخدرات وسرقة، آخرها قضية رقم 29323 جنح قسم الجيزة مخدرات.
وأضاف المصدر أن المتهم اعتاد ارتكاب جرائم السرقة بالإكراه لسائقى التوك توك، وبيعه المسروقات لعملائه بالبدرشين وأبو النمرس، وعقب ارتكابه الجريمتين هرب إلى محافظة المنيا، إلا أن تحريات العميد عبد الحميد أبو موسى رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة والعقيد طارق حمزة مفتش المباحث الجنائية توصلت لمكان هروبه، وتم إعداد عدة أكمنة له حتى تم القبض عليه، وأحاله اللواء هشام العراقى مدير أمن الجيزة إلى النيابة التى أمرت بحبسه على ذمة التحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة