ما زال مسلسل الإهمال الطبى فى مصر يواصل حلقاته المستمرة، فبرغم مرور مصر بثورتين متتاليتين، إلا أن الدولة ما زالت ترفع شعار "يبقى الوضع على ما هو عليه"، ليصبح الإهمال سائدًا فى المستشفيات التى شهدت خلال الفترة الماضية عددًا ليس بقليل من حوادث إزهاق العشرات من الأرواح ضحايا الإهمال الطبى.
وآخر ضحايا الإهمال هى الطفلة "شربات" التى كانت أمل والدها فى الحياة بعد أن رزقه الله من قبلها بخمس فتيات من ذوى الاحتياجات الخاصة مثله، فكان يعلق على الطفلة ذات الأربع أعوام الكثير من أحلامه، ولكن فى لحظة يتحول حلمه إلى كابوس بعد وفاتها نتيجة حقنة تخدير خاطئة.
لم تعان "شربات" قبل وفاتها من أى مرض سوى ضعف السمع، ولأن والديها كانا يريدانها فى أفضل حال ذهبا إلى مستشفى "الطلبة" بالإسكندرية لإجراء عملية زرع قوقعة حتى تتحسن حاسة السمع لديها.
الطفلة شربات
شربات قبل دخول غرفة العمليات
وذكر والد شربات فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الطفلة كانت تعانى فقط من نوبات صرع ولكنها تعالجت منها عن طريق الدكتور "محمد فهمى" استشارى الطب النفسى فى التأمين الصحى فى إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، والذى أكد لوالدى الطفلة جاهزيتها لإجراء العملية.
وبعد تأجيل العملية لمدة يومين بسبب إصابتها بدور برد، دخلت الطفلة غرفة العمليات بعد تأكيد الأطباء فى مستشفى "الطلبة" أنها يمكن أن تتحمل العملية ويمكن إعطاؤها حقنة التخدير، ولكن بعد 5 دقائق من دخولها للعملية خرجت جثة هامدة.
تصريح الطبيب بشفائها وجهازيتها لإجراء العملية
وفى البداية أنكر الأطباء وفاة الطفلة وقالوا لوالدها إنها تعانى من مشاكل فى التنفس وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعى، ولكن بعد رفض والدتها للأمر وإصرارها رؤية ابنتها اعترفوا بوفاتها.
وقال الدكتور الخاص بالجراحة بالمستشفى الطلبة لوالدها إنه سيتم التحقيق مع طبيب التخدير، مؤكدًا له أنه لن يتركه فى مأساته وسيبقى بجانبه حتى لا يحرر محضرًا وبعد مرور 15 يومًا على وفاة الطفلة رفض الطبيب أن يشهد مع والد "شربات" قائلاً له: "هنساعدكم بـ100 جنيه فى رمضان"، وهو ما رفضه والد الطفلة وقام بتحرير محضر بالواقعة.
شهادة وفاة الطفلة
بطاقة والد الطفلة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة