اعتبر نشطاء ومسئولون بجبهة داخل جماعة الإخوان، أن الرسالة التى وجهتها جبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام تضمنت اعترافا بدولة إسرائيل، وهو الأول من نوعه للجماعة بسبب استخدام مصطلح "دولة إسرائيل" فى الرسالة وسط صمت تام من جبهة محمود عزت، التى أصدرت الرسالة عبر موقعهم الرسمى على شبكة الإنترنت.
ووفقا للرسالة الموجهة لجامعة الدول العربية فإن عبارة "دولة إسرائيل" وردت فى سياق التناول التاريخى للازمة الفلسطينية حيث قالت الرسالة: "أنتم على مرمى حجر من بيت المقدس؛ حيث المسجد الأقصى وكنيسة القيامة الأسيرين، واللذان انتهى بهما التاريخ – رغم كل ما خرج من بيانات وقرارات عن القمم السابقة منذ تأسيس الجامعة العربية فى عام 1945 وقبل قيام دولة إسرائيل بثلاث سنوات".
من جانبه قال عمرو سلامة القزاز، القيادى الإخوانى بالخارج، معلقا على البيان: "جماعة الإخوان تعترف بقيام دولة إسرائيل، بيان من جماعة الإخوان أرسل للصحفيين ووضع على موقعها الرسمى يعترف فيه بقيام دولة إسرائيل ويتضمن خطأ فى آية قرآنية و١٨ خطأ لغوى".
وأضاف فى تصريح له: "جماعة الإخوان بتاريخها المعروف ضد إسرائيل ودائما ما تصف الاحتلال بالكيان الصهيونى وصفت اليوم إسرائيل بالدولة، تحول خطير فى الرؤية السياسية للجماعة وتحول كبير جدا فى تصريحاتها ضد إسرائيل، محمود الإبيارى وإبراهيم منير – القياديان بجماعة الإخوان بلندن - ومن على شاكلتكم اذهبوا للجحيم".
وفى السياق ذاته قال أحمد أسامة، القيادى الإخوانى:"البيان الذى تم نشره على الموقع الرسمى لجماعة الإخوان والمكتوب فيه نصًا "قيام دولة إسرائيل" خطأ بل جريمة ارتكبها ممن يقبع فى مكتب الإخوان بلندن، فالكيان الصهيونى وعدم الاعتراف به وبقيام كيانه هو ثابت من ثوابت الإخوان، فإلى من كتب البيان وهو بالتأكيد مكتب إبراهيم منير – أمين التنظيم الدولى للجماعة - وبالتأكيد أنه راجع البيان مرات عديدة صدقًا أنت لا تعبر عنا".
بدوره فتح ممدوح المنير، القيادى بجماعة الإخوان النار على اعتراف الإخوان بإسرائيل فيها بيانها الأخير، مشيرا إلى أن البيان تضمن كوارث وقعت فيها جبهة محمود عزت منها الاعتراف لأول مرة بإسرائيل وعدم استخدام مصطلح الثورة وكأنه استجداء بلا ثمن من الجماعة للقمة.
وقال المنير فى بيان له أن البيان تضمن مجموعة من الكوارث التى ارتكبتها جبهة عزت من خلال البيان منها اعترافها وللمرة الأولى فى تاريخ جماعة الإخوان بدولة إسرائيل، والنص على اسمها صراحة بل قال البيان نصا " منذ تأسيس الجامعة العربية فى عام 1945 وقبل قيام دولة إسرائيل بثلاث سنوات" وهو اعتراف صريح بالكيان الصهيونى..
وتابع:" دائما فى كل أدبيات الإخوان طوال تاريخهم، بل فى جل الحركات الإسلامية هى إطلاق لفظ الكيان الصهيونى، موضحا أن هناك نوع من التعمد فى الاعتراف بإسرائيل خصوصا أنه حتى الآن لم يتم تصحيح هذا الخطأ فى البيان المنشور، بل نشر البيان على الموقع الرسمى كما هو بعد أن كان مرسل بالإيميل فقط.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، أنه من الممكن أن يكون هذا البيان ضمن الألاعيب والدسائس بين الجبهات المتصارعة داخل التنظيم، بمعنى أن يكون البيان من صياغة طرف ما ويتعمد نسبته للطرف الآخر لإحراجه وإضعافه بإلصاق تنازلات كبيرة فى قضايا تعتبرها الجماعة من الثوابت بهذا الطرف، وهذا وارد جدا بل يعتبر من الوسائل القوية لترجيح كفة جبهات بعينها فى سباقها لنيل شرعية أو تثبيت موقعها ومركزها لدى مؤيدى وأعضاء التنظيم.
وأضاف النجار فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن البيان به تنازلات وتناقضات غير مسبوقة فالجماعة مشروعها أممى خلف المشروع الأردوغانى التوسعى الايديولوجى وهو مناهض تماما للمشروع العربى وللدولة الوطنية العربية، وفى البيان اعتراف برئاسة وسلطة حكام عرب تقوم الجماعة على الارض بمحاولات التحريض ضدتها، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول الجهة التى أطلقته وأهدافها الحقيقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة