بعد وقف إنتاج مصانع التغذية المدرسية التى توزع الوجبات للتلاميذ، بدأت الحكومة ممثلة فى وزارات الزراعة، والتربية والتعليم، والصحة، والتضامن الاجتماعى والمالية، والتخطيط، بمشاركة ممثلى المنظمات الدولية والمجتمع المدنى، والأغذية والزراعة والصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمى، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، والمعهد الدولى لبحوث السياسات الغذائية، وغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، وشركات القطاع الخاص العاملة فى إنتاج اغذية المدارس، بوضع استراتيجية لتطوير البرنامج الوطنى للتغذية المدرسية بمصر والذى يتمتع باهتمام خاص من وزارة الزراعة طبقا لتوجهات الحكومة المصرية والقيادة السياسية.
وقال الدكتور علاء عزوز، وكيل مركز البحوث الزراعية والمدير التنفيذى لمشروع التغذية المدرسية، أن استراتيجية تطوير منظومة التغذية المدرسية تهدف إلى إنتاج وجبات جديدة ذات قيمة غذائية عالية تساهم فى تغطية الاحتياجات الغذائية للطفل فى المدرسة، متابعاً: "رفع قيمتها الغذائية يزيد من فعاليتها ومساهمتها كركن من أركان سياسة الأمن الغذائى فى مصر وكعنصر مساند لشبكة الحماية الاجتماعية لمحدودى الدخل والفقراء، حيث تشمل الاستراتيجية استخدام المواد الخام الزراعية المتاحة بالمحافظات فى تصنيع الوجبات المدرسية فى عدد 15 مصنعا فى 13 محافظة تابعة لوزارة الزراعة".
وأكد المدير التنفيذى للمشروع الخدمى للتغذية المدرسى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه يجرى حاليًا دراسة إنتاج منتجات أخرى مبتكرة تطرح بالأسواق المحلية بهدف تعظيم الاستفادة من مصانع التغذية المدرسية التابعة لوزارة الزراعة، ستعمل خلال فترة الإجازة الصيفية، لاستغلال خطوط إنتاج السناكس والكيك، الموجودة فى تلك المصانع، وطرحها فى الأسواق.
وتابع علاء عزوز، أن إجمالى الوجبات المدرسية التى تقدم لتلاميذ المرحلة الابتدائية لعام 2016 -2017 تصل إلى 220 مليون وجبة، بزيادة قدرها 20 مليون فطيرة عن عام 2014- 2015، يتم توزيعها يوميا على 6882 مدرسة، من خلال 15 مصنعًا بـ13 محافظة يبلغ إجمالى إنتاجها اليومى 2.5 مليون وجبة وهو عدد غير مسبوق، منذ أن بدأ المشروع نشاطه عام 97/1998، موضحا أن توزيع الوجبة الطازجة على التلاميذ يتم طبقًا لبروتوكول خاص موقع بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الزراعة، مؤكدًا أن الوجبة يتسلمها التلميذ مغلفة وهى عبارة عن فطيرة مصنوعة من الدقيق الفاخر ومحشوة بالعجوة أو المربى طبقًا لمواصفات قياسية وضعها معهد القومى للتغذية.
وأكد المدير التنفيذى لمشروع التغذية المدرسية، أن هناك لجنة ثلاثية تشكل من قبل كل محافظ تضم مندوبا عن وزارة التموين والصحة والتربية والتعليم، لمتابعة إعداد الوجبة المدرسية ومدى مطابقتها للمواصفات الصحية وخطوات التصنيع التى تتبع فيها الممارسات التصنيعية الجيدة، وتحرص وزارة الزراعة على توزيع الوجبة لمساعدة التلاميذ على الاستيعاب والتركيز ورفع القدرة الإدراكية وتحقيق النشاط خلال اليوم الدراسى، ويستهدف المشروع إنتاج وجبة لتلاميذ المدارس تتميز بأنها طازجة، وخالية من الملوثات، وبها قدر متوازن من الطاقة والبروتينات والفيتامينات والمعادن، لتساعد التلميذ على الاستيعاب والتركيز خلال اليوم الدراسى، وتحقيق النشاط والصحة البدنية والذهنية، طبقًا للاشتراطات الصحية العالمية.
فيما كشف تقرير لوزارة الزراعة، أن الـ15 مصنع فى 13 محافظة على مستوى الجمهورية تضم "القاهرة، أسوان والمنيا وبنى سويف والفيوم والقليوبية والغربية والمنوفية والبحيرة ودمياط وبورسعيد وشمال سيناء المنيا" بإنتاج يومى يصل إلى 2 مليون و500 ألف وجبة عبارة عن فطائر محشوة "بالعجوة" تقدم فى السابعة صباحا للطلاب بالمدارس، حيث يتيح المشروع توفير فرص عمل لما يقرب من 6 آلاف فرصة لشباب المحافظات المنفذ بها المشروع، فضلاً عن انتهاء المشروع من إنشاء مصنع جديد بمحافظة قنا على مساحة قدرها 3 آلاف م2 خصصتها المحافظة للمشروع سيبدأ نشاط التغذية المدرسية العام الدراسى الجديد 2017 و2018 بإنتاج 400 ألف وجبة يومياً.
وتابع التقرير أن الوجبة تتكون من "دقيق وسكر وبيض ولبن وزبدة"ويتم تحليل كافة المستلزمات فى عدة معامل تحتوى على أحدث الاجهزة التكنولوجية لضمان سلامة الوجبة تحت اشراف لجنة ثلاثية تضم مندوبين عن وزارات الصحة والتموين والتربية والتعليم ومتخصصين من وزارة الزراعة، كما تتبع خطوط الإنتاج أحدث الطرق المتبعة عالميا لتصنيع وتغليف الوجبات لتلاميذ المدارس الحكومية، مؤكد أن الوجبات تخضع لتحاليل دورية للكشف الميكروبات الضار بصحة التلاميذ، حيث تمنح الوجبة الغدائية 360 سعر حرارى يوميا للتلميذ.
وأكد التقرير استحالة حدوث أى نسبة تلوث لاستخدام كافة وسائل ومراحل الإنتاج بالتقنيات والتكنولوجية الحديثة، دون التدخل بالأيدى ويتم تحليل عينات من العاملين بالمصنع بشكل يومى للتأكد من سلامتهم، مشيرا إلى أن القائمين على المشروع يعملون على منع حدوث المشكلة وليس فقط حلها، والتنبؤ بها قبل وقوعها، كما أن جميع مراكز المشروع ومصانعه تعمل دوريا على الصيانة والإحلال والتجديد فى المنشآت وخطوط الإنتاج طيلة أشهر الأجازة المدرسية استعدادا لاستقبال موسم التغذية المدرسية الجديد بتكليفات جديدة أرست دعائمها الدولة.
وتابع التقرير أن إدارة المشروع تقوم بإعداد خطة تنفيذية دورية، لمصانع المشروع، منها صيانة دورية لجميع خطوط الإنتاج (ماكينات تشكيل – عجانات – تعبئة وتغليف، وإصلاح جميع أرضيات المصانع وفق أصول الصناعة، ويتم عقد لقاءات تباعآ مع المسئولين بهذه المعامل بمعرفة مسئولى الجودة، وتفعيل إجراءات السلامة والصحة المهنية، بالإضافة إلى تعميم منشور على جميع مراكز المشروع الإنتاجية بهدف تحقيق الانضباط الكامل والالتزام الوظيفى على صعيد مواعيد الحضور والانصراف ومختلف الأجازات للعاملين.
وأوضح أنه يتم عمل تجارب لتطوير المنتج (شكلاً و حشوًا) بعمل خلطات من العجوة والفواكه بهدف رفع القيمة الغذائية وتنويع الوجبة للأطفال، وتم زيادة فترة صلاحية الوجبة لتصبح 21 يوما بعد أن كانت 7 أيام وذلك بمعرفة المعهد القومى للتغذية، والتنسيق مع وزارتى التربية والتعليم والتضامن الاجتماعى لتنفيذ منظومة جديدة للتغذية المدرسية هدفها توفير وجبات مدرسية لأكبر عدد من التلاميذ ورفع مستوى جودة الوجبات بما يساعد على زيادة التحصيل الدراسى والحفاظ على صحة التلاميذ.
وأكد أن الحكومة الحالية حريصة على أهمية المشروع الخدمى للتغذية المدرسية التابع لوزراه الزراعة، فى تقديم وجبات صحية وآمنة لطلاب المرحلة الابتدائية فى عمر 6 إلى 12 عاما، مما يزيد من قدرة تركيزهم واستيعابهم للمواد التعليمية المختلفة، مشير إلى أن جميع مصانع المشروع مجهزة بالكامل بأحدث المعدات والتقنيات الحديثة ونسبة الخطأ والتلوث غير واردة على الإطلاق لتشديد الرقابة على المصانع بشكل دائم ومستمر.
ويأتى ذلك بعد أن أصدر الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قرارا وزاريا حمل رقم 405 لسنة 2017 بتشكيل لجنة برئاسة المدير التنفيذى للمشروع الخدمى للتغذية المدرسية و10 أعضاء لدراسة وتشغيل خطوط إنتاج "الكيك، والكرواسوان، والكورن فيلكس والسناكس والمقرمشات" الموجودة بمصانع مشروع التغذية المدرسية.
وتضمن القرار الذى حصل لـ"اليوم السابع"، على نسخة منه، 10 أعضاء من مدير المعهد القومى للتغذية، مدير معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، ممثل لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، ممثل لوزارة التضامن الاجتماعى، وممثل لوزارة المالية، ممثل لوزارة التنمية المحلية، رئيس القطاعات الفنية بالشركة القابضة للصناعات الغذائية، المشرف على الإنتاج والسلامة الغذائية بالمشروع، مسئول المتابعة والتقييم بالمشروع والدكتورة حبيبة واصف خبير دولى فى سياسات الصحة والتغذية، وللجنة الاستعانة بمن تراه مناسبا لتنفيذ المهام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة