أثنى عدد من السياسيين والخبراء العراقيين على كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية الـ28 المنعقدة بالعاصمة الأردنية عمان، مؤكدين أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى أدى لوجود ارتياح واضح لدى الشارع العراقى وأشعرته بأن مصر قلب العروبة النابض لم يغب عن العراق.
الشعب العراقى يعول على الدور المصرى
وأكد الباحث فى المركز العراقى للدراسات الاستراتيجية "رعد هاشم" أن الشعب العراقى كان ومازال يعول على الدور الأخوى لمصر الشقيقة الكبرى، موضحا أن العراقيين يتطلعون للرئيس السيسى الذى يستشعر آلام وآمال العراقيين، مشيرا إلى أن كلمة الرئيس السيسى شكلت ارتياحا واضحا لدى الشارع العراقى وأشعرته أن مصر قلب العروبة النابض لم يغب عنه العراق رغم ما تواجهه مصر من مصاعب وإرهاب.
وأشاد الباحث العراقى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، اليوم الأربعاء، بحديث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن المصالحة الوطنية "التسوية السياسية" فى العراق، مؤكدا ان التسوية السياسية ما بين المكونات العراقية ولاسيما السنية منها التى تعرضت لإرهاب تنظيم داعش أكثر من غيرها، مشددا على ان المكون السنى غائبا بالكامل عن المشهد السياسى الشعب العراقى.
وأشار الباحث العراقى إلى ان العراقيين يتطلعون لوقفة مسئولة من مصر فى شخص الرئيس عبد الفتاح السيسى لكى تكون حاضرة فى الجهود السياسية التى ترسى دعائم السلام المجتمعى فى العراق بحيث يكون التمثيل السياسى للمكونات عادلا ومتوازنا ويفضى إلى قرار سياسى عراقى مستقبل بعيدا عن التأثيرات الإقليمية والتدخلات الخارجية، موضحا ان العراقيين لديهم رغبة ان يكونوا فى حضن العرب بعد غياب دام لسنوات وفى مقدمتهم مصر بحكم موقعها الهام والاستراتيجى.
سنة العراق يميلون لأن تتدخل مصر لإجراء المصالحة السياسية
وأكد أن السنة أكثر ميلا ورغبة أن تتدخل مصر ويجدوا لمسة من مصر لإقرار المصالحة الوطنية والتسوية السياسية بين المكونات والأطراف التى تكون المجتمع العراقى أو العملية السياسية العراقية، موضحا ان اقتراب العرب من العراق ولاسيما مصر قلب العروبة النابض يبعد بغداد عن ايران.
بدوره أكد مدير المركز الجمهوري للبحوث الأمنية والإستراتيجية فى بغداد معتز محيي عبد الحميد، أن خطاب الرئيس السيسى خلال قمة عمان ركز على موضوع الارهاب والمصالحة الوطنية وهى من أبرز القضايا التى تشغل العراق، موضحا أن العراق يطالب منذ فترة بالانفتاح على الدول العربية ومساعدة تلك الدول التى لها باع طويل فى محاربة الإرهاب والعنف.
وشدد على أن إرساء الأمن فى مصر والعراق يصب فى مصلحة الأمة العربية فى ظل الإرهاب الجديد الذى يستغل الاسلام والفتاوى التكفيرية التى تشيع الرعب بين المواطنين، موضحا ان ما يحدث فى الموصل وسيناء يحتاج لتفاعل الجهد الامنى لمحاربة الإرهاب الذى يهدد سوريا والعراق مع وجود خلايا نائمة تتحرك بسهولة فى السعودية وليبيا.
وأكد مدير المركز الجمهوري للبحوث الأمنية والإستراتيجية فى بغداد فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، اليوم الأربعاء، أن كلمة الرئيس السيسى التى تناولت الأوضاع فى العراق أكدت على نقاط هامة جدا وهو ما يثبت التفاعل الحقيقى من قبل مصر مع الأزمة العراقية، مشير لوجود أكثر من مشروع داخلى وخارجى يتبنى مشروع المصالحة الوطنية فى العراق ويؤكد على هذا المبدأ وهناك صيغة توافقية فى صالح كل قوى سياسية لحل الأزمة، موضحا ان هناك أطراف سياسية لابد أن تشترك فى العملية السياسية بالعراق.
وكشف عن وجود نية لدى أطراف – لم يسمها – لمحاولة تمزيق وتقسيم العراق على أسس طائفية، داعيا لأن تكون المصالحة هدف أساسى لوحدة الدولة العراقية وأن يتم تشكيل خلية أمنية لتبادل المعلومات الاستخباراتية من قبل الدول المعنية بمكافحة الارهاب ولاسيما من مصر والسعودية وسوريا لمساعدة العراق فى حربه ضد الإرهاب، داعيا لنقطة جوهرية فى تبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب بالتعاون الاستخباراتى لمكافحة ظاهرة التطرف فى الدول العربية.
وشدد على ان الدول العربية لا يمكنها محاربة الارهاب فى ظل وجود العمل السرى تحت الأرض فى ظل استراتيجية جديدة سيلجأ لها تنظيم داعش الإرهابى للتحرك سريا للتنقل فى البلدان العربية.
السيسى يعلن دعم مصر الكامل للعراق الشقيق
وأعرب الرئيس فى كلمته بالقمة العربية عن دعم مصر الكامل للعراق الشقيق فى حربه ضد التطرف، التى قطع الشعب العراقى الباسل فيها أشواطا كبيرة نحو استعادة سلطة الدولة الوطنية، وبات قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن تحرير كل المناطق التى استولى عليها الإرهابيون.
وتابع أن مصر ترى أن المعركة التى يخوضها العراق الشقيق ضد داعش هى معركتنا جميعا، نحارب فيها من أجل هويتنا ومستقبل أبنائنا، وحقهم فى العيش فى وطن أمن ومستقر، يحتضن التنوع ويرفض التطرف، ويعلى قيم التسامح وقبول الآخر، وعلى قدر أهمية نجاح العراق الشقيق فى معركته ضد الإرهاب فى الموصل، فإن الجهود الدءوبة التى يشهدها حاليا لتحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية بين مختلف مكونات الشعب، تعد أيضا ضرورية من أجل استعادة الدولة الوطنية، وستدعم مصر كل جهد لتحقيق هذين الهدفين، وترحب بكل خطوة تستعيد العلاقات الطبيعية بين العراق وسائر أشقائه العرب، بما يعيد لهذا البلد الشقيق والمحورى، دوره الطبيعى فى منظومة الأمن القومى العربى، والعمل العربى المشترك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة