مشهد صادم يعيدنا إلى عصور ما قبل فجر الإسلام، حيث اختطف 4 أشخاص شاب بمنطقة الشرابية فى قلب القاهرة، وأقاموا عليه الحد بقطع كف يده بسيف، فى مشهد داعشى كامل الدسم، بزعم أن شقيقه سرق منهم هاتف محمول.
القصة الدامية روتها والدة الضحية، "أحمد طارق محمد"، الذى لم يتخطى عمره 20 عامًا، حيث قالت الأم لـ " اليوم السابع" : "بدأت الأزمة بسبب هاتف محمول، لا تتعجب من كلامى، نعم هاتف محمول كان السبب وراء قطع يد أبنى".
تلتقط الأم أنفاسها وتكمل حديثها قائلة : "منذ أيام فوجئنا باتهام أحد جيراننا لابنى بسرقة هاتف محمول، وهو الأمر الذى نفاه ابنى، فنحن مواطنين بسطاء لكن يدنا لا تمتد للحرام أبدًا، ومع ذلك تعدى هؤلاء الأشخاص على زوجى بالضرب، ولم يشفع سنه المتقدم له عندهم، حيث أنه تخطى من العمر 57 عامًا".
وتضيف الأم : "لم يمر سوى أيام قليلة، وكان ابنى طارق يستعد للصلاة، فتوضأ وكان فى طريقه للمسجد، ولكن طلب منه أحد جيراننا أن يتوجه إلى شقيقهم الأكبر، وذهب بالفعل، حيث اختطفوه واحتجزوه هناك، ولم ندرى حتى فوجئنا بأصوات صراخ تهتك الصمت الذى خيم على المنطقة، وعندما نظرت من شقتنا فوجئت بشباب يمسكون بسيوف وسنج وسوط حالة من الكر والفر والرعب بالمنطقة، وشاهدت كف يد مقطوعة ملقاة على الأرض، وعرفت من الجيران أنهم قطعوا يد ابنى انتقامًا من شقيقه بزعم سرقته للهاتف المحمول".
وتقول الأم : "تم نقل ابنى للعناية المركزة بإحدى المستشفيات، حيث سقط مغشيًا عليه، وحتى هذه اللحظات لا يستطيع الكلام، ولا يدرى بمن حوله، وأكد لنا الأطباء أن حالته الصحية سيئة، ويحاولوا انقاذ ذراعه من البتر بعدما تم قطع كف اليد".
تبكى الأم، وتقول : "أشعر بأننا نعيش فى عصر الجاهلية قبل الإسلام، مع أشخاص لا يعرفون دين ولا قانون، فلا أنسى مشهد استعراضهم فى الشوارع بالسيوف والسنج، وهم يصرخون تباهى بما فعلوا، رغم أنهم جيران وعشرة 30 عامًا، وطالما أكلوا عيش وملح بمنزلنا".
وتابعت الأم : "مشفقة على مستقبل ابنى الخلوق، الذى كان يعانى من التهاب رئوى، ويعالج منه فى المستشفيات، وهو الآن بات عاجزًا فقد دمروا مستقبله".
واستطردت الأم قائلة : "أصبحنا نعيش فى حالة من القلق والخوف انتابت الجميع، فيما خاصم النوم جفون الأعين، فلا يزال مشهد قطع يد ابنى محفور وعالق فى ذهنى، وأشعر بأنهم قطعوا جزء من جسدى، ولا أتخيل كيف سيعيش ابنى الشاب الطموح الذى كان ينتظره مستقبل واعد بعدما قطوا يده وأصبح إنسان عاجز؟، وهو لم يرتكب جرم يستلزم أن يفقد يده ويتم ترويعه بهذه الطريقة البشعة".
واختتمت الأم حديثها قائلة : "لا شىء يطفأ النار المتوهجة فى قلبى سوى رؤية من قطعوا يد ابنى وأيديهم مقطعة أعمالا لقوله تعالى (العين بالعين والسن والسن)، وكلى ثقة فى الجهات المعنية لإعادة الحق لأم لا تجف الدموع من عنيها بعد هذا الحادث المؤسف".
ومن جانبها، قالت "إسراء" شقيقة الضحية، إنهم ينتظرون القصاص العاجل من الجناة، الذين دمروا مستقبل شقيقها وأصابوا المنطقة برمتها بالذعر والخوف فى تحدى واضح لدولة القانون.
وأضافت شقيقة الضحية فى تصريحات لـ" اليوم السابع"، "نحن فى حال لا يرثى له، وكل هدفنا الآن إنقاذ شقيقى الذى تشير جميع التوقعات إلى أن نسب نجاح الجراحات التى تجرى له ضئيلة، لكن تبقى الأمال متعلقة فى المولى عز وجل أن يشفيه، وأن يتم القصاص من هؤلاء الأشخاص الذين دمروا حياتنا وقطعوا يد شقيقى فى عمر الزهور قبل أن يفرح بشبابه".
وبدوره، أفاد مصدر أمنى لـ"اليوم السابع"، أنه تم القبض على الجناة، ويتم التحقيق فى الواقعة للوقوف على أسبابها وملابساتها، وتقديم المخطئين للعدالة.
أحمد طارق الضحية
ضحية الهاتف المحمول
الشاب قبل الاعتداء عليه
صورة من التقرير الطبي
أثناء إجراء عملية جراحية للضحية
كف اليد بعد بترها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة