نظمت مديرية الأوقاف بسوهاج مساء أمس السبت ندوة دينية بمسجد آل عبدالرحمن بقرية المساعيد بعنوان "أدب الاختلاف" بحضور عدد من قيادات المديرية.
وتحدث الشيخ عبدالرحمن اللاوى مدير المساجد بأوقاف سوهاج، فى الندوة قائلا الاختلاف سنة الله فى هذا الكون وأن الاختلاف أمر طبيعى يقرره الله تعالى فى كتابه الكريم بقوله تعالى "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" وأن الاختلاف البناء وهو المعتبر شرعا والمقبول عرفا يثرى الحياة فى جميع مجالاتها فيجعلها حياة متكاملة متعاونة فتكون للاختلاف ثمار طيبة تنعكس خيرا ونماء ويسرا وسعة على جميع أفراد المجتمع الواحد.
وأضاف الشيخ اللاوى أن السعة واليسر تكون فى الآراء المتعددة المعتبرة بينما لو تم احتكار العقول على رأى واحد لانفجر المجتمع من الضيق والشدة وأننا لا بد أن يقدر كل منا رأى الآخر وكما قيل: الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية مشيرا إلى أن الصحابة فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يختلفون فيما بينهم وكان صلى الله عليه وسلم يقرهم على اختلافهم ما دام الاختلاف مقبولا ومعتبرا حتى قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز عن اختلاف الصحابة رضى الله عنهم: "ما يسرنى أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا، لأنهم لو لم يختلفوا لم يكن لنا رخصة".
وأشار اللاوى إلى أن الفقهاء الكبار كانوا يختلفون فيما بينهم بينما يقدر كل واحد منهم رأى الآخر بل يصل الأدب عندهم أنهم كانوا إذا نزل أحدهم فى بلدة فقيه من الفقهاء عمل برأى هذا الفقيه وترك العمل برأيه احتراما وتقديرا له. وأضاف قائلا: أن ما يدعو إليه بعض أصحاب التيارات المتطرفة من محاولة إنزال الناس على رأى واحد دعوة إلى الجمود والركود يصيب المجتمع بالاختلال والاضطراب.فيجب البعد عنها والحذر منها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة