للعام الثامن على التوالى، تشارك مصر فى المبادرة العالمية لإطفاء الأنوار "ساعة الأرض"، من الساعة 8.30 وحتى 9.30 مساء، حيث بدأت مشاركتها فى ساعة الأرض منذ 2009 لتنضم إلى مصاف 88 دولة و4000 مدينة و929 من المعالم الشهيرة حول العالم أطفأت الأنوار فى ساعة الأرض العالمية.
وأكد الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة أن ساعة الأرض، انطلقت لأول مرة منذ 10 سنوات فى مدينة سيدنى بأستراليا وتحديداً فى عام 2007، ونمت سريعا لتصبح أكبر حركة شعبية فى العالم فى مجال البيئة، ومصدر لإلهام الأفراد والمجتمعات والشركات والمنظمات فى أكثر من 178 بلدا وإقليما لاتخاذ إجراءات ملموسة لمواجهة آثار تغير المناخ، حيث تعد المشاركة فى ساعة الأرض إحدى آليات دمج الأفراد فى تغيير تغير المناخ وتسخير القوة الجماعية لملايين الأفراد حول العالم لتسليط الضوء على قضية المناخ.
وأعلنت وزارة البيئة أنه فى عام 2016، وصل عدد الدول المشاركة فى ساعة الأرض 178 دولة بإطفاء الأنوار 12 ألف و700 معلم وموقع، كما شارك 2.5 مليار شخص حول العالم، وتم تسجيل أكثر من 133 ألف حدث مشاركة على مواقع التواصل الاجتماعى.
وتتضمن المعالم السياحية الشهيرة التى شاركت الأعوام الماضية فى المبادرة العالمية "الأهرامات وأبو الهول ومعبد الأقصر ومكتبة الإسكندرية فى مصر وقبة كنيسة القديس بطرس فى الفاتيكان وبرج إيفل ومبنى الأمبايرستيت فى نيويورك، ودار أوبرا سيدنى الشهيرة وجسر الميناء فى إستراليا واستاد عش الطائر الشهير فى العاصمة الكينية بكين، وشارع فاوسان المالى الشهير بتايلاند"، وذلك تضامناً مع كوكب الأرض لحمايته من الآثار السلبية الخطيرة للاحتباس الحرارى وتغيرات المناخ.
وشاركت مصر فى الحملة خلال اﻷعوام السابقة بإطفاء أنوار عدد من المعالم الثقافية والسياحية الهامة ومنها الأهرامات، أبو الهول، قلعة صلاح الدين، برج القاهرة، إضافة إلى عدد من الفنادق والمعالم السياحية الهامة بالتعاون مع وزارتى الثقافة والسياحة ومحافظات القاهرة والجيزة كمشاركة ايجابية فى هذا الحدث العالمى الهام، كما شارك الأفراد بأنشطة مختلفة منها استبدال الأضواء الكهربية بالشموع وركوب العجل والتقليل من استخدام السيارات.
وأكد المهندس خالد فهمى أن مشاركة مصر خلال العام الماضى أدت إلى توفير ما يقرب من 900 ميجاوات أى ما يقرب من احتراق 200 طن بترول معادل يترتب عليها الحد من انبعاث 500 طن غاز ثانى أكسيد الكربون، حيث تنامى الخفض المحقق فى استهلاك الكهرباء خلال الأعوام الماضية، حيث شاركت مصر رسميا للمرة الأولى عام 2009 وانخفض استهلاك الكهرباء حينها 50 ميجاوات تضاعفت فى العام التالى إلى 100 ميجاوات مما يشير إلى تنامى الوعى لدى المواطنين بأهمية المشاركة الإيجابية فى هذا الحدث العالمى الهام.
وأكدت وزارة البيئة، أنه عند تغيير مليون لمبة 100 وات إلى اللمبة الموفرة 23 وات سيتم توفير ثمن محطة قدرتها 60 ميجاوات كما أن كل مليون كيلو وات ساعة يتم توفيرها توفر 220 طن بترول وتحد من انبعاث 560 طن من ثانى أكسيد الكربون وهو ما يساوى وزن طائرة اير باص 380.
وتشارك مصر العالم اليوم فى الاحتفال بساعة الأرض من خلال احتفالية كبرى ستنطلق من المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، بحضور الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، وسيتم إطفاء الأنوار بعدد من المعالم السياحية الهامة "القلعة والأهرامات وأبو الهول ومكتبة الإسكندرية وقلعة قايتباى وبعض المعابد الأثرية بالأقصر كالكرنك وبعض الفنادق الكبرى"، ومشاركة الجهات المختلفة والمجتمع المدنى والأفراد.
وطالب الدكتور خالد فهمى بضرورة الترشيد ليس فى الكهرباء فقط، ولكن فى استخدام السيارات، خاصة مع الظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر، وأيضا اتجاه العالم كله إلى قلة الموارد خاصة المتعلقة بالطاقة.
وأعلنت وزارة البيئة، أنه فى مجال مواجهة آثار التغيرات المناخية، شهد عام 2016 استعادة مصر لمكانتها الرائدة فى القارة الأفريقية من خلال رئاستها للدورة الحالية لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، والعمل على تحقيق المصالح الأفريقية خلال مفاوضات الاتفاقية الإطارية للتغيرات المناخية ومؤتمر الأطراف الثانى والعشرين، الذى أقيم بمراكش فى المملكة المغربية، اضافة إلى إعداد وإطلاق مبادرتى الطاقة المتجددة فى أفريقيا وحشد الدعم الدولى لأنشطة التكيف فى أفريقيا، حيث ستحصل مصر على 42,7% من تمويلات المشروعات الخاصة بالطاقة الشمسية و54% من مشروعات طاقة الرياح والتى أعلنت فرنسا عن تمويلها من خلال مبادرة الطاقة المتجددة بأفريقيا.
كما تم إنشاء المجلس الوطنى للتغيرات المناخية بهدف التكامل كافة الجهود الوطنية من أجل تنفيذ خطط خفض انبعاث غازات الاحتباس الحرارى، وتحديث استراتيجيات التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية، هذا إلى جانب إعداد حصر لفرص خفض غازات الاحتباس الحرارى فى (7) قطاعات بالإضافة إلى تنفيذ 11 دراسة مبدئية لفرص خفض الانبعاثات.
من جانبه قال سيدارث داس، المدير التنفيذى لساعة الأرض العالمية فى تصريحات صحفية: "بدأنا ساعة الأرض فى عام 2007 لنظهر للقادة أن تغير المناخ هو قضية تهم الناس، لتتحول تلك اللحظة رمزية إلى حركة عالمية تظهر الدور القوى للشعوب فى القضايا التى تؤثر على حياتهم".
وأضاف: "أينما كنت، فتغير المناخ له تأثيرات وأوجه كثيرة، ولكن تظل الحقيقة الواضحة أنه حان الوقت لتغيير تغير المناخ" وأضاف داس أن ما نتخذه الآن من إجراءات يحدد المستقبل، وأن ساعة الأرض تبين بوضوح أن بالتكاتف نستطيع خلق مستقبل مستدام لنا ولأطفالنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة