"المحاربات هن الجميلات" عنوان حملة تكافح العنف ضد النساء فى مصر.. وهذا ما يجسده واقع الملايين من السيدات المكافحات والمعيلات ومن وقفن فى وجه العنف ضد المرأة بكافة أشكاله، وخرجن أقوى للمجتمع، وأبرزهن مريضات السرطان اللائى واجهن "غول" ينهش فى أجسادهن، ولكن بالعزيمة والإيمان، وهنا التقى "اليوم السابع" تكريما لأولئك النساء فى ظل الاحتفالات بعام المرأة ببعض النماذج المشرفة.
سحر شعبان مريضة السرطان مديرة مؤسسة كيان مصر للتنمية وصاحبة مبادرة "كونى الأقوى كونى سحر" لدعم مرضى سرطان الثدى وأسرهم، تعمل فى المجال التنموى والحقوقى منذ 15 سنة، وحقوق النساء والدفاع عن حقوقهن ومناهضة العنف والتمييز ضد المرأة .
قالت سحر فى حديثها لـ"اليوم السابع": "علمت صدفة بمرضى وعندها قررت خوض التجربة بمفردى حتى لا أتسبب بوجع ابنتيا وأهلى على خوض تلك المأساة إلى أن اكتشفوا مرضى قبل يومين فقط من العملية، ووجدت مساندة وقدرت أمر بجلسات الكيميائى والعلاج الإشعاعى التى كانت أشق مرحلة فى حياتى، وقررت أتغلب عليه، وبالفعل بدأت جولاتى معه وفى كل جولة أنتصر عليه يزيد وقوتى وتفاؤلى".
وأكملت: "بدأت العمل على حقوق مريضات السرطان، وأنا فى المستشفى بالاستماع لشكوى السيدات، واستطعت أن أتواصل معهن وخصوصا من تخلى عنهن أزواجهن والمجتمع، بالإضافة لتمكين مرضى سرطان الثدى وأسرهن ودعمهن للتغلب على الأثار السلبية للمرض، ومحاولة رفع وعى الأزواج بأهمية الكشف المبكر والفحص الذاتى للزوجات للحد من الإصابة بسرطان الثدى، ورفع وعى مريضات السرطان بحقوقهن والدفاع عنها ومناهضة العنف والتمييز ضدهن.
مروة بهاء الدين أبت أن تتعرض للهزيمة من سرطان الثدى ووقفت فى وجهه بكل قوة بعد أن اكتشفت كتلة فى الثدى، وظنت أنه كيس دهنى بحسب وصف الأطباء، وفجأة يثبت العكس تماما وتبدأ رحلتها مع المرض اللعين، لتدخل غرفة العمليات وهى تتلو آيات من القرآن الكريم، وتلقى نظرات الوداع على أسرتها خوفا من حرمانها منهم.
قالت المحاربة مروة فى حديثها لـ"اليوم السابع": بعد أن قمت بإجراء عملية استئصال الورم، بدأت الرحلة الأشق وهى جلسات كيميائى لمدة 4 أشهر وتحملت فيهم آلام قاتلة وبعدها 33 جلسة علاج إشعاعى لدرجة جعلت مناعتى تنهار ومرضت جدا وقطعت العلاج لمدة عام، ورأيت أسرتى تذوق العذاب معى وظننت أننى لن أستطيع أن أكمل ولكنى حفزت نفسى وبدأت العلاج الهرمونى.
وأضافت: "بين يوم وليلة وجدت نفسى مريضة بسبب الاضطرابات الهرمونية بعد أن كنت أمارس حياتى بشكل طبيعى، ووجدت شعرى وحواجبى ورموشى وكل ما كنت أتمتع به من جمال يذهب، وتذكرت أبى الذى توفى بمرض السرطان وشعرت بالذعر".
وتابعت: "عمل زوجى اضطرنى للإقامة فى بنى سويف، فكنت أذهب للقاهرة كل أسبوعين أعانى من العلاج ومحاولة هزم المرض اللعين لأعود لأسرتى لأمارس حياتى بشكل طبيعى، ومحاولة عدم جعلهم يعانون بسببى".
سارة عبد العزيز بدأت معاناتها مع المرض الخبيث منذ شهر يونيو الماضى، وبسبب انشغالها بالمشاكل مع زوجها تجاهلت إجراء كشف طبى إلى أن سقطت مغشيا عليها، ونقلت للمستشفى، ولتكتشف إصابتها بسرطان فى الغدد الليمفاوية ويقرر الأطباء الخضوع لجلسات بـ11 ألف جنيه، وبسبب عدم امتلاكها لذلك المبلغ حاولت أن تجرى عملية نسبة فشلها 95% ليرفض أهلها ويساندوها فى مقابل تخلى زوجها عنها وتركها وطفلتها".
وقالت سارة:"لو كنت انتظرت العلاج الحكومى كان زمانى مت وبنتى اتيتمت، ولكن بصبرى قدرت أتغلب على جلسات الإشعاع وأقف على رجلى رغم ترك زوجى لى وامتناعه عن الإنفاق عليا وطفلتى وشماتته فى مرضى واضطرارى لتوصيل المشكلة لمحكمة الأسرة بالإسكندرية للطلاق، وأكدت سارة: رغم مرضى أحاول أن أعود إلى عملى كمهندسة ديكور" .
أما عن سمر سيد مريضة سرطان انتشارى بالثدى فكانت أمنيتها الوحيدة أن يصل صوت الآلاف من مريضات السرطان إلى المسئولين، وذلك بإنشاء صندوق علاج لهن مثل مرضى فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى وقانون 5% للعمل لهن والرقابة على شركات الأدوية التى تستغل مرضهن، وإعادة تأهيل لمرضى السرطان.
وقالت سمر: "أنا صحبتى (حور) ماتت السنة اللى فاتت وإحنا واقفين عشان مش عندهم تأمين بعد ما الدكتور قالها أنت حالة ميؤوس منها وممكن أعالج 10 باللى يتكلفه علاجك، وبعدها هبة فى نفس السنة، إحنا مش عايزين نمد إيدنا ونشحت العلاج عايزين حقوقنا فين الدولة فى حين أن محاربين تحدى الإعاقة بيدربوا مرضى السرطان لتحدى حالتهن النفسية السيئة" .
سامية أكبر دليل أن كل شىء ممكن، قامت بتحدى إصابتها بالغرغرينة عدة مرات والعلاج الحكومى السيئ واستغلال الأطباء معدومى الضمير بدعوة صادقة جعلتها تتعايش مع الآلام.
وقالت الأم لأربع أبناء: "مكثت أياما مصابة بالنزيف الحاد وكدت أموت بسبب مناعتى الضعيفة والإهمال والقهر الذى يتعرض له مرضى السرطان، ولكن وقوف زوجى الذى تولى أعمال المنزل وأولادى وثقتى بالله جعلتنى فى أكثر اللحظات يأسا أقف على قدمى حتى استطعت أن التحق بالجامعة المفتوحة وأقوم بالتخرج لدرجة أننى ذهبت إلى الامتحان بعد إجرائى عملية لاستئصال الرحم مباشرة".
مروة بعد أن تغلبت على الآلام القاتلة لـ 33 جلسة علاج كيميائى وإشعاعى وسقوط شعرها وتعود لرعاية أسرتها ببنى سويف
مروة أثناء رحلتها مع العلاج بالقاهرة
سحر شعبان صاحبة مبادرة كونى الأقوى أثناء العلاج
سحر بداخل المستشفى أثناء العلاج الإشعاعى
سحر مع مرضى السرطان بعد قهرها السرطان
سمر مريضة السرطان الانتشارى التى فقدت صديقتيها حور وهبة أثناء العلاج
سمر أثناء العلاج الإشعاعى
سامية التى تحدت إصابتها بالغرغرينة عدة مرات وأكملت دارستها وتتخرج من الجامعة
سارة ابنة الإسكندرية أثناء العلاج
سارة بعد هزمها لمرض السرطان وتخلى زوجها عنها وعودها لابنتها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة