قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن افتتاح مسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، بما صارت عليه عمارة المسجد، الذى يُعد أيقونة معمارية فى القرن الحادى والعشرين فى مجال العمارة الإسلامية.
وأضاف وزير الأوقاف، أن افتتاح المسجد يعد حدثًا مهمًا يضاف إلى رصيدنا الحضارى، وإذا كان ديننا الحنيف قد علّمنا أن نشكر من يستحق الشكر من منطلق حديث نبينا ( صلى الله عليه وسلم ): ”لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ”(رواه أبو داود)، فإن شكرًا واجبًا نوجهه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، الذى كلّف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإتمام بناء وتشييد هذا المسجد، كما نتوجه بالشكر أيضًا لقواتنا المسلحة الباسلة، ممثلة فى هيئتها الهندسية، فهى بحق يد تبنى وأخرى تحمل السلاح، والشكر واجب أيضًا للواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، ولفريق العمل الذى عنى بأمر هذا المسجد، وبخاصة ذلك المهندس المصرى الذى قام بتصميم المسجد والإشراف على تنفيذه.
وأشار الوزير، فى تصريحات للصحفيين على هامش افتتاح المسجد، اليوم الجمعة، إلى أن هذا المسجد، بما هو عليه الآن، يجعلنا نفخر بأننا قادرون على أن نضيف إلى رصيدنا الحضارى إضافة حقيقية ملموسة، فليس الفتى من يقول كان أبى فحسب ويقف عن هذا الحد، فالحضارة بناء تراكمى يضع كل جيل لبنة فى بنائه، وهكذا الأوطان العظيمة يضع كل جيل من أبنائها بصماته على جنبات تاريخها، ولكم كنت أتمنى أن أشهد افتتاح هذا المسجد العظيم، وإنى لأحمد الله أن وفقنى لحضور هذا اليوم المشهود فى تاريخ عمارة المساجد بمصر.
وتابع الوزير، هناك بعض الدلالات الأخرى، منها أن يكون هذا المسجد بهذه الفخامة فى مدينة السلام بأرض السلام بسيناء الغالية لنبعث برسالة سلام للعالم كله، وأن سيناء ومصر الكنانة ستظل مصدرًا للسلام، وأن الإرهاب لا يمكن أن يكسر شوكتنا، أو أن يفت فى عضدنا، أو ينال من عزائمنا، أو يثبط هممنا عن البناء والتعمير، فإننا سنظل نواجه الإرهاب بالبناء والفكر المستنير، وسنظل نبنى ونبنى حتى ندحض هذا الإرهاب الغاشم ونجتثه من جذوره.
وأضاف الأمر الآخر أن يكون هذا المسجد فى مدينة شرم الشيخ له دلالة أخرى، فهى ليست مجرد مدينة سياحية ترفيهية فحسب، إنما هى مدينة قيم وأخلاق وإعمار واستثمار، وسياحة علاجية، ولعل من حسن الطالع مع افتتاح هذا المسجد أن تحتضن هذه المدينة مؤتمر السياحة العلاجية الدولى، كما أنها تعد لوحة من اللوحات الفنية الطبيعية التى حبا الله بها مصر بصفة عامة وسيناء بصفة خاصة.
ويأتى اختيار اسم مسجد الصحابة ليعبر عن تقديرنا الكامل ومعرفتنا الحقيقية لمكانة أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جميعًا فى نفوسنا، وإننا نؤمل أن يكون هذا المسجد منارة علمية لعلوم الكتاب والسنة فى ضوء الفهم الصحيح المستنير لهما، على أيدى العلماء والأئمة المتميزين، خاصة من يجيدون أكثر من لغة، حتى يتمكنوا من التواصل الصحيح المستنير مع رواد المسجد وزائريه من مختلف دول العالم، ولهذا قررنا أن يكون أئمة المسجد ممن يتقنون إحدى اللغات الأجنبية، وأن نلحق بالمسجد مكتبة كبيرة، ومركزًا للثقافة الإسلامية، مع تنفيذ برنامج دعوى متميز على مدار أيام الأسبوع بالمسجد، فكما أن المسجد يعد أيقونة حضارية ومعمارية متميزة، فإننا نعمل على تطابق المعنى والمبنى ليكون المسجد منارة وصرحًا علميًا ودعويًا ومعرفيًا وسطيًا مستنيرًا إلى جانب كونه رمزًا حضاريًا كبيرًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة