تلقى مسجد برمنجهام المركزى فى بريطانيا العديد من رسائل كراهية المسلمين منذ هجمات لندن، الأربعاء الماضى، والتى أعلن عن أن منفذها البريطانى المسلم "خالد مسعود".
وقال مخدوم أحمد شيستى، رئيس المسجد، للصحيفة : "لقد تلقينا الكثير من رسائل البريد الإلكترونى التى تحمل كراهية منذ الأربعاء. يقولون أشياء مثل "اخرجوا من بلدنا" و"المساجد لا تنتمى إلى هنا"، وسلم مخدوم الرسائل للشرطة للتحقيق فيها.
وعلى جانب آخر، اتفقت مجموعة من رجال الدين، مسلمين ومسيحيين، على التجمع، اليوم الجمعة، من أجل تأبين ضحايا هجمات لندن بدير سانت بيتر فى ويستمنستر.
كما دعا المجتمع المسلم فى مدينة برمنجهام فى المملكة المتحدة إلى مسيرة عامة غدًا السبت تستنكر هجمات لندن بشعار "ليس باسمنا" لنبذ الإرهاب.
تغريدة عن مسيرة الجالية المسلمة ببرمنجهام
وكشفت الشرطة البريطانية عن هوية منفذ هجمات منطقة ويستمنتسر، التى وقعت يوم الأربعاء الماضى، وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص، وإصابة العشرات، مشيرة إلى أنه بريطانى الجنسية واعتنق الإسلام داخل السجن.
وقتل "خالد مسعود" -52 عام- بعد طعنه ضابطًا فى محيط البرلمان البريطانى، عندما أطلقت الشرطة النار عليه. وعرفته سلطات التحقيق فيما بعد باعتباره مدانًا فى قضايا جنائية على مدار الـ20 عامًا الماضية، كما أن الاستخبارات البريطانية لديها سجلات عنه، ولكن لم تتم إدانته فى جرائم متعلقة بالإرهاب.
وبحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، ولد "مسعود" فى مقاطعة كِنت بجنوب شرق انجلترا، وكان اسمه "أدريان إيلمز"، ووالدته تسمى "جانيت إيلمز"، بينما قالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إنها تزوجت من رجل يدعى "فيليب أجاو" عندما كان "مسعود" صغيرًا. وأشارت الصحف إلى أن مسعود كانت له ألقاب مختلفة، وأسماء مستعارة بما فى ذلك "خالد شودرى"، وتحقق وزارة الداخلية البريطانية فى هذه المسألة.
وأوردت الصحيفة أن إدانة "مسعود" الأولى كانت فى نوفمبر 1983 والأخيرة كانت فى ديسمبر 2003 لحيازة سكين. وكان مسعود يعرف بـ"لاعب كمال أجسام".
خالد مسعود خلال فترة الدراسة
وصرحت مصادر أمنية للصحيفة البريطانية قائلة : "على الرغم من أن مسعود لم يكن يومًا جزءًا من مؤامرة إرهابية، ولكنه ارتبط فى الماضى بإرهابيين مشتبه بهم، وبدأ تلقينه الفكر المتشدد من خلال مقابلة المتطرفين داخل السجن".
وقال بعض جيرانه إنهم صدموا عند معرفة تورطه بالهجمات، ووصفوه بأنه كان شخصًا "لطيفًا" وكانت لديه أسرة "طبيعية" مكونة من أطفال، ولكن تاريخه الجنائى كشف جانب آخر من شخصيته.
وأوضحت الصحف البريطانية، أن "مسعود" واجه عدد من الإدانات لاعتداءات وإلحاق أذى بدنى خطير، وحيازة أسلحة هجومية وجرائم إخلال بالنظام العام، وقضى على آثرها بعض الوقت فى السجن.
خالد مسعود بعد تعرضه لطلق نارى من الشرطة
ووفقًا لرئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماى، فإن مسعود كان معروفًا من قبل الاستخبارات البريطانية التى حققت بشأنه فيما يتعلق بجرائم متصلة بالإرهاب، ولكن التحقيقات اعتبرته لا يشكل خطرًا.
ولم تعلن سلطات التحقيق ببريطانيا حتى الآن معلومات عن انتماء "مسعود" إلى أى جماعة إرهابية، ومن جانبها ناشدت سكوتلاند يارد، جهاز الشرطة البريطانية، فى بيان لها - اليوم الجمعة – المواطنين وكل من يعرف معلومات عن مسعود أن يقدمها عبر أرقام مخصصة لمكافحة الإرهاب.كما أعلن بيان الشرطة إن سلطات التحقيق فى الهجمات حصلت على عدد 3500 إفادة من شهود عيان.
وأعلن تنظيم داعش الإرهابى عن تبنيه اعتداءات لندن، التى وقعت بالقرب من مجلس العموم البريطانى (البرلمان) وعلى جسر ويستمنستر، مشيرًا فى بيان له إلى أن مرتكب الحادث هو أحد جنود التنظيم، ولكنه لم يسمِّه.
وتقول صحيفة الإندبندنت، إن التنظيم الارهابى اعتاد على زعم مسئوليته عن ارتكاب هجمات حول العالم، ولكن لا توجد أدلة كافية لتؤكد زعمه الأخير.
ولم يعلن المهاجم "مسعود" فى مقطع فيديو عن انتماءه للتنظيم وزعيمه أبو بكر البغدادى كما هو المعتاد فى الهجمات المنسوبة لداعش.
وأُعلن أن "مسعود" هو من قام بالهجمات التى بدأت بدهس العديد من المواطنين فوق جسر ويستمنستر بلندن أثناء قيادته لسيارة، ثم اختراقه لحاجز البرلمان وطعنه لضابط شرطة غير مسلح، لقى حتفه فيما بعد متأثرًا بجراحه.
الإسعاف تقوم بعلاج المصابين بمكان الهجوم بلندن
وقالت شركة تأجير سيارات، إن السيارة المستخدمة فى الهجوم استأجرها "مسعود"- يوم الثلاثاء الماضى- من فرعها فى برمنجهام، وكان قد أخبر الشركة أنه مدرسًا للغة الانجليزية، واتصل بها ليقول أنه من المرجح أن يلغى الإيجار ولكن الشركة لم تتلق منه تأكيدًا بالإلغاء.
وقال نائب مفوض استكوتلند يارد، مارك رولى، إن الضباط يحققون فيما إذا كان مسعود تبنى الفكر المتشدد من خلال الدعاية الجهادية على الإنترنت، أو إذا كان تم توجيهه من قبل الإرهابيين.
وبحسب صحيفة الإندبندنت، قامت الشرطة باقتحام عدد من المنازل فى لندن وبرنجهام واعتقال 11 شخصًا على خلفية الهجمات، بينهم سيدات، للاشتباه فى قيامهم بأعمال ارهابية.
وأصيب على الأقل 50 شخصًا فى الهجوم، من بينهم 31 يحتاجون إلى العلاج فى المستشفى، والمصابين يضمون شريحة واسعة ومختلفة من الأعمار كما أنهم يحملون 12 جنسية على الأقل، وفقًا لبيان سكوتلاند يارد.
وأضاف البيان إن اثنين من المصابين بحالة حرجة، فيما يعتبر شخصًا واحدًا مصابًا بإصابات خطيرة، فضلًا عن اثنين من الضباط المصابين يعانون من جروح كبيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة