تعمل دولة قطر منذ سنوات على زعزعة استقرار مصر من خلال تمويلها للجماعات الإرهابية فى سيناء وغيرها، ولم تكتف الإمارة الخليجية بدعمها للإرهاب الذى بدأ يفشل أمام نجاح المصريين فى التصدى له، فبدأت تلعب على وتر العلاقات المصرية السودانية وتعكر صفو تلك العلاقات المتينة الراسخة ، فكانت زيارة الشيخة موزا بنت المسند، والدة أمير قطر لمنطقة "البجراوية" بشمال السودان بداية اشتعال فتيل الأزمة والهجوم على مصر وحضارتها.
صفحة ممولة من جانب قطر تحتوى على معلومات مغلوطة
ورصد "اليوم السابع" عقب زيارة موزا الأخيرة لأهرامات السودان المعروفة باسم "أهرامات مروى" النوبية التابعة لمملكة "كوش" الواقعة فى قرية "البجراوية" والتى كانت نتاج الحضارة الفرعونية المصرية كما هو مثبت تاريخيا، تدشين صفحات على موقع التواصل الاجتماعى "الفيسبوك" تحتوى على إعلانات مدفوعة الأجر بها مغالطات تاريخية فادحة وتزوير صارخ للتاريخ تدعى أن السودان هى أصل الحضارة الإنسانية وأن لها الفضل فى حضارة مصر القديمة ، مما أثار غضب المصريين وبدأت الأزمة فى الاشتعال.
صفحات الفيسبوك القطرية
ومن بين تلك الصفحات المثيرة للفتنة، صفحة باسم " Visit Sudan" تضم صور لـ"موزا" فى منطقة "البجراوية" وفيديوهات تدعى كذبا الرواية القطرية فى أن السودان أصل الحضارة، بالإضافة لصفحة أخرى تدعى "السياحة فى السودان" منشور بها صور لأهرامات الجيزة وأهرامات كوش تدعى أن أهرامات السودان سبقت أهرامات مصر قائلة: " لا يمكنك بناء برج خليفة من يوم واحد، أولا عليك بناء مبنى صغير وفى وقت لاحق عند اكتساب ما يكفي من الخبرة يمكنك بناء ناطحة سحاب، وهذا هو السبب فى بناء الأهرامات الأولى والأصلية هى أهرامات مملكة كوش".
احدى صفحات الفيس بوم الممولة من جانب قطر
كل الصفحات السابقة وغيرها توجهها واحد وهو تزييف التاريخ، وخلق حالة من الجدل لا داع لها خاصة أن جميع علماء الآثار فى مصر والسودان وكل أنحاء العالم يؤكدون أن الحضارة المصرية القديمة سبقت حضارات الشرق الأوسط وأن السودان كانت جزء من الحضارة الفرعونية وحكمها ملوك مصر لقرون طويلة من الزمن، وتسعى قطر من خلال تلك الصفحات الممولة بأموال الشعب القطرى لإحداث الوقيعة بين شعبى وادى النيل.
احدى الصفحات التى تثير الفتن والممولة من الشيخة موزة
واللافت للنظر أيضا الحملة التى يقوم بها البعض من المحسوبين على نظام الدوحة فى الخرطوم لاعتماد "الأهرامات" كرمز ترويجى للسياحة السودانية، بإدعاء أنها الأقدم من أهرامات مصر، فى خطوة تعكس مدى العبث فى الحقائق التاريخية الثابتة.
مخطط قطر لزعزعة العلاقات بين شطرى وادى النيل
الأزمة تخرج للمستوى الرسمى
وفى تطور لافت ، تحولت الأزمة من المستوى الإعلامى وشبكات "السوشيال ميديا" إلى المستوى الرسمى، حيث خرج مسئولو السودان خلال الأيام القليلة الماضية بتصريحات غريبة مست أسس العلاقات الراسخة بين بلدهم ومصر، بدأت بما قاله وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان، والتى زعم خلالها أن السودانيين حكموا مصر وذلك فى تزييف متعمد للحقائق وتاريخ وحضارة مصر القديمة الممتد لآلاف السنين، مما أحدث حالة غضب عارمة لدى جموع المصريين.
القيادى الاخوانى التونسي منصف المرزوقى خلال زيارته للسودان
عمق العلاقات بين البلدين
وفى ذروة اشتعال الأزمة، حاولت كلا من القاهرة والخرطوم إحتواء الوضع، وجرى اتصال هاتفى اليوم الثلاثاء بين سامح شكرى وزير خارجية مصر، وبروفيسور إبراهيم غندور وزير خارجية السودان تناولا خلاله رفضهما الكامل للتجاوزات غير المقبولة أو الإساءة لأي من الدولتين أو الشعبين الشقيقين تحت أي ظرف من الظروف ومهما كانت الأسباب أو المبررات. وشددا على ضرورة تكثيف التعامل بأقصى درجات الحكمة مع محاولات الإثارة والتعامل غير المسئول من جانب بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الإعلامية، الذين يستهدفون الوقيعة والإضرار بتلك العلاقة بما لا يتفق وصلابتها ومتانتها والمصالح العليا لشعبي البلدين الشقيقين.
زيارة موزة لشمال السودان
وأعرب الوزيران عن تقديرهما الكامل لثقافة وتاريخ وحضارة كل بلد، وإيمانهما بأن نهر النيل شريان الحياة الذي يجري في أوصال الشعبين السوداني والمصري موثقاً الإخاء والمصير المشترك على مر العصور، والذى سوف يظل مصدر الخير والنماء والاستقرار والتنمية خدمة للمصالح الحيوية للبلدين الشقيقين.
زيارة موزة لشمال السودان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة