>>رانيا صالح: صممت 4 برامج على الكمبيوتر لتعليم المعاقين
>>والدها: رانيا لم تتقاضى معاشًا.. والدولة تجاهلتها
"صعب جدًا على أب فى الدنيا يكون عنده طفل معاق، وينام مرتاح، منذ ولادة "رانيا" والخوف والقلق ينتابنى يوميًا، لأنها أصغر أبنائى الستة، وعند بلغوها الثلاثة أعوام فكرت فى عمل وشم على كتفها باسمها، أو عمل بادج باسمها أعلقه على ملابسها، خوفًا عليها فى حالة خروجها من المنزل، لأنها لا تتحدث، إلى أن بلغت السادسة من عمرها، وفى تلك الأثناء كنت أجلس مع مجموعة من الأهالى وسمعت حد بيقول لصاحبه هشترى لابنى كمبيوتر لأنه فى الثانوية العامة، ويتعلم عليه، وما كذبتش خبر، ودبرت مبلغ 2000 جنيه، وذهبت إلى محافظة إسكندرية واشتريت جهاز، وتعلمت وعلمت "رانيا"حتى أصبحت أول معاقة ذهنية فى مصر تصمم برامج تعليمية".
بهذه الكلمات، تحدث "صالح محمد أبوهبة" 64 سنة كهربائى، ومقيم مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، دفعه خوفه على نجلته "رانيا" المعاقة ذهنيًا، من أن تواجه الصعبات، فقرر تحدى المستحيل من أجلها، وروى لـ"اليوم السابع" قصة نجلته.
يقول "لم أتمكن من استكمال تعليمى بسبب الفقر، ودرست لحد الصف الخامس الابتدائى، وبعدها خرجت من المدرسة، وتعلمت صنعة، وأصبحت كهربائيًا، وعندما رزقنى الله بـ"رانيا" أصغر أبنائى، ولدت تعانى من مرض ذهنى، خوفى عليها جعلنى لا أنام بسببها، وفى حالة حدوث شىء لى سوف تتبهدل، فقررت أن أعلمها، وعندما وصل عمرها 6 سنوات، قدمت لها بمدرسة فكرية للصم والبكم، ولكن لم تتعلم شيئًا، حاولت أذهب لمدرسين لكى يعلموها بالمنزل، جميعهم رفضوا لصعوبة التعامل مع طفلة معاقة ذهنيًا، فقرت أن أعلمها بنفسى، وذهبت لمدرس حاسب آلى، فى البداية وجدت صعوبة كبيرة، لكن شعورى كأب على مستقبل طفلة معاقة، ستعانى مع المجتمع الذى يسخر من المعاقين، جعلنى أتحمل كل شىء، وبدأت كل حصة أتعلمها، أعود للمنزل أعلمها لها، حتى تفوقت علىَّ وفوجئت بها تقوم بتصميم برامج تعليمية على الحاسب للمعاقين والأسوياء.
ويضيف"أبوهبة"، بعدما فوجئت بما صممته "رانيا" توجهت إلى وزارة التربية والتعليم، وقابلت مدير عام إدارة الكمبيوتر وكانت سيدة وعرضت عليها ما صممته نجلتى، شجعتنى كثيرا، وقدمنا لها فى مسابقة، برنامج تعليم اللغة العربية سنة 2004 وحصلت على المركز الأول كأصغر مبرمجة رغم أنها دخلت المسابقة مع الأسوياء، وهى الوحيدة المعاقة بالمسابقة.
وفى عام 2006، كانت "رانيا" مشاركة فى معرض القاهرة الدولى لكتاب الطفل الرابع عشر، وكانت السيدة "سوزان مبارك" تفتح المعرض، وشاهدتها وانبهرت بها، وعندما علمت أنها تدرس فى المدرسة الفكرية للصم والبكم، أرسلت خطاب لإدارة بلبيس التعليمية، لنقلها إلى مدرسة الثانوية بنات لتعليم الحاسب الإلى للطالبات، وتمكنت" رانيا" ابنة السبع سنوات، من إحداث رواج بين الطالبات فى حصة الحاسب الإلي.
ويستطرد "أبوهبة"، أن نجلته تمكنت من تصميم أربعة برامج باللغة العربية والإنجليزية، لتعليم قواعد اللغتين لأقرانها، ومثلت مصر فى مؤتمر الصحة العالمية لذوى الاحتياجات الخاصة، وشاركت فى 5 مسابقات على مستوى الجمهورية حصلت على المركز الأول، وقبل الثورة عدد كبير من المسئولين بالدولة والوزراء شاهدوا "رانيا" وانبهروا بها، ولم يقدم أحد لها شيئًا، الجميع يكتفى بالتقاط الصور معاها، ونشرها فى الصحف، ودون فائدة، مما دفعنى إلى فتح مركز كمبيوتر لها لتعليم الطلاب، ولكن بعد فترة بسبب ضعف الإمكانيات المادية أغلقت المركز، وأصبحت "رانيا" تجلس بالمنزل، ولا يتم الاستفادة من البرامج التى تصممها، كما أنها لا تتقاضى معاشًا من الدولة رغم أنها بلغت 22 سنة.
وتابع"والد رانيا" أن الوحيد الذى أرسل هدية لنجلته كان اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، عندما كنت فى لقاء تليفزيون، مع الإعلامية "منى الشاذلي" قبل ثورة يناير، وبعد عودتى لمنزلى فوجئت باتصال من أحد الضباط يخبرنى أن اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية، يريد أن يتحدث معايا، وقالى له بالحرف "أنا مقدر مدى الارتباك اللى أنت فيه، وأنا شاهدت البرنامج، وأحييك على تعبك مع بنتك، وهابعت لك صباحا، جهاز لاب توب لرانيا، مع ضابط، وأطلب منه أى طلب أنت عايزه، وفى الصباح، فوجئت بعدة سيارات ينزل منهم ما يقرب من 8 ضباط، ومعهم جهاز لاب توب وبرنت، وعد الوزير بتخصيص مهندس لتعليم رانيا، ولكن الثورة قامت بعدها بعدة أشهر.
صالح أبوهبة والد رانيا
رانيا مع والدتها
صورة رانيا
جانب من شهادات التفوق التى حصلت عليها رانيا
رانيا
رانيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة