محمد مفتاح: تكريمى بالأقصر مختلف.. ودور اليهودى فى مأمون أثار جدلا بالمغرب

السبت، 18 مارس 2017 08:00 ص
محمد مفتاح: تكريمى بالأقصر مختلف.. ودور اليهودى فى مأمون أثار جدلا بالمغرب محمد مفتاح فى حواره لليوم السابع
حوار - جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الفنان المغربى القدير محمد مفتاح يعد من أهم نجوم التمثيل فى المملكة المغربية، شهدت مسيرته الفنية فى الفترة الأخيرة شهرة عربية كبيرة، خاصة بعد مشاركته فى الدراما المصرية والسورية اللتان أحدثتا تحولا كبيرا فى مساره الفنى ومنحته شهرة واسعة فى العالم العربى، وبات أشهر مغربى فى مجال التمثيل، ويرجع ذلك بالأساس إلى المخرج السورى حاتم على الذى أشركه فى عدد من مسلسلاته التاريخية الناجحة، ومنها "صقر قريش" و"ربيع قرطبة" و"ملوك الطوائف".

 

نال محمد مفتاح شهرة أكبر عندما شارك مع الفنان المصرى الراحل محمود عبد العزيز فى بطولة مسلسل "باب الخلق"، كما شارك أيضا العام الماضى مع النجم عادل إمام فى بطولة مسلسل "مأمون وشركاه"، ولم يكتف مفتاح فقط بالتمثيل لكنه دخل مجال الإخراج والإنتاج وقدم مشاريع أفلام طويلة مثل "أحرف وحجر" و"خذنى معك".

 

وحصل "مفتاح" على جائزة أفضل ممثل أجنبى فى مهرجان فينيسيا السينمائى، وشارك فى أكثر من فيلم فى هوليوود وقدم أعمالا إيطالية وفرنسية وأميركية، لكنه يؤكد فى حواره على انتمائه لأفريقيا وللعرب.. ويكشف مفتاح خلال الحوار عن آرائه وفكره ويتطرق الحوار لموضوعات مختلفة منها مدى معرفته بالسينما المصرية، ورأيه فى الثورات العربية، ومدى اتفاق واختلاف السينما العربية والسينما المغربية ومدى معرفته بالسينما الأفريقية.

 

- فى البداية ما هو شعورك بعد إعلان تكريمك فى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية لدورته السادسة؟

أولا شكرا اللجنة المنظمة للمهرجان، واختيارى من ضمن عدد كبير من الفنانين المغاربة شرف لنا، وهذا لطف منهم وأشكرهم جزيل الشكر، والتكريم يزيدنى قوة فى أرض الكنانة لأن تكريم مصر يختلف عن جميع التكريمات فى بلدان أخرى فمصر مهد الفن والثقافة العربية واستفدنا منها منذ طفولتنا ولازلنا نتعلم من فنونها وثقافتها ولا ننسى الأساتذة الكبار كمحمود العقاد ويوسف السباعى ومصطفى لطفى المنفلوطى ونجيب محفوظ فهو مدرسة بمفرده، ثم تأتى السينما وتدخل القلوب خاصة أعمال صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وقائمة طويلة كبرنا معهم وفى الغناء محمد عبد الوهاب وَعَبَد الحليم فمصر أم الدنيا حقيقة، وأنا ممتن لمصر ومهرجان الأقصر فهو تكريم له طعم مختلف عن أى تكريم آخر لأنه سيكون على أرض الحضارة الفرعونية ووسط الآثار.

 

- هل ترى أن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية له خصوصية؟

كل مهرجان له تصنيف وله خصوصية فهناك مهرجانات تهتم بالمرأة وأخرى تهتم بالطفل وأخرى تهتم بأفريقيا والسينما الأفريقية لها خصوصيتها فعندما نشاهد فيلم من السنغال أو كودفوار نجد اختلافا ثقافيا وحضاريا ونحن فى المغرب متفتحين لجميع الثقافات الأمريكية والغربية والعربية ولابد من معرفة كل بلد لثقافتها ولغتها واللغات شىء مهم فى التواصل والسينما تواصل ولغة والجمهور العالمى يتفق مع الصورة والثقافة البصرية والحركة بدون حوار فالحزن والغضب والحب والمشاعر بشكل عام واحدة فى العالم كله.

 

- ما انطباعك عن التجربتين اللتين شاركت فيهما مع الساحر محمود عبد العزيز الذى تسمى دورة المهرجان باسمه ومع الزعيم عادل إمام؟

تجربتان مختلفتان استفدت منهما كثيرا؛ مع الساحر كانت تجربة قصيرة فى مدة التصوير، لكن مع الزعيم عادل إمام كانت أطول، فتصويرى مع محمود عبد العزيز كان تقريبا 10 أيام فقط ويومين سفر، لكن مع عادل إمام اختلفت فالمدة كانت طويلة وكانت تجربة مميزة عشت فيها أكثر فى كواليس الأعمال المصرية.

 

- ما أوجه التشابه وأوجه الاختلاف فى السينما المصرية والمغربية؟

الاختلاف فى الثقافة.. فثقافتنا قريبة لأوروبا أكثر من المشرق العربى، رغم أننا ننتمى للعرب لكن فى الميدان العلمى سنجد اللغة الفرنسية هى الأكثر استخداما وكل هذا ينعكس على السينما فالسينمائى يختار موضوعه من البيئة، ولذلك ستجد الثقافة العربية والثقافة الأوروبية معا فى السينما المغربية والسينما عموما هى جسر وتواصل مع الشعوب الأخرى لتتعرف عليها.

 

- هل أنت متابع جيد للسينما المصرية أم متابع للدراما أكثر؟

السينما الحالية لا أشاهدها، لكنى متشبع بسينما الأبيض والأسود فهى سينما رائدة وتحمل أفكارا ونجوما كبار ولها عبق كبير، والسينما المصرية كانت قد تأثرت فى فترة بما يسمى سينما المقاولات لكنها حاليا بفضل جيل جديد من السينمائيين على مستوى عالى من الاحترافية تقدم تجارب جيدة مثلها مثل السينما المغربية أيضا التى يظهر فيها جيل سينمائى جديد له فكره وله رؤيته فى السينما.

 

أما الدراما المصرية فقد بدأت فى تجديد دمائها بعد أن أصبح لها منافس مهم هو الدراما السورية التى تعاملت مع ممثلين ومخرجين وكُتّاب من عدة بلدان عربية، بخلاف مصر التى كانت تتعامل مع المحلى فانغلقت على نفسها.

 

- بعد نجاحك فى عمل مصرى.. هل ستنقل إقامتك لمصر وتتقن اللهجة المصرية؟

لا أنا لم أتقن اللهجة المصرية وعشت فى سوريا ولم أتقن اللهجة السورية، لكنى قمت بأعمال كثيرة باللغة العربية الفصحى، فهناك لغات كثيرة ومتعددة صعب إتقانها لكنى لن أنقل إقامتى لمصر.

 

- هل الاستعمار الفرنسى كان له تأثير على الثقافة والسينما فى المغرب؟

قال مفتاح مندهشا الاستعمار الفرنسى ترك فى المغرب 284 دارا للعرض السينمائى تقلصت حاليا إلى 43 فقط، لكن لم يعد هناك اهتمام لدى المواطن بالفن السينمائى وتحوّل اهتمامه إلى الدراما الهندية والتركية وفنون الحركة والأكشن الهوليودية.

 

وأكد محمد مفتاح أن الدراما قامت بمد الجسور بين الشرق والغرب العربى وهى عنده بمثابة السفير، نظرا إلى أن المجتمعات العربية متشابهة فى الجوهر، مضيفا "نحن فى المغرب العربى لم نعرف سوريا أو مصر بشكل حقيقى إلاّ من خلال الدراما التى دخلت البيوت، فثقافة أهل المغرب مشرقية رغم قربهم الشديد من أوروبا".

 

- هل ترى انفصالا فى الفن العربى عن الواقع؟

الفنانون يعملون بمبدأ "تحت الطلب"، حيث إن البعض من الأنظمة العربية تطلب نوعا محددا من الأعمال بما يعزلها عما يحدث من أحداث مجتمعية، فالفكر هو أساس نجاح الفن إذ يقول: الكتابة أو السيناريو هما الأساس لأى عمل فنى جيد، وأنا أعيب على الفنان العربى عدم الانتباه إلى الأفكار فالقراءة عامل مهم للفنان، لأنها تجعل لديه القدرة على فهم أبعاد الشخصية ومكنوناتها النفسية دون الاعتماد على الجملة والحركة فقط، وهذا ما يميز فنانا عن آخر، وأشار إلى أن الراديو أتاح مساحة كبيرة من الخيال لدى جيل الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى فقد كنا نستمع إليه فنتخيل المشاهد وكأننا نراها، وبالتالى فإن طريقة التربية المختلفة تؤدى بكل تأكيد إلى إنسان مختلف لكن التكنولوجيا الحديثة تقتل الخيال وربما الإبداع لدى النشء الجديد، ما قد يؤثر سلبا على وجود إبداع فى الفن العربى مستقبلا، ولكن ربما كان للتكنولوجيا إبداع من نوع آخر.

 

محمد مفتاح
محمد مفتاح

 

محمد مفتاح في مهرجان الاقصر
محمد مفتاح في مهرجان الاقصر

 

محمد مفتاح وحواره لليوم السابع
محمد مفتاح وحواره لليوم السابع

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة