أكدت جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة التزامهم بسيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية ومؤسساتها المنبثقة عن الاتفاق السياسى الليبى الموقع بالصخيرات، مع التأكيد على الحاجة الملحة لتسوية سلمية للوضع بقيادة ليبية، والتشديد على رفض التهديد أو استخدام الأطراف الليبية للقوة العسكرية، وكذلك أى تدخل عسكرى أجنبى فى ليبيا.
جاء ذلك فى بيان مشترك صدر فى ختام اجتماعهم الرباعى الذى عقد اليوم بمقر الجامعة العربية، لمناقشة الوضع فى ليبيا وتعزيز سبل التنسيق فيما بين جهودها بغية دفع العملية السياسية ومساندة ليبيا فى عملية انتقالها الديمقراطى، بمشاركة أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، وجاكايا كيكوتى الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقى إلى ليبيا، وفدريكا موجرينى الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، ومارتن كوبلر الممثل الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس بعثة الدعم الاممية فى ليبيا.
وأدانت المجموعة الرباعية بشدة كافة حالات اندلاع العنف بما فى ذلك الهجمات المسلحة فى الهلال النفطى التى بدأت فى ٣ مارس الحارى، كما طالبت المجموعة بالوقف الفورى للعمليات العسكرية والتخفيف من حدة الوضع وحاجة كافة الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ تدابير من شأنها أن تؤدى إلى تفاقم الموقف على الأرض، كما طالبت المجموعة كافة الأطراف الليبية بالحفاظ على بنية ليبيا التحتية الاقتصادية والنفطية، مشددة على الحاجة إلى وجود مؤسسة وطنية للنفط موحدة ومؤهلة والتى يجب الاستمرار فى السماح لها بالاضطلاع بكامل مسئولياتها على كافة منشآت النفط فى ليبيا، مشددة على أن نفط ليبيا وثرواتها القومية يجب أن تستخدم لصالح كافة الليبيين ويجب ان تمر من خلال الآليات الليبية الشرعية.
وأعربت المجموعة الرباعية عن قلقها البالغ إزاء التصاعد الأخير للعنف فى طرابلس، منوهة بأن المجموعة أخذت علما بوقف إطلاق النار الذى تم الاعلان عنه يوم ١٥ مارس الجارى، وطالبت المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى ببسط سيطرته على الوضع الامنى فى مافة انحاء المدينة وفقا لاحكام الاتفاق السياسى الليبي.
وشددت المجموعة الرباعية على انه لا ينبغى لهذه التطورات ان تقوض الخطوات الهامة التى اتخذتها الاطراف الليبية والتى دعمتها الجهود الدولية والاقليمية لصياغة توافق عريض وشامل فى اتجاه تنفيذ الاتفاق السياسى الليبى .
وقررت المجموعة الرباعية الاستمرار فى بذل جهودها لتشجيع الاطراف الليبية على الوفاء بمسئولياتها بموجب الاتفاق السياسى الليبي. واعادت المجنوعة العربية التأكيد على التزامها العمل سويا بشكل متناسق وتكاملى لدفع العملية السياسية التى تقوم الامم المتحدة بتسهيلها لتنفيذ الاتفاق السياسى الليبى، والذى يظل يوفر الاطار لتسوية شاملة ودعم المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى المعترف به دوليا اتساقا مع قرارات مجلس الامن ذات الصلة .
واكد الاجتماع ان الامم المتحدة ومعها الاعضاء الاخرين فى المجموعة الرباعية على استعداد لدعم اى اليه شاملة يتفق عليها اصحاب المصلحة الليبين وتكون ممثلة وقادرة على حل القضايا العالقة وقررت المجموعة الرباعية لهذا الغرض القيام بجهود مشتركة لدعم هذه العملية من خلال تشجيع كافة اصحاب المصلحة الليبيين على الانخراط بحسن نيه فى حوار سياسى بناء وشامل لمعالجة القضايا الجوهرية حتى يتسنى تنفيذ الاتفاق السياسى الليبى بالكامل. واشادت المجموعة الرباعية بالجهود الاقليمية المختلفة التى تمت لتوسيع رقعة التوافق المطلوب بين اصحاب المصلحة الليبيين المؤثرين ضمن الاطار العام للاتفاق السياسى الليبي. واقرت المجموعة فى هذا السياق بالدور الهام الذى تلعبه آلية دول الجوار الليبى فى دعم العملية السياسية.
واقرت المجموعة الرباعية بالدور الهام للاتحاد الافريقى ،مرحبة بالقرار الذى اتخذه لتوسيع لجنة الاتحاد الافريقى رفيعة المستوى حول ليبيا لتضم فى عضويتها كافة الدول الجوار اتساقا مع التوصيه التى اعتمدتها اللجنة رفيعة المستوى خلال الفمة التى عقدتها فى برازافيل يناير الماضى ،معربة عن تطلعها لقيام وزراء خارجية الدول الاعضاء فى لجنة الاتحاد الافريقى رفيعة المستوى بزيارة ليبيا الشهر المقبل.
كما اقرت المجموعة الرباعية بمسئولية جامعة الدول العربية فى تشجيع التسوية السلمية للوضع فى ليبيا ،مرحبة بجهودها المتواصلة لتشجيع الاطراف الليبية على الوفاء بالتزاماتها بطريقة شاملة وتوافقية فى اطار الاتفاق السياسى الليبي.
وأقرت بالدور الهام للاتحاد الاوروبى ومساهمته فى جهود المجموعة الرباعية ،مرحبة بمساندة الاتحاد الاوروبى لعملية دفع الانتقال السياسى الشامل لليبيا وجهودها فى تثبيت الاستقرار واعادة التأهيل بما فى ذلك من خلال صفقة المساعدات متعددة الجوانب بقيمة تزيد عن 120 مليون يورو وتعاونه مع السلطات والمؤسسات الليبية لتعزيز قدراتها على معالجة التحديات الناجمة عن الهجرة غير الشرعية. وشددت المجموعة الرباعية على انه لايوجد اى حل عسكرى للصراع وعلى انه لايمكن تسوية الوضع الراهن والمأزق السياسى الا من خلال الحوار والتزام كافة الاطراف واصحاب المصلحة الليبيين بحل خلافاتهم بشكل توافقى فى اطار الاتفاق السياسى الليبي.
واكدت المجموعة اهمية وجود جيش ليبى متماسك ومحترف يعمل تحت هيكل قيادة موحدة وفق ما نص عليه الاتفاق السياسى الليبي. وشددت على الحاجة الى معالجة هذه المسألة ذات الاولوية فى اطار سياسى شامل بين الاطراف المعنية.
وأعربت المجموعة الرباعية عن قلقها البالغ ازاء التهديد الذى يمثله الارهاب بالنسبة ليبيا ودول الجوار والمنطقة.
وأثنت المجموعة على التصميم الليبى لمحاربة الارهاب فى سرت وبنغازى وفى أماكن أخرى وأعربت عن دعمها الكامل للجهود الليبية المتواصلة فى مكافحة الارهاب فى كافة أرجاء البلاد.
واتفقت المجموعة الرباعية على تعزيز التنسيق بين مبادرات وجهود كل من اعضائها حول امن الحدود لدعم التدابير الليبية والإقليمية للارتقاء بامن الحدود وذلك بهدف تطوير مقاربة متكاملة تتناول احتياجات كل من سلطات الحدود والمجتمعات المتأثرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة