فى تطور يزيد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، وجهت وزارة العدل الأمريكية، الأربعاء، اتهامات لاثنين من الجواسيس الروس ضمن أربعة أشخاص، بالتورط فى سلسلة الهجمات الإلكترونية التى استهدفت شركة ياهو عام 2014، وهى أول اتهامات جنائية أمريكية لمسئولين من الحكومة الروسية، تتعلق بالتسلل الإلكترونى.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، تستهدف الاتهامات أثنين من وكالة الإستخبارات الروسية FSB، واثنين من القراصنة، أحدهم روسى وأخر كازاخستانى يعيش فى كندا، تم استئجارهم من قبل الروس. ووجهت السلطات الأمريكية لائحة تضم 47 إتهام جنائى ضد الجناة الأربعة، تتضمن القرصنة والاحتيال وسرقة أسرار تجارية والتجسس الاقتصادى، ذلك وفقا لمسئولين أمريكيين. وتأتى الاتهامات كجزء من قضية قرصنة أكبر تتعلق بروسيا تنظر فيها الولايات المتحدة.
ولا تتعلق الاتهامات الحالية باختراق اللجنة الوطنية الديمقراطية خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالية فى التدخل الروسى فى انتخابات لصالح مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب ضد المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون. ومع ذلك فإن الخطوة تعكس رغبة متزايدة داخل الولايات المتحدة لمحاسبة مسئولى الحكومات الأجنبية على أعمال التجسس الإلكترونى.
وما قد يعقد الأمور بين البلدين أن الولايات المتحدة ليس لديها معاهدة لتسليم المجرمين مع روسيا، لكن مسئولين قالوا أن اتخاذ خطوات مثل توجيه اتهامات لمسئولين روس وفرض العقوبات يمكن أن يكون رادعا.
وقالت "ياهو"، الخريف الماضى، إنها تعرضت لهجوم إلكترونى كبير فى 2014، حيث تم اختراق أكبر كم من البيانات فى التاريخ يصل إلى 500 مليون مستخدم. وكشفت الشركة فيما بعد عن تسلل آخر طال أكثر من 1 مليار من حسابات المستخدمين، وذلك فى 2013. غير أن المسئولين لم يحددوا ما إذا كان هناك صلة بين الاثنين.
ويزعم مسئولين أن الهجوم الإلكترونى فى 2014، سعت فيه وكالة الإستخبارات الروسية للحصول على معلومات لأغراض استخباراتية واستهداف الصحفيين والمعارضين والمسئولين الحكوميين للولايات المتحدة. وأنها سمحت لقراصنة مجرمين بإستخدام ذاكرة التخزين المؤقت للبريد الإلكترونى الخاص بالمسئولين وتحقيق مكاسب مالية عبر عمليات أخرى حيث إستخدم المتسللين بيانات ياهو لسرقة معلومات بطاقات الائتمان، كما سعوا لاقتحام ما لا يقل عن 50 حساب لجوجل، بما فى ذلك حسابات لمسئولين روس وعاملين فى شركة أمن سيبرانى روسية.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن أحد المتسللين، الذين استعانت بهم الاستخبارات الروسية، هو شخص روسى يدعى ألكسيزى بلان، كان قد اتهم مرتين من قبل لإرتكابه ثلاث عمليات اقتحام لشركات التجارة الإلكترونية الأمريكية وتم اعتقاله فى أوروبا، ولكنه هرب إلى روسيا قبل أن يتم تسليمه. وقال ممثلو الادعاء إنهم لم يتلقوا ردا على طلباتهم للحكومة الروسية بتسليم بلان إلى السلطات الأمريكية.
ومسئولو الاستخبارات الروس المتهمين هم ديمترى ألكسندروفيتش، 33 عاما، وإيجور أناتولفيتش، 43 عاما، وكلاهما يقيما فى روسيا. فيما أن المتهمين الآخرين هم بلان، 29 عاما ويقيم أيضا فى روسيا، وكريم باراتوف، 22 عاما، وهو مواطن كندى من أصل قازاخستان ويعيش فى كندا، والذى القبض عليه، الثلاثاء فى كندا.
ووصف مسئول فى وزارة العدل الأمريكية عمليات الإختراق بأنها "تجاوزت الحدود"، فيما قال ميلان باتل، مسئول وحدة الإنترنت السابق لدى مكتب التحقيقات الفيدرالى، أن هذه الاتهامات تظهر العالم المظلم للاستخبارات الروسية من استخدام قراصنة مجرمين بطرق واسعة. وعلى الرغم من أن مسئولى الأف بى أى كانوا يشتبهون منذ فترة طويلة بأن الروس استخدموا مرتزقة سيبرانيين للقيام بعملهم، فإن هذه القضية هى الأولى التى تظهر فيها الأدلة هذا الأمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة