قال الدكتور أحمد حسنى، رئيس جامعة الأزهر، إن تجديد الخطاب بما يتفق ومتطلبات العصر، مع الحفاظ على ثوابت الدين، أمر فى غاية الأهمية، وهو ما دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، ولابد أن نتوقف عن الحالة الموجودة حالياً، فالمشكلة ليست فى الدين ولكن فى الفكر، وفى ظل الأجواء الملغومة بالتشدد المظلم الذى يضيق على الناس سبل حياتهم ودينهم، ويضيق ذرعا بالآخر، ويصل إلى استباحة دم الآخر، ففى ظل هذه الغيوم تتعالى الأصوات مطالبة بتجديد الخطاب الدينى الذى شوه صورة الإسلام و المسلمين.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر، فى كلمته بالجلسة الافتتاحية بالمؤتمر الدولى الأول الذى تنظمه كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بجامعة الأزهر بالقاهرة، تحت عنوان "تجديد الخطاب الدينى بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم"، هل يعنى تجديد الخطاب الدينى تغيير مفاهيم الدين وثوابته والإجابة بالطبع لا، موضحا أن المشكلة فى فهم الدين وليس فى الدين ذاته، وإن تجديد الخطاب الدينى يحتاج إلى توضيح عدة أمور، منها عودة الخطاب الدينى إلى عصر النبوة، بحيث يتسم بالسعة التى تسع الناس دون تضييق عليهم أو حملهم على الأشد من أقوال العلماء، وفى هذه الأيام يختار البعض أصعب الأشياء للأمة ويحاولون فرضها عليها باعتبارها من الدين، ومن ثم فما تتبناه بعض الجماعات من آراء، ومن يخالفهم يوصف بالخروج من الإسلام، فكلها من الفهم المغلوط للدين ولأحكامه ويجب أن تصحح.
وأشار "حسنى" إلى ضرورة عودة الخطاب الدينى الذى يسمح بقبول الآخر، بحيث لا يجمد على شىء واحد، ومن يراجع تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يجد أن تجديد الخطاب الدينى لا يعنى إلغاء الثوابت، وكذلك يجب قبول الآخر، فالخطاب الدينى الذى نحتاج إليه الآن هو الخطاب السمح المستنير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة