نظمت أكاديمية الشرطة ندوة بعنوان، "تحقيق الأمن المجتمعى ضرورة حياتية تضامنية"، حاضر فيها الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، بحضور ضباط ومجندين وأمناء ومساعدين، وذلك فى أكاديمية الشرطة.
وخلال الندوة قال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، إن تحقيق الأمن له دور كبير فى استقرار المجتمعات، وقد شعرنا فى مصر بذلك حينما فقدنا الأمن فى وقت من الأوقات، وأصبح الناس يتشوقون لرؤية رجل الأمن فى الشارع لتحقيق الحماية والطمأنينة لهم.
وأكد شومان، أن ثقافة الأمن المجتمعى مهمة لرجل الأمن، حيث تساعده فى تجاوز الكثير من المواقف الصعبة وكيفية التعامل مع المجرمين والمغيبين، موضحًا أن قدر رجال الشرطة والجيش أن يتحملوا كثرة الأعباء الملقاة على عاتقهم وأنهم يتعرضون للكثير من المخاطر، مشيرًا إلى أن من يتربص بالأمة يدرك أن سقوط مصر هو الطريق للقضاء على الأمة، لكن مصر لن تسقط أبدًا بإذن الله بفضل رجال مصر الشرفاء من الجيش والشرطة.
وأوضح أن المتشعبين بالفكر المتطرف لن يردعهم القتل، وإنما يردعهم الفكر المستنير، موضحًا أنهم مغيبون وعلينا العمل على تقويم أفكارهم لعودتهم إلى رشدهم بمواجهتهم بالمنهج الوسطى المستنير، لافتًا إلى أن الأزهر أنشأ مرصدا خصيصًا لمجابهة أصحاب الفكر المتطرف وتفنيد الشبهات التى يستخدمونها وإظهار ضعف الحجج والأدلة التى يستدلون بها وبطلانها.
وأجاب وكيل الأزهر عن أسئلة الحضور، ومنها سؤال حول مناهج الأزهر وربطها بالفكر المتطرف، وأكد فضيلته: أن مناهج الأزهر التى علمت أبناء مصر والعالم على مدى قرون بلغوا ما يقرب من مليونى طالب وطالبة، وحاليا يوجد ما يزيد عن 40 ألف طالب وطالبة من أكثر من مائة دولة على مستوى العالم يدرسون بالأزهر، ولم يثبت يوما أنها أنتجت فكرا يخالف المنهج الوسطى المعتدل، ولم تتقدم يوما دولة بشكوى أو أعرضت عن تعليم أبنائها فى الأزهر لملاحظتها سلوكا متطرفا ممن درسوا أو تخرجوا فى الأزهر، مؤكدا أن ما يأتينا من هذه الدول هو العكس تماما، فالإشادات وطلبات زيادة أعداد المنح الدراسية تزداد سنويا، ولو كانت مناهج الأزهر متطرفة ما توافد علينا الطلاب من حول العالم، مؤكدًا أن مناهج الأزهر هى التى حمت الأمة ومن يعيش فيها من مسلمين وغيرهم، مشددًا على أن استهداف الأزهر والحرب الموجهة ضده هى حرب على الإسلام.
وعن تجديد الخطاب الدينى، أجاب قائلًا :" الأزهر مؤمن بمسألة تجديد الخطاب الدينى، فهو من لوازم شريعتنا السمحة وأن الإسلام نفسه وصل إلينا بطريق التجديد، فالأحكام الثابتة التى لا تقبل التغيير والتبديل فى شريعتنا وهى الأصول قليلة، وفى المقابل نجد ما لا يُحصى من الفروع التى تقبل الاجتهاد والتطويع لتناسب الزمان والمكان وأحوال الناس.
وأشار أن الدين ليس حكرًا ولا ملكًا لأحد، وباب الاجتهاد مفتوح، شريطة امتلاك أدواته وأن يكون من يتصدى له متمسكا بالمنهج الإسلامى الوسطى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة