"عاش الهلال مع الصليب" من شعار لواقع.. طلاب مسيحيون يتلقون تعليمهم بمسجد فى قرية كفر عوض بالشرقية لعدم وجود مدرسة.. أحد الأهالى يتبرع بأرض منذ 10 سنوات فى انتظار موافقة وزارة الزراعة

أهالى القرية: تبرعنا بالأرض ونحلم بمدرسة ولم نجد سوى المسجد لنعلم أبناءنا

يصطحب جرجس زميله محمد، فيما تصطحب فاطمة زميلتها مريم، صباح كل يوم، للذهاب إلى مسجد طيبة بقرية كفر عوض سليمان بمحافظة الشرقية، الذى يشهد على الوحدة الوطنية التى تتجسد من أجل العلم، حيث يجلس تلاميذ القرية، أقباطا ومسلمين، يتلقون دروسهم داخل المسجد، ويدرس مدرسو التربية المسيحية  لأبنائهم داخل المسجد، هذا المشهد ليس فى فيلم سينمائى، إنما حدث بالفعل، بقرية فى الشرقية، يعيش أهلها فى حب وتسامح يأكلون فى طبق واحد.

أهالى كفر عوض سليمان: أكثر من 10 سنوات ننتظر موافقة الدولة على إنشاء مدرسة 

وقال" رضا أحمد فرج" صاحب مزرعة دواجن، وأحد أهالى القرية التى يبلغ عدد سكانها أكثر من 3000 نسمة، وتبعد عن مدينة الإبراهيمية بحوالى 5 كيلو مترات،  يعيش بها عدد من الأقباط والعلاقة بينهم وبين المسلمين طيبة جدا، يأكلون فى طبق واحد، ولا توجد أى مشاكل يعانى منها الأهالى، سوى حاجتهم لمدرسة يدرس بها أبناء القرية.

وأكمل رضا أن أحد أهالى القرية تبرع بقطعة أرض مساحتها 10 قراريط لبناء مدرسة عليها، ومنذ 10 سنوات، وقطعة الأرض كما هي، وأبناؤنا مشتتون فى القرى على مدارس القرى المجاورة، بعضهم يذهب لمدرسة بقرية الهجارسة التابعة لمركز كفر صقر، لقرب القرية منها، وأغلبهم يذهبون إلى مدرسة بكفر النجوم التابعة لمركز كفر صقر، وآخرون يذهبون إلى مدرسة بقرية الحبش التابعة لمركز الإبراهيمية، وتبعد عن قريتنا بـ6 كيلو.

  وتابع" رضا" أن مدرسة عرب النجوم التابعة لمركز كفر صقر، تخضع لأعمال صيانة منذ بداية العام الدراسي، ولم نجد مكانا يتلقى به أبناؤنا تعليمهم إلا بمسجد القرية، وهو مقام على مساحة ما يقرب من 300 كيلو متر مكون من طابقين، فتم نقل جميع التلاميذ بمدرسة عرب النجوم إلى المسجد لحين الانتهاء من أعمال الصيانة.

وأضاف" ماهر نجيب رزق الله"  تاجر من أهالى القرية، أن تلاميذ القرية بداية من الصف الأول إلى الصف السادس الابتدائى، يدرسون بمسجد طيبة بالقرية، منذ بداية العام الدراسى، ولم يقم أى مسئول بمديرية التربية والتعليم بزيارة أبنائنا.

وقال"محمود عبد الله" من أهالى القرية، إن أحد أهالى القرية يدعى كمال يوسف إبراهيم" تبرع بقطعة أرض مساحتها 10 قراريط، لبناء مدرسة وخاصة أن القرية ليس بها أى مدارس، ووافقت هيئة الأبنية التعليمة دون تردد، ولكن الموضوع متوقف منذ 10 سنوات، بسبب عدم موافقة وزارة الزراعة على قرار التخصيص، وخاصة أن قطعة الأرض تبعد عن الحيز العمرانى بـ 400 متر، وسوف تستخدم فى الصالح العام، وحرصا على حياة أبنائنا الذين يقطعون مئات الأمتار سيرا على الأقدام لتلقى العلم بالقرى المجاورة وأعمارهم لم تتعد 11 عاما، ويتعرضون لمجهود كبير من المشى، وحاليا يدرس أطفالنا أقباطا ومسلمين داخل مسجد القرية، فى مشهد يمثل الوحدة الوطنية، ففى الصباح يصطحب  جرجس محمد معه وفاطمة تصطحب مريم، ويذهبون إلى المسجد لتلقى العلم.

وقال" سمير عبد المسيح "سباك من أهالى القرية، إنه يحلم مثل أبناء القرية، بسرعة الانتهاء من بناء المدرسة، حرصا على أبناء القرية جميعا، وخاصة أن أغلبهم أطفال.

تلاميذ قرية كفر عوض سليمان: نحلم بمدرسة لها فناء واسع مثل المدارس بالقرى المجاورة

وقال "أدهم رضا" تلميذ بالصف الثانى الابتدائى،7 سنوات، إنه يذهب لمدرسة بكفر النجوم، فترة مسائية، ويعود فى المساء، والطريق ليس به أعمدة إنارة، ويدرس حاليا فى مسجد القرية، ويتمنى أن يكون له مدرسة بقريته يدرس بها.

وأضاف " فادى ملاك" 9 سنوات، تلميذ بالصف الرابع الابتدائى، أن الأطفال بالقرية يحلمون ببناء مدرسة لهم، وبها فناء واسع مثل جميع التلاميذ  بالمدارس الأخرى، وأنه يدرس حاليا داخل مسجد طيبة، لحين الانتهاء من أعمال صيانة بمدرسة كفر النجوم.

التربية والتعليم: جارى الانتهاء من أعمال الصيانة بمدرسة النجوم وعودة التلاميذ لها قبل امتحانات نهاية العام

وأكدت الدكتورة "فريدة مجاهد" وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالشرقية، أن تلاميذ قرية كفر عوض سليمان، يدرسون بمدرسة كفر النجوم، وأن بها أعمال صيانة حاليا، وكان من المقرر تسليم المدرسة فى 15 فبراير الماضى، ولكن أعمال الصيانة لم تنته، وسوف يتم الانتهاء منها قريبا، وعودة التلاميذ للمدرسة قبل امتحانات نهاية العام، وخاصة أنهم يدرسون بمعهد دينى فوق مسجد قريتهم، وتم التواصل مع هيئة الأبنية التعليمية.

وكيل مديرية الزراعة بالشرقية:دورنا انتهى بمعاينة الأرض وننتظر موافقة الوزارة على التخصيص

وقال المهندس"علاء عفيفي" وكيل أول وزارة الزراعة بالشرقية، إن دور مديرية الزراعة انتهى فور القيام بمعاينة قطعة الأرض المخصصة لبناء مدرسة للتعليم الأساسى عليها، لأبناء قرية كفر عوض سيلمان، وأن اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، وافق على التخصيص، وتم إرسال مذكرة لوزارة الزراعة لأخذ رأى الوزير فى التخصيص لأن الأرض تقع فى نطاق الأراضى الزراعية.

النائب عصام أبو المجد: دراسة التلاميذ بالمسجد وضع مؤقت وأوعدهم ببناء المدرسة قريبا

ومن جانبه، قال النائب عصام أبوالمجد عضو مجلس النواب عن دائرة ههيا والإبراهيمية، أن دراسة التلاميذ بالقرية داخل المسجد، وضع مؤقت لحين بناء مدرسة لهم، وأنه حصل على تأشيرة من محافظ الشرقية، بالموافقة على بناء مدرسة على قطعة ـ أرض تبرع بها أهالى القرية،  وتمت مخاطبة الزراعة، والوزارة أرسلت لجنة من حماية الأراضى الزراعية، وقامت بمعاينة قطعة الأرض على الطبيعة.

وأوضح "أبوالمجد" أن القرار الجديد رقم 615 يسمح باستثناء البناء على الأرض الزراعية، للمصلحة العامة، وسوف يتم الانتهاء من التخصيص فى أقرب فترة، ودرج المدرسة بخطة هيئة الأبنية التعليمة، لبنائها فى القريب العاجل.

النائب محمود زايد: الأهالى عندهم حق فى مطالبهم وسأعرض على وزير الزراعة سرعة الموافقة على قرار التخصيص

فيما أكد النائب محمود زايد عضو مجلس النواب، عن دائرة ههيا والإبراهيمية، أن أهالى القرية لهم كل الحق فى المطالبة ببناء مدرسة لتعليم أبنائهم داخل القرية، وخاصة أنهم متبرعون بقطعة أرض منذ فترة.

وأضاف "زايد" أن اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، أنهى كل إجراءاته ووافق على بناء المدرسة، لكن التأخير من وزارة الزراعة، لتخصيص قطعة الأرض التى سوف تقام عليها المدرسة، لأنها أرض زراعية، وأن محافظ الشرقية، أرسل خطابا لوزارة الزراعة بالموافقة.

وأشار زايد إلى أنه سوف يلتقى وزير الزراعة ، الاثنين القادم، وسينهى معه المشكلة، بضرورة استثناء قطعة الأرض لبناء مدرسة عليها، فيما رفض القائمون على التعليم بالمسجد التصوير من الداخل.

مسجد طيبة بقرية كفر عوض سليمان

أخرى للمسجد الذى يدرس به التلاميذ

صورة للمسجد من الخارج

مدرس التربية المسحية يدرس للتلاميذ

تلاميذ القرية بنهاية اليوم الدراسى ويحلمون بإنشاء مدرسة لهم بالقرية

التلاميذ بعد خروجهم من المسجد

صورة أخرى للتلاميذ بعد نهاية اليوم الدراسي

صورة طلب لوزير الزراعة بالموافقة على تخصيص الأرض لبناء مدرسة عليها

صورة خطاب موجه إلى محافظ الشرقية بالموافقة على قطعة الأرض